المشكلة إن كل الذكريات هي ذكريات حزينة بشكل أو بأخر، حتى الذكريات السعيدة بتتحول مع الوقت لذكريات حزينة بسبب تحولها لذكرى وأصبحت في خبر كان، والغريب بقى إن الذكريات الحزينة من البداية بتبقى أهون وأسهل في التعامل معاها والتعافي من تأثيرها، لكن الذكريات اللي أصلها كانت سعيدة وبعدين إتحولت بسبب فقدانها، بتبقى عبارة عن سرطان هيفضل ياكل في خلايا عقلك للأبد.
_____________________
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••كاتي
أراه سعيداً اليوم هذه فرصتي كي أخبره بقدوم ليو لخطبتي .. كان جالساً على المقعد يتبسم ابتسامة خفيفة ، دنوت منه ثم جلست بجواره فعلم أن هناك شيء أود إخباره به فطلب مني أن أتحدث ، كنت مترددة كثيرا لكن لم يكن أمامي إلا أن أقول له ، وأنتظر ردة فعله .. قلتها على مضض :لقد تقدم ليو لخطبتي
تبدلت ملامحه إلى الغضب قليلاً ، ساد بعدها الصمت على وجهه للحظا ٍت ثم قال عابساً : ـــ دعيه يأتي ويتقدم لِك وتأخذين رأيي بعدها ..
اعتبرت ذلك موافقة منه ، لأنه بلا شك سيعجب به ، سريعاً هاتفت ليو وأخبرته بما حدث فأخبرني أنه سيأتي هذا المساء ..
***
ذهبت إلى العمل فلم أجد ليو هناك ، أنه دائماً يتغيب بين الحين والآخر ولا أعلم إلى أين يذهب
، أعتقد أنه يعتني بوالده فكما أخبرني لقد أصبح عاجزا لا يقوى على شرب الماء بمفرده ، حاولت ً
منه مرارا أن أذهب إلى رؤيته لكنه كان يتحجج ويرفض دائما .. ًً
دق هاتف المكتب ، كانت السكرتيرة أخبرتني هناك طبيباً يريد مقابلتي ، فسمحت لها أن تدخله .. كان الطبيب المختص بعلاج لامبو، طلبت منه أن يجلس ثم قال : ـــ بالنسبة إلى لامبو نحن سنجري له عملية في الغد على أقصى تقدير ونريد إمضاء أحد أقاربه ، لكن ليس هناك أحد .
فقلت وأنا شاردة : ـــ حسناً ، ستأخذ أمضتي أنا ..
كل شئ كما لو كان بالأمس .. ترى إلى أين ذهب ذاك وتركني وترك أخيه يصارع المرض وحده ، كيف لي لم أسئل وأبحث عنه من قبل حين غاب ، لقد أعتقدتُ حينها أنه ذهب بارادته يوماً ويومان كي يتخلص مني ثم يعود ، لكن الأمر طال وهناك أمرا مريب في هذا الجانب ، يجب أن أبحث عنه
وأعلم إلى أين سكنت روحه وصارت حياته ، ولن يعلم ذلك إلا أخي مارك سأطلب منه مساعدتي في
إيجاده .. لا أريد إلا أن أعلم أين مكانه واطمأن عليه هذا فقط ثم سأتابع حياتي كما مهدُت لها واخترت لها أن تكون مع ليو ..
***
انتظرت خارج الغرفة خروج ليو وإعلان نتيجة ما دار بينه وبين مارك.. الحديث طال كثيرا حتى ً
ظننت أنه سيأتي بالرفض وتأكدت من ذلك حينما خرج ليو وهو عابساً حتى وصل إلي ثم قال : ـــ بعد أسبوع ستصبحين خطيبتي ..
كان ليو سعيداً جداً ، أما أنا فاكتفيت بالابتسامة ، ذهب ليو ثم طرقت الباب على مارك ودخلت إليه فأمومأ لي ب رأسه باسماً ، فردد ُت له الابتسامة ثم جلست قائلة : ـــ حقيقة لم أتوقع منك أن توافق !!
فقال : ــــ ولا أنا ، لكن أعجبني الشاب فوافقت ، وأنا لا أريد إلا سعادتك ..
هممُت أن أخبره بأمر ريو ولكن دق الهاتف في الوقت غير المناسب .. أغلق الهاتف ثم قام سريعاً ، أعترضت طريقه وأخبرته أنني أريد أن أخبره بشئ فطلب مني تأجيل الموضوع حتى يلحق بالجلسة ، ولم أعلم عن أي جلسة يتحدث ولكني أنتظرته حتى يأتي ...
ريو
أُفرج عني بعدما ترافع المحامي الذي وكله لي مارك كما قال ووعد .. كان أصعب ما في الأمر توديع
الرفقاء ، لقد عاهدوني على اللقاء مجدداً أما فلم أعادهم فلا أحب أن أقطع وعداً لست بأهله .. شاء
ميعادي أن أخرج في منتصف الليل بعدما تم احتجازي حتى انتهاء إجراءت خروجي .. وكان في
استقبالي مارك، رحب بي ثم صعدت معه السيارة وسار بنا حتى وصلنا إلى منحدر صخري يطل على البحر ثم قال:آلن ترني محبوبتك
سكت قليلا ثم قلت:لقد رحلت
تعجب مارك من ذلك ثم قال آسفاً: ـــ إلى أين ؟
ـــ لا أعلم ولكنها رحلت ..
اضطجع مارك على سيارته وقد غلبه النوم ، أما أنا فبقيت مستيقظاً شارداً حتى أشرقت الشمس
وأخرجت نورا أصفر على أستحياء عاكس إشاعته على البحر فأحاطه بشكلاً جميل للغاية ، لكزت مارك حتى استيقظ وفرك عينيه ثم قلت له مشيرا إلى هذه اللوحة البديعة ..
ــــ ألم تكن تريد أن ترى محبوبتي ؟ .. ها هي أمامك !!
ظل يحدق مارك ثم قال متعجا : ـــ اين هي،أنالاارى شيئا..سوى ماء وشمس..
فقلت : ـــ هي تشابه هذا ..
أومأ ب رأسه كأنه أدرك الأمر وقال :
ـــ يالتعابيرك العجيبة !!
ثم قام وعدل من ملابسه وقال : ـــ إلى من أين سنبدأ ؟
قلت وأنا أنظر إلى البحر ـــ سنبدأ ببيتر
***
أخبرني مارك أنه قد راقب الشاهد بالمحكمة حتى علِم وتأكد أنهم بالفعل تؤامان وقد ارقب الثاني حتى علم مكان بيتر وهانحن ذا نقف أمام منزله ننتظر خروجه إلى العمل .. بعد حوالي ساعتان خرج ثم ركب سيارته وذهب فانطلقنا وراءه حتى انعزلنا به في مكانا فارغ من المارة والبيوت ، أوقفنا السيارة أمامه ثم ضربه مارك على رأسه برأس مسدسه فأغشي عليه .. حملناه إلى سيارتنا ثم أنطلقنا به حتى وصلنا إلى مكاناً آمن وسكب عليه مارك الماء فاستيقظ وهو يتآوه من شدة الضربة ..
دنوت منه ثم قلت : ـــ من أنت ؟
رمق كلانا بنظرات كأنه يتفحصنا ، ثم ملأ وجهه الخوف وقال مرتعشاً : ـــ ليس لي شأن بما حدث لكم أنا بريء
تعجبنا من إجابته فقد جمع كلانا في كلامه ولم يتحدث عن مارك فقط .. فقلت : ـــ هل تعرفني ؟!
خفض أرسه كأنه علم أنه ارتبك خطأ ثم قال هامساً :
ـــ نعم .. أنت عامل الورشة ..
تفاجأت مما قاله ووقفت ذاهلاً فانحنى عليه مارك وقبضه من لياقته وقال صارخاً :
ـــ وكيف تعرف هذا ، تحدث وإلا قتلتك ..
صمت بيتر ولم يجيب فأخرج مارك مسدسه وصوبه نحو رأسه، فبدأ أن يتحدث لو أن جاءت طلقة وأخترقت رأسه ،نزعت المسدس من مارك ثم لمتُه على مافعل فأقسم أنه لم يطلق النارعليه..
***
ذهبنا إلى مكاناً آمن قبل أن تأتي الشرطة وتتهمنا بقتله ، كان مارك عابساً فأخبرته أنني أعلم أنه ليس من قتله حتى يطمئن قلبه ، فكان قد راوده الشك بأنه قد أطلق النار عليه .. بقيت أفكر في حلاً لهذا حتى روادتني فكرة فطلبت من مارك أن يدلني على مكان أخيه التؤام الذي شهد بالمحكمة .. سألني فلم أجيبه مرعاة للوقت ..
كان الليل قد انسدل ، فبقينا حتى أنتصف الليل ونام الجميع ثم تسللنا إلى بيته حتى تمكنا من الدخول ، ثم أسقطت الكوب في الأرض متعمداً إيقاظه ، ففعل ذلك وجاء يتجسس على الصوت .. فقبضت يدي على فمه من الخلف وطلبت منه ألا يصدر صوتاً وإلا قتلناه .. أزحت يدي عنه ببطء فلم يتحدث ثم أنار مارك النور فنظر إلينا متعجباً ثم قال : ــ أنتم ؟!! كانت هذه هي المرة الثانية التي يجمعنا فيه المتحدث فقلت مستفسرا:
ــ آنت تعرف كلانا .. ناهيك عن مارك أتعلم من أنا ؟
دنا ببضع خطوات ثم جلس على الكرسي وقال بنبرة مستضعفة : ـــ نعم أعرف كلاكما جيداً
فقلت سريعاً : ـــ وماذا تعرف عني ؟
هَّم أن يتكلم ثم قام فجأة وقال ـــ لاأعلم شيء،لاأعلم شيء..أتركونيوراحلامن هناحاًلا..
حاولت أن أحادثه فأبى ذلك ، فما كان مني إلا أن نظرت إلى مارك ففهم مرادي ، ثم لكمه على وجهه لكمة شديدة وأخرج بعدها المسدس وصوبه نحو رأسه فرمقته بنظرة إيلام فقال : ـــ لم أكن أنا !!
قلت لبيتر : ـــ ستخبرنا بكل شيء وإلا قتلناك .. أتفهم ذلك جيداً ..
أومأ ب رأسه باستماتة مغلوب على أمره .. ثم دق هاتف مارك ، فقلت له أن يغلقه فقال أنه هاتف أخيه التؤام الذي ُقـتل منذ قليل .. قام بيتر فازعاً ثم قال : ـــ لويس مات !!
ثم بكى بعدها ، فرمقت مارك بنظرة إيلام ، تكررت الرنة ثانية فأخذته وأعطيته لبيتر وأخبرته أن يكلمه على أساس أنه لويس .. ففعل ذلك على مضض ..
فتح سماعة الهاتف فقال المتحدث ـــ أين أنت لَّم لا تجيب ..
نظر إلينا بيتر كأنه لا يعلم بما سيجيب ، فقلت له هامساً
ـــ أريدأن أقابلك فوار ً
فكررها بيتر .. فقال المتحدث :
ــ ماالأمر؟ فقلت هامساً : ـــ ستعلم حين أقابلك ..
فكررها بيتر .. وافق المتحدث على ذلك ، وأخبره أن ينتظر منه مكالمة بالمكان الذي سيلتقيان به ..
أنهى المكالمة .. ثم دنا مارك من بيتر وقال غاضباً : ـــ آكنت تعلم أنني بريء ومع ذلك شهدت ضدي ..
فقال بيتر : ـــ لم أكن أعلم حينها ، وقد شهد ُت بما أريت فأنا لم أكذب ..
تبسم مارك بسخرية ثم قال : ـــ هيا أخبرنا كيف تعرف مارك ؟
بدأ الرجل في أن يتحدث فاعترضت قائلا : ـــ ليس الآن يامارك،دعنا ننهي الأمر ..
تعجب مارك من ذلك ولكنه وافقني في نهاية الأمر ..
لم تمر دقائق ودق الهاتف مجدداً ، وأعلمه بالمكان .. جعلنا بيتر يتهيأ كما لو كان لويس تماماً .. ثم جعلناه يقود السيارة وجلست أنا ومارك في حقيبة السيارة حتى وصلنا .. في خلال الطريق راودني شعور أن يخوننا بيتر ويخبر صاحب الشأن بكل شيء وتكون نهايتنا .. كنت أنتظر أن تفتح حقيبة السيارة وتمطرنا الرصاصات في صدورنا .. لكن ذلك لم يحدث ، توقفت السيارة وبعد لحظات خرجنا من الحقيبة ببطء شديد حتى تأكدنا بعدم جود أحد .. كان المكان عبارة عن مخزن قديم جداً حينما رآه مارك قال متعجباً : ـــ هذا المكان الذي تمت فيها الصفقة وقابلت القتيل لأول مرة ..
حينها علمت أننا نقترب من معرفة الحقيقة ، أعتمدت على مارك في تتبعه إلى أن وصلنا إلى مكاناً مغلق وقف بيتر ينتظر مجيئه بقلق يتحسس السماعة التي وضعته لها في أذنه حتى نخبرها بما يقوله .. أخرج مارك هاتفه وجهز الكاميرا كي يلتقط لهم الفيديو .. وبعد لحظات صدر صوتاً يدنوا تدريجياً من بيتر إلى أن ظهر صاحبه .. وكانت المفاجأة التي أخشاها لقد كان ذلك الذي قابلته في منزل كاتي كان ليو .. مارك لم يتحمل الصدمة وكاد أن يصرخ لولا أن أسكته حتى لا يعلم بوجودنا ثم ثبت الكاميرا عليهما وهو يلعنه ويسبه هامساً .. فقلت لبيتر من خلال السماعة :
ـــ لقد علِم مارك وصاحبه بكل شئ .. كررها بيتر بمجرد سماعها .. غضب ليو كثيرا ثم قال :
ـــ وكيف علمأ ذلك ؟
فقلت : ـــ لا أعلم ولكنهم يبحثان عني ..
فكررها بيتر .. صمت ليو قليلاً ثم قال غاضباً : ـــ لقد كانت الأمور تسير على ما يرام .. لقد أقنعته أن يوافق على زواجي من أخته وها هو ذا إذا علم الحقيقة سينتهي كل شيء بل سأنتهي أنا ..
فهمس مارك قائلاً : ـــ سأحرص على ذلك .. صدقني
ثم قلت: ِ ـــ ماذا لو علم مارك أنك من قتلت (تايلور) لأنه حاول أن يدافع عن ابناء صديقه.. وألفقت الجريمة له ..
كررها بيتر .. نظر إلى بيتر متسائلاً ، فارتعد بيتر ثم قال ليو : ـــ لاتقل ذلك..لن يعلم بشيء..
ثم دنا من بيتر وقال محذراً : ً
ـــ ستحرص أنت على أن لا يعلم بذلك ..
فقلت : ـــ وماذا عن صاحبه عامل الورشة ؟
كررها بيتر .. فقال ليو : ـــ لقد خرج هو أيضاً .. لكن هذا لن يعيقنا بشيء فمحبوبته أصبحت لي الآن ..
رمقني مارك بنظرة استفهام فأدرت ظهري بعيداً عنه وذهبت .. لقد دبر لي أيضاً هذه الجريمة وكنت أظن أنه الشخص الذي لكمته في الورشة ..يتبع 😇🗿
احم احم احب اقولكم ان النهايه قربت باقي تقريبا ٣فصول ونخلص الروايه بإذن الله اتمنى انكم استمتعتو بقراءت الفصل وكشف الكثير من الحقائق يلي ماكنا نعرفها ومنها حقيقة ان ليو هوا أساس المصائب واحنا ظلمنا بيتر المسكين 🗿💔🌚😔 على كل حال توقعاتكم للفصل الجاي 😇🖤
موشي موش⭐️🖤⭐️
YOU ARE READING
<•"حتى النهايه "•>
Romance♡︎❤︎المخلصون في الصداقه هم أولئك المخلصون في الحب❤︎♡︎✔︎ - كفاك سكب الدموع حزنًا على شقاء الآخرين، احتفظ بدموعك ليوم تتعذب فيه وحدك، ليوم لا يكون معك فيه أحد.. - دوستويفسكي 📃 .