{•*ريو*•}

143 7 0
                                    

صورة ريو يلي فوق
""""""
- أبكي من العزلة ومن الحياة , من الكتف الذي لن أستطيع أمتلاكه ابداً , الأشياء التي حلمت بها ,وتلك التي فكرت بها , وما تم نسيانه بداخلي .
—————
ظلت تبكي كالأطفال حتى اضطجر منها لامبو وأخذ يهز ذراعي وينبهني أن أنظر إليها وهي تبكي ،
فهمست له أن يسكت فسكت ولكنها لم تتوقف عن ذلك ، سار إليها لامبو ثم ربت على رأسها مستعطفاً فرففعت رأسها في تعجب ثم بدأت تمسح في دموعها ، أخرج لها منديلاً ثم مدهُ لها فابتسمت وأخذته منه فقال : ــــ لَّم تبكين ؟ ـــ لاشئ..
ثم قبلته وقالت : ــــ هل يمكن ان نتعرف ؟
فقال في حماس ـــ اسمي لامبو وهذا أخي ريو
ثم تابعت حديثها معه ـــ وأنا كاتي
ـــ أنتي جميلة جداً ياكاتي
قمت سريعاً بعد قوله لهذه الجملة ، ولمته بسببها ولكنها كانت تضحك وتتقبل الأمر.. ثم طلبت منه أن نرحل قبل أن يعكر الأمور أكثر من ذلك .. لم نسير لبضع خطوات حتى سقط لامبو مغشيا عليه ، أخذت أوقظه ثم حملته وأنا لا أعرف إلى أين أذهب ، كانت الفتاة (كاتي) تصرخ لي أن أدخل به إلى المستشفى فركضت إلى ذلك .. أسرعت هي أمامي تنادي على المسعفين فأدركوها سريعاً وأخذوا
مني لامبو ثم دخلوا به إلى غرفة العناية .. جلست انتظر مرارا خروج الطبيب لكنه أطال ، تذكرت ً
لوهلة استراجيه فسرها عقلي للحظة تلك الفتاة التي جاءت راكضه معي وكانت واقفة بجواري قمت كي اشكرها وأدعوها للرحيل ، رن هاتفها قبل أن أنطق بكلمة ، ذهب انتباهها مع الهاتف ثم رحلت دون أن تتحدث .. فتح باب العناية فالتفت سريعاً كان الطبيب دنوت منه بلهفة .. ـــ كيف حاله ؟
فقال بوجهاً متبسم ـــ بخير الحمد لله ، لكن عليه أن يبدأ في اجرءات العلاج في أقرب وقت وهذا ما سنفعله ..
فقلت محزوناً ـــ لا نحن سنرحل
فقال ذاهلاً ـــ كيف ؟ ـــ
أنا لا أملك تكاليف العلاج ..
ـــ تكاليف ، أي تكاليف ؟! لقد أوصت مديرة المستشفى بعلاجه بالمجان
رحل الطبيب وتركني في حيرتي ، دار عقلي فيما قاله ودارت بمخيلتي الكثير من الأسئلة عن سبب وماهية هذه المديره
.. سألت عن مكتب المديرة كي أذهب لأشكرها .. وصلت إلى هناك فاستوقفتني السكرتيرة كي تأخذ لي الإذن أولا .. بعد ثوا ِن عادت وسمحت لي بالدخول ، وقفت ذاهلاً حينما رأيتها كانت هي المديره الذي أوصت بذالك ، رآتني فابتسمت ثم أشارت لي بالجلوس فجلست وانا لا أجمع الكلمات التي سأقولها فقد غابت عني كلمات الشكر التي جمعتها قبل دخولي كي ألقيها عليها .. أخذتني من شرودي وقالت : ـــ كيف حال لامبو الآن ؟
ـُ بخير ، ولولاكي ما حدث هذا ، لكن ..
قاطعتني قائلة : ـــ لا تقل شئ فيما يخص علاجه .. هذه هدية مني له ـ ـ ـ شكراً لك
أومأت لي ب رأسها باسمة ، ثم طلبت لي مشروب ، وولكني طلبت منها الرحيل ولم أتمهل البقاء .. خرجت وأنا شارد فيما رأيت في تلك الفتاة من بساطة وقلة حيلة ، تتبسم كثيراً على أي كلمة لا ترقى
لذلك ، عيناها خجولة وصوتها ليس على نغمة واحدة كما يكون أصحاب الأعمال .. على كل هذا
ليس بشاغلي ولا غايتي ، فالأهم ما حدث اليوم وكيف لم يرد الله أن يكسر بخاطري فسول لي من يحمل عني ، جئت غريباً إلى هذه الأرض لا لي بها عزيز ولاصديق ولكن لي بها الله ويكفي به وكيلا ..
أشرت الطبيب فيما يخص لقاء لامبو فسمح لي بالدخول , ولكنه كان نائماً مغرقاً في نومه ، جلست برفقته لدقائق وأنا أنظر إليها إلى أن غلبني النوم أنا أيضاً حتى انتبهت لصوت الممرضة توقظني فقمت خارجاً .. ذهبت إلى خارج المستشفى كي أشم ارئحة الهواء قليلاً ، كانت كاتي تغادر حينها ، ركبت السيارة ثم نزلت ثانية تفحصت السيارة بوجهاً عابس ، ثم أخرجت هاتفها وهاتفت أحدهم لثواِن وأغلقت . لم يمر ربع ساعة حتى وقفت سيارة بجوارها ركبت بها ثم رحلت ..
دنوت من السيارة ، كانت عجلتها الخلفية قد ثقبت لذلك تركتها وأخذت غيرها ، خطرت على بالي فكرة حينها أن أصلح لها العربية كشكر لها على ما فعلته ، فعملي صبي في ورشة ميكانيكا سيارات تعطني من الخبرة ما يمكنني من ذلك ، بدأت في فك العجلة ثم أخذتها إلى أقرب ورشة وكانت بعد سير قرابة العشر كيلو مترات .. كان الميكانيكي منشغل بكذا شئ ، رجل تعدى عمره الخمسين تقريباً نظرت حولي فلم أجد من يعاينه يعمل لوحده في ورشة لا تكاد تجد مكاناً تقف به من كثرة الآلات ، لحيته صغيرة يتخللها الشيب ، وجهه بشوش يحرك يديه بخفة باسماً كأنه يعزف على سيفونية ، مايستروا وليس ميكانيكي !! ، قبل أن أخبره بسبب مجيئى طلب مني أن أتركها وآتي بعد ساعتان ، ولكني تركته يعمل وأخذت أنا أُصلحها بنفسي ، ولم يعلم بذلك حتى انتهيت منها ، نظر لي متعجباً ثم أخذ يتفحص العجلة وقال باسماً ـــ إذاً أنت ميكانيكي أيضاً
فقلت باسماً : ـــ عملت بها وأنا صغير لكن لم أترق إلى لقب الميكانيكي بعد .. فضحك قائلاً : ــــ ياليتك تعمل معي ..
ـــ كم أجرها ؟
فقال ـــ سأخذ ثمن اللحام فقط .. وتحتفظ بأجرها لك فأنت من أصلحها ..
أعطيته ثمن اللحام ثم أردفت راحلاً ، سرت بضع خطوات ثم دوت جملته (ياليتك تعمل معي ) وقفت ثم عدت بأدراجي ،
فسإلته مستفسرا :ماذا تقصد ب ياليتك تعمل معي
كان متكئاً على سيارة يعمل بها ويحمل في يديه مفتاحا كبير ، لم يلتفت وقال : ـــ أي تعمل معي إن أردت ذلك ..
فقلت سريعاً : ـــ نعم أوافق ..
ترك السيارة ثم دنا مني وقال : ــــ العمل من الصباح حتى المساء ولك وجبة واحدة ومائة ين لم يكن عرض مغريا كافيا فاردفت راجعاً فنادى علي ـــ ألا يرضيك المال ؟
توقفت وقلت
ــــ بل يرضيني ولكن لا يرضيني الوقت ، فلي أعمال أخرى .. ولو كان أقل من ذلك لوافقت .. ـــ وكم يرضيك من الوقت ؟
نظرت إليه ثم قلت : ـــ ثماني ساعات لا تزيد عن ذلك ولك أن تنقص أجري كما تريد .. فقال ــــ لك ذلك ..
ـــ حسناً الآن سأذهب وآتيك بالغد
ذهلتني إيجابيته معي بهذه الدرجة ، لم تهاون معي كثيراً ؟ ، ولو كنت طلبت أكثر من ذلك لكان ًَّ
وافق ، هل من قلة الذين لا يعملون ؟، وما أكثرهم في ايامنا وبلادنا .. لينه معي وتهاونه إلى الدرجه التي جعلتني أقلق حياله وأ راود نفسي في الذهاب أم لا .. وضعت العجلة كما كانت ثم ادلفت للداخل وخارج غرفة لامبو في الممر جلست لبضع دقائق ، ثم أخذتني غفلة من النوم فاضطجعت على كامل
المقعد وغصت في نوماً عميق ..
يداً تلكز ذراعي وأنا نائم وتردد كلمة يأستاذ ، فتحت عيني سريعاً ثم قمت ، كان رجل من العاملين بالمستشفى ، أخبرني أن المديرة تنتظرني في مكتبها ..
ذهبت إليها كما طلبت ، قادتني السكرتيرة إلى الداخل مباشرة ولم تمهلني حتى تستأذن لي أوًلا ، كان هناك طبيب بالداخل ، أنهت معه كلامها بمجرد دخولي ثم رحل ، أشارت لي بالجلوس ثم نظرت إلى شاشة بجوارها وقالت : ــــ شكراً ، كان الأمر لا يتطلب عناءك ذلك ..
فقلت ـــ على ماذا ؟ وأي عناء ؟
حاولت أن لا أُبين لها أي شئ علها تقصد شيئاً آخر ..
فقالت:لاتشغل بالك
ُفتح الباب ودخل رجل كبير السن إلى مجلسنا ، رحبت به كاتي ترحيباً يدل على شدة قربه منها .. أراد أن يقول شيئا لكنه لم يرد أن أكون حاضرا ، فطلبت الرحيل فأبت ذلك فعلم مرادها ومد لها ورقة
َُ
ًً
كانت بيده ، نظرت إليه كاتي ثم قالت ذاهلة
ــــ إستقالة !! ثم نظرت إليه تسأله
ــــ لماذا ؟
ـــــ بعد وفاة والدك , لم يعد للعمل طعم كما كان هو موجود , هو ارتاح وأنا أيضاً سأرتاح , لكن لن أتركك وحيدة , فمنذ غداً سيأخذ ابني (كاي) مكاني ..
ـــــــ كما تشاء .. قالتها وهي حزينة .. ثم غادر الرجل , فسألتها :
ــــــ من ذلك الرجل ..
ــــــ أنه عمي كاجي صديق أبي منذ أن كانوا شباب , لقد أخبرني أبي أنهم لم يتضادان على شيئان ولم يفترقا لحظة منذ أن عرفا بعض منذ أكثر من ثلاثون عاماً , شيئاً جميل أليس كذلك ؟.. ــــــ نعم .. سأذهب أنا الآن , وشكراً لك مجددا ...
ًً
رن هاتف المكتب فالتقطت السماعة , أما أنا فأخذت خطوات للخروج , ولكنها أوقفتني قائلة :
ــــــ إن أخيك يصرخ ويشاغب مع الأطباء , إنه يريدك ..
ــــــ حسناً , سأذهب له
.. ــــــ سآتي معك ..
كان لامبو يصرخ ويريد أن يترك السرير ويذهب ويرفض أن يأخذ العلاج, لكن عندما رآني هدء , جلست بجانبه وأنا أقول له .. ــــــ لَم تشاغب ؟ ــــــ أريد العودة للمنزل , لقد كذبت علي نحن لم نأتي إلى هنا للمرح واللعب , بل جئنا لكي أبقى هنا في المستشفى ..
سكُت قليلاً , ثم بوجه فِرح وضحكة زائفة أحدثُه قائلاً : ــــــ هذه لعبة أيضاً لكن القوانين تختلف , هذه اللعبة صنعت للأقوياء أمثالك , لك أن تتخيل أنك ألآن جندي يحمل سلاح وينزل إلى ميدان المعركة كما في اللعبة , وعدوك الشرير يقف صلباً أمامك يريد أن يقتلك ويستوطن أرضك , هل تتركه يهزمك ؟
ــــــ لا , بل أهزمه أنا ..
ـــــ إذاً عليك أن تتسلح جيداً ,وتستعد للمعركة .. ــــــ حسناً , لكن أين هي الأسلحة .. وقبل أن أجيبه تابع حديثه قائلاً :
ــــــ لَّم تبكي هذه الفتاة ؟! نظرت و ارئي وإذ بكاتي تحاول أن تمسح دموعها خجلاً من الموقف نفسه بابتسامة ُطبعت على وجهها وهي تقول : ـ ـ ـ ـ ـ ـ عذرا , لم أوضع في موقف مثل هذا من قبل . .
ضحك لامبو ساخاراً منها,حتى همست له أن يصمت,ثم جاءالطبيب وطلب مناأن نخرج ,سرنا ً
للخارج ومعي كاتي فأخبرتها قائلاً : ـــــــ أنِتي تبكين دائماً , ألا تملين من ذلك ؟! ابتسمت ثم لاحت على وجهها صمت قائلة : ــــــ لا , لا أمل من ذلك أبداً .. ثم تابعت حديثها قائلة : ــــــ أنني أبكي لأقل الأشياء حزناً وأقلها فرحاً أيضاً ! ــــــ لذلك أنِت جميلة دائماً
.. ــــــ كيف ؟!
فقلت وأنا أسير ـــــ إن الحزن كأوراق الشجر الذي سكن التراب فوقها فأطفئ بريقها وطمس نورها, ثم يجئ الندى الذي هو الدموع فيزيل ذلك التراب ويزيل الستار عن ذلك البريق مرة أخرى , لذلك أنتي مشرقة دائماً .. ـــــ شردت قليلاً , فسألتها ــــــ ما بك ؟ لكن جرس التليفون حا ل دون إجابتها , أجابت عليه ثم أغلقت الهاتف وقد تبدلت ملامحها : ـــــ علي أن أذهب الآن , سنتحدث لاحقاً ..
***
*
أنهيت الثماني ساعات عمل ثم أخذت أجر اليوم الأول وقبل أن أذهب دعاني الرجل.            (جان هايتو)إلى الجلوس معه قليلاً فجلست فقال : ــــ كيف أخبار مريضك ؟
ـــ بخير
ثم تذكرتُ أنني لم أخبره عن مرض لامبو أو أي شئ خاص بحياتي فقلت ذاهلاً ــــ كيف عرفت بمرض أخي ..
فقال : ـــ وهل أخيك مريض؟اتمنى له الشفاء العاجل ،لَّم لم تخبرني من قبل؟
ــــ إذاً لَّم سألتني عن مريضي ؟!
قال باسماً : ـــ قد رأيت في أحوالك ما يفيض عن مرضاً قد اصابك ، والمرض هنا ليس جسدياً بل روحياً يصيب الروح كما يصيب الجسد فيجعلها مريضة ، فسألت عن مريض روحك وحالك ، هل هو الرزق ، أو الخيانة ، أو الفقد.. أو شيئاً آخر .. ـــ إنه مرض أخي فقد جئت إلى هنا لعلاجه وأخشى أن ..
فقاطعني وقال : ـــ كلمة أخشى لا تخرج إلا من ضعيف وأنت لست بالشاب الضعيف ، تقرب إلى الله ولن تجد في قاموسك هذه الكلمة مجدداً .. ثم تابع قائلاً : ــــ هيا لا تتأخر على أخيك .
.
.
.
.



ي
ت
ب
ع
༼ つ ◕◡◕ ༽つ

اخخخخخ يدي تكسرت
الكلمات{1610}
لف يو
تفاعل بليز (•̀ᴗ•́)

<•"حتى النهايه "•>Where stories live. Discover now