- الهُدوء الذي يُلازمنَا في بعض الأحَيان، هو رحلَة قصيرة نبحثُ فِيهَا عن بعض الحلُول لِمُواجعنَا، أو. رُبمَا لصَدمَاتنا من وَاقع محطم نَعيشُه بصمَت .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^•جاء خبر القبض على مارك كالصاعقة على صدري ، بينما كنت قد بدأت أنسى ما عانيته من فقدان
ابي واشغال المستشفى وحملها الثقيل علّي ، جاء كالضربة التالية الموجعة ، تركت المستشفى سريعاً نحو مركز الشرطة إلى أن وصلت ، أخبرني المحقق أنه متهم في جريمة قتل ، لم اصدق ذك مارك لا يقتل بعوضة طائرة آيقتل أنسان هذا مستحيل ، انتظرت مجيئة بعد أن سمح لي المسئول أن أقابله ، فتح الباب ببطء كانت ملامحه في حالة ذبول يسير منتكساً ، ركضت نحوه ثم أحتضنته وأنا أبكي إلى أنا رفع يدي من عليه وجلس فسألته ــــ ما يقولونه صحيح ؟ فقال بضعفاً : ـــ لاأنا لم اقتل أحد..
أرتاح قلبي لسماع هذه الجملة كأني كنت أنتظره أن يقولها ثم ظل شارداً بعيدا عني حتى نبهته بوجودي وكنت أظن أنه شارداً مما هو فيه حتى قطع شروده قائلاً : ــــ أريد أن أخبرِك بشئ.. فقلت : ـــ تكلم وأنا اسمعك ..
دنا مني ب رأسه ثم قال :
ـــ لقد فعلت جريمة أكبر من هذه لكني كنت مضط ر لذلك .. لقد سمحت لهم أن يهربوا المخدرات
في شحنات الدواء الخاصة بالشركة ..
توقفت روحي لثوا ٍن وصاح رنين مزعج في اذني و رأسي وكأنني فقد ُت الوعي وعيناي مفتوحتان .. حتى قال : ـــ لقد أضطريت إلى فعل هذا ، وعليكي أن تفهمي ذلك ..
لم أبادره بشئ ولم أجد كلمات أُخرجها من فمي ، وإنما حملتني قدماي المتثاقلة إلى الرحيل ببطء شديد ، ناداني أن أرجع لكن طنين أذني لم يجعلني أسمعه عدت إلى المنزل والتزمت غرفتي تارة أبكي وتارة شاردة إلى أن مرت بي الأيام ولم أعي ذلك ، حتى أتى موعد الجلسة الأولى والأخيرة كما أخبرني محاميه بأنها قضية رأي عام سُيحكم فيها من أول جلسة ، تجهزت على مضض وأخبرتني الخادمة بقدوم ضيف إلينا في الجوار ، فأخبرتها أن تُضيفها حتى آتي إليه
كان ينظر إلى صورتي شارداً بها فقطعته بصوت خفيض ، التفت لي مندهشاً فكان ريو صديق المستشفى ، جلس لمدة دقائق يحاول أن يجمع ما يقوله ولكن يتقطع الكلام منه فلا تركب جملة واحدة في السياق فتفيد بمعنى ، ميعاد الجلسة قد أقترب وكنت أخجل أن أتركه وأرحل فانتظرت أن يبادر هو بالرحيل لكنه لم يفعل ففعلت أنا ، أراد أن يأتي معي فوافقت سريعاً لا أعلم لماذا لربما شعرت بالوحدة فما صدقت أنه قال ذلك حتى وافقت سريعاً كالأهبل ..
دخلت إلى القاعة فرأيته مكبلاً بالأصفاد ، نظر لي نظرة المستضعف علي أذهب إليه وأهون عليه لكن قلبي لم يطاوعني ووجدت نفسي أجلس دون الالتفات إليه حتى نادى الحاجب ببدء الجلسة ، ترافع المحامي قليلاً ثم آتت الشهود وكانوا اثنين كلاهما أدلوا بشاهدتهم على أن مارك هو القاتل سواء مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ، طلب القاضي جلسة استراحة فخرجت سريعاً وجلست أفكر فيما آلت إليه الأمور ، تذكرت مارك وتجارته في المخدرات ووقوفه خلف القضبان والشهود يشهدون بضده وما بينه وبين السجن سَو عودة القاضي من الاستراحة والنطق بالحكم حينها تساقطت دموعي على حين غفلة مني ، حتى سمعت صوت ريو وهو يمد لي مشروباً أخذته ، مسحت دموعي فلاحظ ذالك
وعلق عليه ساخرا ثم حاول تهدئتي بكلمات سكنت روحي وجالت بخاطري كثيرا ووقعت في قلبي
ًً
موقعاً حسنا ..
قبل أن يستأنف القاضي ، وقعت عيني في عينه ، هذه المرة لم استطع أن أحيد عنه بناظري ، دنوت منه ببطء وأنا أتخبط بداخلي ، دنا من خلف قضبان الحديد وعيناه تفيضان بالدموع والندم فقلت بصوت مبحوح ــ كيف حالك ؟ فقال مستضعفاً : ـــ كما ترين ، في جهنم الحمراء .. ذرفت مني دمعة فحاولت تخبئتها ، ثم تابع حديثه : ـــ أنِت غاضبة مني ، أليس كذلك ؟
ـــ لا ليس كذلك ، أنا فقط لا أتحمل رؤيتك كهذا ..
لم أستطع سجن دموعي أكثر من ذلك وهو أيضاً صار يبكي أمامي ، حتى نادى الحاجب باستئناف المحاكمة .. بدأ المحامي يكمل مرافعته بينما أنا كنت أنظر إلى مارك وهو في تلك الحالة ، إلى أن أطلق القاضي نيرانه وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً ، قمت من الصدمة وأنا أ ارقبه والح راسي جاريه إلى الخارج وهو ينظر لي ولا يتفوه بكلمة واحدة .. خرجت من المحكمة والدنيا لم تعد كما الأول فقد تلونت بالسواد أمامي ، كان كل همي أن أركب السيارة وأذهب إلى البيت لأستئنف معاناتي وحدي ، لكن عارضني في ذلك ريو وحال بيني وبينها وطلب مني أنا أذهب معه لدقائق قليلة ، وافقت على مضض من ذلك ، لكن الحمد لله أنني وافقت فقد غيرت تلك المدة الزمنية القليلة حياتي ، انتشلتني من السواد الذي أحاط بي ولو قليلاً ، اليوم ا لذي بكيت فيه كثيرا في صباحه ، أمسيت فيه وأنا ابتسم ، لايستطع أحد فعل هذا كم فعل هو ، لا
أعلم أي سحر صنع بي ، سحر أخذ من ليلتي الكثير من الوقت وأنا أفكر فيه وأتدبر كلامه المزين والمرتب .. العمل الذي انقطعت عنه لأياماً ، الليلة أتوق لشروق الشمس وخروج النور من جيب السماء حتى أذهب إلى المستشفى إلى العمل الذي فيه إلى حيث ألقاه .. لم يدر في خلدي حينها إلا هو حتى أنني سهوت عن مارك وقادني إلى تأنيب ضمير، لكني سرعان ما تذكرت حديث المحامي ووعده لي بأنه سيفعل المستحيل حتى يخرج ، فعادت ابتسامتي وعاد الأمل مجدداً ، لا أعلم لَّم الآن
ذلك الشعور الجميل لما الآن البحث عن الأمل ولو في جوف السماء وفي أبعد الحدود ، لو كان هذا الأحساس قديم في عالمي ، ما كنت بكيت كل هذا البكاء ، كنت علمت قصد أبي حين أخبرني عن ذلك .. آه أبي ، لقد أشتقت إليه ..
***
أضع أيدي على الهاتف ثم أرفعها مجدداً ، غالبتني الحيرة والتردد أهاتفه أم لأ؟ سيظن أنني منكبة
عليه ، لابد أن أتروى وأسكن إلى أن يبادر هو فلا يكون علي حرج ، لكن لا مشكلة أن حدثته على الهاتف لأطمئن على أخيه ، لكن لا هذه حجة ضعيفة ، قررت في النهاية أن أكلمه ولكن فجأة وجدُت شابا يقف أمامي ، أفزعني ذلك ولكني غضبت ، ناديت على السكرتيرة فجاءت وهي خائفة مرتبكة .. فقلت : ــــ من سمح له أن يدخل ؟ ــ لقد أخبرني أنه بن اكاجي صديق أباك ..
حينها أدركت أنني أرتكبت خطأ كبيرا
فقلت والخجل يملأ وجهي
ـــ عذراً لم أكن أعلم ً
فقال باسماً :لاعليك الذنب ذنبي
ـ ثم مَد يده لي ـــ أنا ليو ، لابد أن والدي قد أخبرك عني ؟
ـــ نعم ، بالتأكيد ..
أخبرني أنه لديه خبرة جيدة في الحسابات ، يتحدث بحماس شديد وكأنه قد نال مناله ثم قال : ـــ لقد أخبرني والدي أنِك فتاة جميلة ، لكن لم أتوقع أن تكوني بهذا الجمال !
ِ تعجبت من جرآته على الحديث معي بهذه الطريقة ونحن في أول لقاء بيننا ، لكِن لم أرد أن أضايقه خاصة أنه من طرف صديق أبي ، إضافة إلى أن مجاملته كانت مستهلكة وقديمة .. اكتفيت أن أتبسم قليلاً ..
قبل أن أصعد إلى السيارة ،وقعت عيني عليه هوجالساً في ساحةالمستشفى يقرأء كتاب ما، راقبته لثوان ثم أغلقت الباب وذهبت إليه حتى وقفت على رأسه وهو مازال يقرأ ولم يحرك ساكناً كأنني لست موجودة ، شعرت بالغضب فاردفت بعيداً عنه ذاهبة ، فأوقفني صوته وهو يلفظ أسمي فتخشبت مكاني ثم نظرت إليه فقال : ـــ إلى أين
؟ فقلت وأنا عابسة : ـــ سأذهب ، أنا هنا منذ مدة وأنت لم تكلف نفسك عباء الالتفات لي ، لم ترني حتى ..
فقال باسماً : ِ ـــ لقد رأيتك منذ أن كنت واقفة بجوار السيارة تنظري الي..
شعرت بالخجل ، لكني سرعان ما قلت في حزٍم ـــ إذا لماذا غضيت عني ؟
ـــ خشيت أن أنظر إليِك ، فيتشرد عقلي وقلبي معك ، وحينها سأكون قد ارتكبت ذنباً ولم أحترم هذا الكتاب الذي بين يدي .. فاعذريني
لم أعلم بماذا أرد ، كلماته كالعادة قد امتصت كل غضبي مع انها غير مفهومه.. لم أجد ما انتشل به نفسي من هذا الموقف إلا أن أقول بلهفة سريعة : ـــ لقد أردت أن أدعوك الليلة إلى منزلي كي أرد ُ لك الجميل ..
قلت هذه الكلمات ثم رحلت سريعاً قبل أن أرتكب سذاجة أخرى ، حتى أنني لم أتمهل حتى أسمع
جوابه...يتبع🥀
فصل قصير ومليئ بالكوميديا والرومانسية 🤓👌🏻🌚
الكلمات {1166}الفصل تسليكي هيهيهي 🌚😇
خجل كاتي ؟؟؟
ليو وجرأته المبالغة ؟؟
ريو وغبائه الغير متوقع؟؟
![](https://img.wattpad.com/cover/289787294-288-k518684.jpg)
YOU ARE READING
<•"حتى النهايه "•>
Romance♡︎❤︎المخلصون في الصداقه هم أولئك المخلصون في الحب❤︎♡︎✔︎ - كفاك سكب الدموع حزنًا على شقاء الآخرين، احتفظ بدموعك ليوم تتعذب فيه وحدك، ليوم لا يكون معك فيه أحد.. - دوستويفسكي 📃 .