7

115 8 0
                                    

شعرت جيلان ان دلو ماء بارد سقط عليها ارتعشت اوصالها وتجمد الدماء بشرايينها لتبتلع كلمات مروه بصعوبه وتنظر لليث وتقول بصوت متحشرج..ليث هو انا كنت سبب المشكله..تجمعت الدموع بعينيها تجاهد ان تمنعها من النزول لتكمل..انا مكنتش اقصد ازعلك يمروه والله بس انا عملت ليكي حاجه تضايقك؟!..
اجابت مروه بقسوه لا تقل عن قسوتها السابقه..كل ده ومش حاسه..انا عروسه جديده لا عارفه اقعد مع جوزي ولا البس في بيتي ولا اي حاجه..وانتي لازقالو ولا كأنك متجوزاه..ليقطع كلامها ليث بغضب وصراخ..جيلان قومي نمشي..لتوقفه جيلان واضعه يديها علي صدره لتنظر لمروه وتقول بتردد..همشي حاضر بس ارجعي بيتك ليقطع كلماتها مجددا ليث وهو يقول..محدش هيمشي من بيتي ولو مش عاجبك يمروه فأنتي طالق ..
ليمسك بيد جيلان ويخرج وكان والد مروه علي وشك الخروج من غرفته لاستقبالهم ليجدهم قد خرجو ..
نظر تامر لابنته ليقول باستنكار..في ايه هو جه ليه ومشي من غير ميسلم حتي ليه..ليجد ابنته تبكي و قد احمرت عينيها لتقول من بين دموعها..بابا ليث طلقني..لترتمي بين احضانه ..
اجاب تامر بحنان..هروح اتكلم معاه ولو هو الي غلطان هجيب ليكي حقك متخافيش ومتعيطيش روحي يلا اغسلي وشك عشان نتغدي سوا..امك حضرت الاكل..لتمسح دموعها ومازالت عيناها ممتلئه بالحمره..
بينما نزل ليث يمسك بيد جيلان وهو في قمه غضبه..بينما كانت تشعر جيلان ان العالم يدور من حولها..لحظات وسقطت فاقده للوعي..ليتصلب ليث مكانه ينظر لها بصدمه..ركذ علي ركبتيه يحاول افاقتها يصرخ يحاول طلب المساعده ..وقد تجمع الناس حولهم وجاءو بمياه..حاولو افاقتها..لتستجيب بعد عده محاولات فاشله..لتفتح عينيها ببطء..بمجرد رؤيتها لليث..تجمعت الدموع بمقلتيها لتقول بصوت متحشرج..خدني بيت بابا لو سمحت..وقف علي قدميه وحملها بيديه ليتجه ناحيه سيارته..ليتجه للكرسي الاخر ويركب..لم تنظر له طوال الطريق..ليقول محاولا تغيير ما يحدث ..مش هتطبخي لينا النهارده ..ولا هنموت من الجوع..نظرت له بصمت لتقول بتردد ..انا هقعد لوحدي في بيت بابا يليث..وعدي عليا كل يوم بس وشويه وروح بيتك..مراتك عندها حق..انا لو مكانها هعمل كده بردو..لتدير انظارها ناحيه الزجاج مره اخري..تحاول اخفاء دموعها..لا تتخيل ان ينخرب بيت شقيقها بسببها.. لم تقصد ان تزعجهم او تتسبب بطلاقهم..قاطع افكارها المتضاربه ليث يقول بصوت حنون ..انا وانتي ملناش غير بعض يجيلان..عشنا يتامي في سن صغير..وبقيتي امي واختي وبقيت ابوكي قبل مأكون اخوكي..ومش هسيبك قبل مديكي لايد امينه..اطمن انه هيحطك في عيونه..انا مش هرجع مروه طول مهي شايفه انك حمل عليها..لان كان شرطي قبل الجواز انك تعيشي معايا..انتي عارفه ان دي ظروفنا وهي قبلت بيها..انها ترجع في رأيها دلوقت ده شئ يخصها..ليمسك بيديها ويقول محاولا تهدئتها..متزعليش عليها هي ليها امها وابوها انا سايبها في حضنهم..وانتي ملكيش حضن غيري مش هرميكي في الشارع انا..لترفع جيلان يده الممسكه بيديها تقبلها وما زالت دموعها تسيل علي وجنتيها المحمره بشده..ليقول ليث بتذمر..ممكن تبطلي بق عياط بليتي العربيه..وهنروح ناكل بره كبده! ولا عندك رأي تاني؟!
ابتسمت من بين دموعها لتقول بصوتها المبحوح ..اه اه ماشي..ليكمل ليث بمزاح..وطبعا منسيتش الصووبيا طبعا عشان يجيلنا تسمم ونروح ع المستشفي دغري..كانت كلماته الاخيره كافيه لتغيير مودها..والتهوين عليها..فقد كان نصيبها من الدنيا فقط ليث..بعد ما عاشته من الم لسنوات طويله .تحاول الخروج من ازمتها..توقفت السياره عند كبده الفلاح بمحطه الرمل..لينزل كلاهما لتناول وجبه جيلان المفضله..

في منزل طارق السيلاوي..
استقرت السيارات متتابعه متراصه لينزل طارق يهرول للداخل ليجد محمد ممسك بكيس من الثلج واضعه علي عينيه المغلقه..ووجهه مورم تماما ..ليقترب منه بغضب..مين عمل فيك كده انت كنت فين..ادار محمد وجهه ليقول ببرود..اتعاركت يبابا مشكله وخلصت..ليقول بصراخ هو اي الي مشكله وخلصت ..عملت محضر؟!
ليرد محمد بقله صبر وصياح..خلاص يبابا خلاص انا جبت حقي..ومش هعمل محاضر مش ناقصين شوشره ..ليقف تاركه ومتجها لغرفته..بينما ظل طارق واقفا غاضبا من ابنه الجبان..كان ومازال هكذا ولا يستطيع تغييره رغم كل ما يفعل لاخراج منه رجلاً يعتمد عليه ويمسكه جميع اعماله وهو مطمئن..
بينما جلس محمد بغرفته ممسكا بهاتفه ليتصل بمحامي الشركه ...اجاب المحامي ليقول محمد..جهز اوراق طلاقي من مريم سامي الوكيل وابعتلي الورق اول ميخلص..حاول الاستفسار ولكنه لم يترك مجالا واغلق الهاتف دون انتظار رد اخر..ليريح ظهره ناظرا للسقف بغضب..يفكر كيف سينتقم..لن يمر ما حدث مرور الكرام هكذا..

جلست مريم تنظر لمراد وهو يجهز الطعام بنفسه..تفكر فيما قد يحدث..اذا تم تطليقها..لن يوافق والدها بتلك السهوله ..لتخرج افكارها للعلن لتقول لمراد بصوت مبحوح كما لو كانت تخاف ان تنطقه..مراد هو بابا هيعمل ايه لو عرف..هيزعل مني ؟!
صمت مراد ولم يجيب وهو مازال يكمل ما بيده من طعام ..انتهي منه بعد لحظات ليجلب الاطباق ويجلس امام شقيقته ينظر لعيونها الذابله..ليقول بابتسامه واسعه ..هو مش بابا جوزك..! واطلقتي هيزعل ليه يعني وبعدين انتي متعكننه ليه دلوقت مكنتي هتموتي دلوقتي من الفرحه اي الي حصل..لتنزل دموعها علي خدها ..لم تتمالك نفسها..لا تدري لما تبكي ولكنها تشعر بأن اخيها قد نجدها..قد اعاد لها الحياه..لقد عانت لسنتين مع هذا الغبي..لم يعاملها كزوجه قط..لتحتضن مراد وقد شعر بأنه للمره الاولي قد يحبه احد بعد والدته..لتصدع صوت ضحكته بالمكان..لم تفهم مريم لما قد ضحك هكذا ليبعدها عن صدره ويقول بسخريه محاولا تغيير الحو المشحون ..انا اول مره احس اني بعمل حاجه صح..بتحبيني يمريم!..اجابت من بين دموعها..ايوه بحبك وانت مين ميحبكش اصلا..لتتسع ابتسامته مع ضحكه مستهزءه ليقول بمكر يشيخه بطلي كدب بقا ده محدش بيحبني غير انتي وامك وكان سليم قبل مغير ليه ملامح وشه..لتتغير ابتسامتها..ويعقد حاجبيها..بينما يتابع تحولها..ليقول وهو يعدل الامور..متخافيش متخافيش دنا ظبطهوله بقا أوسم دلوقتي ..قاطع حديثه رنين هاتفه ليجد والدته..رد مراد ليسمع سلمي تقول بغضب..هيبقي قلبي غضبان عليك يمراد لو فضلت مصمم علي الي في راسك..مش كفايه حارق قلبي عليك عاوز تحرق قلبي علي اختك كمان وتخرب بيتها..مش حرام عليك..تغيرت ملامح مراد للجمود..لينتصب واقفا ليقول بهدوء ممزوج بالبرود..ماما مريم حره ده قرارها..مش هخليها تعيش مع واحد غصب..انتي عارفه انها مغصوبه عليه..قاطعته سلمي لتقول بصراخ..ابعد عنها وسيبها في حالها والا مش عاوزه اشوف وشك تاني يمراد لتغلق الخط بينما ينظر مراد للفراغ بصدمه ..هل هي الاخري تؤيد التضحيه بصغيرتها بهذا الشكل..بينما تتابع مريم تغير الاحوال في ذهول وصمت..

تحت تاثير عشقه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن