5

139 9 0
                                    

ظلت نظرات مراد بارده وهو لازال ناظرا بعيني سليم ..يعلم كم يحب شقيقته برغم انه لم يكن ليعطيها له..ولكن يشعر بأن شقيقته غير سعيده..وذلك ما يعكر صفو يومه..ليرد ببرود عكس ما يشتعل بداخله من غضب.."ايوه "
وضع سليم ما بيده من اوراق بغضب شديد ..للمره الاولي التي يكون غاضبا هكذا عكس طبيعته فهو هادئ..ليترك المكان ويرحل دون تعليق..
اغلق مراد عينيه واضعا كفيه علي رأسه متمنيا لو لم يترك عائلته ويرحل..ولربما لم يحدث ذلك..اخرج هاتفهه واتصل بطارق السيلاوي..
"بشمهندس طارق انا مراد سامي الوكيل" ..ليجيب طارق.."بشمهندس مراد انت رجعت من السفر امت..بقالك زمن طويل بعيد عننا..انا وابوك اكيد محتاجين مهندس زيك معانا بما انك رجعت مش هتيجي تقعد معايا" ...ليرد مراد .."ده شئ يشرفني يبشمهندس" ..ليرد طارق.".في اي وقت يمراد انت مش غريب.."لينهي المكالمه بعد توديعه ويضع الهاتف ويمسك بالوراق الموجوده امامه..بدأ يقرا كل شيء عن محمد السيلاوي..هذا الذي اخذ شقيقته من بين يديه..لو يعود به الزمن لمزقه بأسنانه قبل ان يتخيل ان يطلب يد صغيرته للزواج..ولربما هو يكرهه بسبب ماضيه والذي يعرفه الجميع!
افاق من شروده وامسك بهاتفه ليتصل بشقيقته..
مريم ! "انتي فين؟!"
ردت مريم بحب.."انت مرحتش البيت ليه انا شويه صغيرين اكون فيه انا في الطريق!
انت مش وعدت ماما انك هتيجي!"
اجاب بشرود.".اانا روحت البيت وروحت تعبان اوي وعاوز استريح." .لتجيبه بفزع.".انت مش ناوي تعيش مع ماما يمراد..ماما هتزعل منك جدا مش هتستحمل تبعد عنها اكتر من كده.."
اجاب مراد." .سبيني علي راحتي يمريم وماما انا هحاول اقنعها واصالحها المهم اول متوصلي صالحي ماما لانها هتكون زعلانه مني وانا عاوز اقابلك ضروري ...صمت قليلا لتجيب مريم ..عاوزني بره البيت!"
تعالي بيتي!
اجاب مراد بنفي .." لا بره افضل..بكره لو فضيتي اتصلي بيا نتقابل في مكانا تمام!"
اجابت مريم بتوتر" حاضر يمراد..خلي بالك من نفسك "..ليجيب بحب" ..حاضر."
اغلق الهاتف وتنهد بينما اعتدل واقفا ليتفقد ارجاء المنزل..لن يعتاد عليه بسهوله..فهو بمكان مرعب ومنعزل وواسع بشكل كبير ليعيش به وحده..

في احدي الشقق بمنطقه شعبيه:
عادت جيلان من العمل منهكه لترتمي علي اقرب اريكه تمسك رأسها من شده الالم..لتجد ليث جالسا أمامها بصمت..وكانه محنط..ضيقت عينيها لتقول باستنكار ..."مالك يعم ده لو دخل عليك عفريت هيبقي في ريأكشن حتي..!"
لم يجيب ليث بينما شعرت بالقلق لتقف وتتجه ناحيته بخطوات متردده..لتجلس بجانبه ممسكه بيديه بحب.."مالك يليث اي الزعل ده..فين مروه لتكون مزعلاك!"
نظر ليث لعينيها ليقول بحزن.."راحت لبباها اتعاركت معاها..دماغها ناشفه وعماله تعاند معايا.".
شهقت جيلان لتقول بصراخ "..تلاقيك زعلتها ايوه لان مروه علي طول عاوزه مصلحتك اصلا عملتلها اي رد عليا ؟!"
لم يجيب لتقف غاضبه." .ممكن تدخل تلبس عشان نروح نجيبها دلوقتي مش هتبات بره" ...تحولت كلماتها للاستعطاف لتقول." .بالله عليك يليث قوم معايا نروح نجيبها متكسرش بخاطرها" ..ليمسك ليث بيديها يربت عليها ويقبلها ليقول بحنان.." هروح اجيبها بكره بعد الشغل وهصالحها المهم احكيلي عملتي ايه؟!"
تحولت كطفله كعادتها وهي تقص عليها كل ما يحدث معها بيومها .."النهارده سلمت الشغل المطلوب مني للمهندس طارق وكان مبهور بالنتيجه وذود ليا حافز لاني شاطره" ..كانت مبتسمه بسعاده عارمه ..وكأنها حققت انجازا يذكر..ليقول ليث بفخر.." ايوه دي بدايه بس بكره تبقي اهم واحده بينهم اصلا.."
لتقول جيلان بصدمه.."احييه ده مفيش اكل اما نقوم نعمل بقا يلا قوم معايا نعمله سوا وناكل..ولما تيجي مروه هزعلها جامد انها تسيب روحقلبي من غير اكل كده.." لينهض معها بابتسامه واسعه قد نسي احزانه من فرط جمال ابتسامتها..لا يمكنه تخيل ان يفقد شقيقته بل يفقد العالم بما فيه من كنوز ولا يفقد ضحكتها .."
كانت جيلان تقطع الخضار وهي تشعر بعينا ليث تراقبها وتتسلط عليها بشده..توترت لتجرح يديها وتنظر لليث بغضب..شوفت عملت اي فيا؟..كان غضبها طفوليا كوجهها البرئ..ليقول." .ليه بس انا عملت اي"..كانت نبرته مليئه بالصدمه.." وريني ايدك بسرعه.".لتبعد يديها عنه وتقول." .بتبصلي ليه ها وترتني." .ليقول بحزن مصطنع.".مش متخيل اني هجوزك في يوم اصلا مش هستحمل البيت ده من غير عبطك ده فيه." .اشارت له باصبعها المجروح لتقول."وانت حد قالك اني هتجوز اصلا..قول بق انك بتطفشني..بس ده في بعدك يحبيبي دنا علي قلبك هنا" .. ابتسمت في جملتها الاخيره لتقول.." وده مش دم ده كاتشب لان انا معنديش دم ومش هتجوز بردو.."
امسك ليث السكين وابعدها ليقول.." طب يستي متمسكيش السكينه غير لما تكبري" ..لتقول." .لا يحبيبي دنا الشيف بوراك اصلا انت هنا مساعد الشيف وبس ."..لتدير ظهرها وتقول.." بس ده مش هيمنع اني هخليك النهارده الشيف عشان انا عندي واوا" ..لقد عم المزاح ارجاء المنزل بفضلها..هكذا يحدث ليث نفسه مرارا وتكرارا..ولازال يفكر في كلام مروه..هل سيرضي زوجته ام حبيبته!!!

تحت تاثير عشقه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن