10

111 6 0
                                    

لقد انتهي مراد من عمله..بشكل جيد تماماً..وبرغم انشغال عقله بالكثير إلا أنه استطاع اخراج غضبه وافراغه في العمل..لقد تساوي بمن معه من مهندسين بالمصنع..وبرغم انه يعتبر ابن المدير الا انهم قد وضعوه برتبه مرتفعه بينهم واحبوه بدون مقابل..لقد خرج متجهاً للمرأب حيث سيارته ليجد ليلي تنتظره جالسه بتمايل علي سيارته السوداء..لينظر لها بابتسامه واسعه..انسه ليلي ايه في مشكله!!..
نظرت له نظرات كان يجدر له فهم مغذاها ولكنه تظاهر بالاخلاق العاليه ليقول..اختي مستنيه في البيت وراها مشوار ضروري جدا بعد اذنك مش عاوز اتاخر عليها..اعتدلت ليلي وهي تشعر لوهله انه قد صدها..لتبادله الابتسامه وهي تقول..عاوزه اعزمك علي قهوه يبشمهندس بس مش لازم النهارده تتعوض..اشار لها بالموافقه ولا زالت ابتسامته واسعه..ليركب سيارته ويرحل..
لقد وصل للمنزل..صف سيارته وظل يبحث بعينيه عن مريم علي أمل ان يجدها..ولكن لا يراها في الطابق السفلي..صعد السلالم الرخاميه للطابق الثاني ليسمع صوت نحيب من غرفته تماما..لقد تعالت شهقاتها..ظل للحظات خلف الباب مترددا في الدخول..لقد ظن ان والده سبب حزنها..في نهايه اللحظات تلك حسم امره علي طرق الباب..لم يحصل علي رد فقط توقف البكاء..ودلف ليجد مريم قد مسحت دموعها..ولا زالت اثار بكاءها ظاهره علي وجنتيها المصبغه بالحمره..وعيناها المنتفخه..وايضا شفتاها المدماه!..
اقترب وعيناه مسلطه علي شفتيها لقد مسح وجهها بيديه حتي وصل لذلك الجرح علي شفتيها لتبعد يديه عنها وتقول بتوتر..جيت امت؟
كويس انك جيت انا جعانه!
لم يسأل..ابتسم وهو ينظر لعيناها..تعالي اغسلي وشك وانا هغير هدومي واخد شاور وانزل نحضر الاكل..اومأت بالموافقه لتخرج من الغرفه وهي تهرول..تشعر ان عيناه قد قرأت افكارها .. وصلت للحمام السفلي لتغسل وجهها..ظلت مسلطه لانظارها علي شفتيها كلما تذكرت ما فعله سليم تود لو تخنقه لتميته..ولا تستطيع !
بينما كان مراد ينظر لانعاكسه بالمراه..يتذكر شفتي شقيقته..ولكنه قد حاول التخلص من افكاره وانتهي سريعا ونزل للاسفل..ليجد مريم قد جهزت الطعام ووضعته علي السفره..لقد جلس لتجلس بجانبه ومازالت عيناها تنظر للاسفل نحو طعامها..قطع الصمت مراد وهو يقول بهدوء..ايه حصل لشفايفك يمريم!
ترددت مريم للحظات لتقول بصوت متحشرج..ولا حاجه عضيت نفسي من غير مقصد..هز رأسه عده مرات..ولم يعلق ليبدأ في تناول طعامه..وقد بدأت هي الاخري بتناول بضع لقيمات من الطعام..
لقد انتهت دون تناول الكثير..ليقول مراد ..هروح البيت اجيب لبسك حابه تيجي معايا تشوفي ماما !
اومأت برأسها بالرفض لتقول بصوت مبحوح..هقابل ماما في النادي او بره مش عاوزه اشوف بابا دلوقت..ليومئ بالموافقه ويعتدل واقفا ويرحل..بينما بدأت عيناها في البكاء من جديد !

مرت الساعات دون شعور ليث بالعمل وبعد انتهاء وقته لقد استمر ايضا حتي اتته سكرتيرته ..دكتور ليث حضرتك شغلك خلص!
اجاب بشرود مخاطباً اياها...اعمل ايه يفاطمه!
عقدت حاجبيها لتقول مستفهمه..قصدك ايه يدكتور؟
(ليث هو كليه علوم قسم كمياء ويعمل بشركه ادويه كبري بعدما انتهت فتره جيشه وتطوعه )
اجاب ليث بصوت متحشرج اختار اختي ولا مراتي!
هزت رأسها بالنفي لتقول بتردد مفيش مقارنه بينهم الأتنين جزء منك !
(فاطمه هي مساعده ليث وهي فتاه باواخر العشرينات بحجاب طويل ولبس محتشم وهي جميله بوجه برئ خالي تماما من مساحيق التجميل..)
اومأ ليث بالموافقه ليعتدل واقفا ويقول بحزن..شكرا يفاطمه تقدري تروحي..ليذهب هو الاخر تجاه سيارته.. ويتجه لمنزل والد زوجته..

تحت تاثير عشقه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن