تكورت يد ليث والغضب يتطاير كالشرار من عينيه..لقد ضرب الحائط بيده بقوه ..يتزايد غضبه اكثر واكثر لولا وجوده هنا لصاح من شده غضبه لحطم كل ما يقابله ..لم يرد عليها..لقد انزل الهاتف ..ظل يحبس دموعه بعينيه يحاول السيطره علي افعاله..لقد شعر انه سيسقط من هول ما سمع..افقد طفله من قبل ان يعلم بوجوده!!..ظل ينظر للفراغ بشرود لوقت لابأس به ليأنب نفسه علي تركه لها ببيت والدها..يشعر وكأنه من قتل طفله.. لقد تصارع داخله هذه المره بشده عن اي وقت مضي..فشقيقته بالداخل تصارع التعب..واخري تصارع ألم فقدان للابن..افاق من شروده وجسده يرتعش ويد ما تمتد من خلفه..تمسك بكتفه ليستدير ويجد الطبيب يقول بهدوء..اختك بخير يأستاذ ليث اطمن وهي فاقت دلوقتي ممكن تشوفها..ليشير له باتجاه الغرفه الخاصه بها..بينما تردد هو الاخر في الدخول..لقد نظر لباب الغرفه في شرود من جديد..لقد وقع في شباك افكاره..تتصارع من اجل الاختيار بين اختيارين لا يمكن تفضيل احدهما علي الاخر..فهو وبرغم ما حدث مازال يحب زوجته..
دلف للداخل بعدما مسح علي وجهه محاولا اخفاء ما عليه من تعابير..
وجد جيلان جالسه تولي ظهرها له..لقد اقترب منها ليقول بهدوء..انتي كويسه يجيلان؟!
قلقتيني عليكي!
ابتسمت جيلان لتقول ..انا كويسه ممكن تعبت بس شويه ووقعت ..انت وصلت ليا ازاي؟!
ليجيب بجمود..هحكيلك بعدين المهم يلا عشان نروح وانا هاجي اجيب التحاليل بعدين يلا..لتتوقف معه ويذهبوا للخارج..لحظات من الصمت في السياره ليقطع الصمت ليث وهو يقول بتردد ..جيلان في موضوع عاوز اكلمك فيه..ادارت راسها تجاهه تسمعه بتركيذ..موضوع ايه؟!
ليقول ..مديرك في الشغل طلب ايدك مني لابنه!
ابتلعت غصه بحلقها لتقول بغضب..بس انا مش عاوزه...ليقاطع كلماتها والتي اعتاد سماعها منها دائما..وكان يتركها في كل مره علي راحتها..ليقول بجمود..جيلان انتي كبرتي..مش نفسك تبقي ام..طب مش نفسك مراتي ترجع..وتبقي عمتو!
فهمت جيلان مغزي حديثه..بل وصمتت دون رد ..هذه المره تشعر انها حوصرت من كافه الجوانب..ظلت تنظر للزجاج ولم تلتفت لاخيها مره اخري..تفكر فيما قد يحدث اذا تزوجت وهي تكره ان تختلط بالرجال..لقد كرهت ان تجتمع مع احدهم يوما ما ..لقد ظلت شارده تفكر في رده فعلها اذا اقترب منها ذاك الذي سيكون زوجها..لقد شعرت بأنها مقيده وتساق للموت بمجرد التفكير..ولكن هل ستختار حياتها علي حياه اخيها؟!
لقد قطع شرودها يد ليث وهو يضعها علي يدها..لتلتفت اليه وقد اوقف السياره امام المنزل ليقول لها بصوت متحشرج وقد حبست الدموع بعينيه تجعلها تلمع كما النجوم في ليله مظلمه..ليقول..مروه كانت حامل وسقطتت!
اتسعت مقلتيها وفتحت فمها في ذهول ورعب..لقد ذادت نبضات قلبها بسرعه وقوه غير مسبوقه..وكأنها تتذكر موت عائلتها من قبل..وكأن شريط ذكرياتها المريره يعاد امام عينيها..لقد فقدت السيطره علي اعصابها مره اخري..لتبعد يديه عنها لتصرخ ببكاء وقد ارتعش جسدها بالكامل..تردد بارتعاش..انا السبب انا السبب!!
لقد حاول ان يمسكها ويهدء من روعها..يعلم ما عانته وتعانيه عند ذكر الموت امامها.. يعلم كيف تألمت فقد عايش معها لحظات انهيارها منذ لحظتها الاولي..لقد كتفها تماما ظل يهمس باذنيها ..اهدي ارجوكي اهدي..تعالي نطلع البيت..رفضت بشده لتبعده عنها..لقد تركت السياره وخرجت متجهه للمنزل بسرعه..دلفت لغرفتها واغلقت علي نفسها..لم تبالي او تسمع للذي يصرخ خلفها يحاول ايقافها..جلست تضع يدها علي اذنيها تحاول وقف وصول صوته لمسامعها..وكان يريد ان يجعلها تهدأ حتي لاتؤذي نفسها..بينما جلس يولي ظهره للباب..ليقول بصوته المتحشرج..فحالته ليست افضل منها ..انا معنديش غيرك يجيلان انتي ومراتي .. انتو عيلتي..حطي نفسك مكاني..مينفعش اختار..انا بحبها ..ابني مات لاني سبتها تتفلق ومشيت..ومقدرش ابعدك عني عشان ارضيها..الي اتقدملك ده عريس محترم..اي بنت تتمني تتجوز ابن رجل اعمال زي ده..فكري قبل متحرقي قلبي علي جزء من عيلتي يجيلان..فكري فينا انا وانتي..الي حصل حصل متعيطيش علي الماضي..احنا عيشنا ماضي مينفعش نفتكره..ليعتدل واقفا ويتجه لعمله..لن يبقي بالمنزل يصارع افكاره ..بل الافضل ان يشغل نفسه في امر اخر..بينما ظلت جيلان شارده ودموعها تسيل علي وجنتيها حتي نامت أرضاً..في احد النوادي الليليه عصراً!!
كان سليم جالسا قد غلب عليه سكره..فهو لا يشعر بنفسه..متملكه الغضب منذ ايام ..لا يجد ما يفعله..لا يستطيع محادثه مراد ..ولا يريد محادثه احد ..رفع هاتفه يبحث عن مريم..ليتصل بها..
اجابت مريم بتردد لتقول ..عامل ايه يسليم..لم يجيب سليم قليلا ليقول بصوت متحشرج..عاوز اشوفك!
ردت بحزن..انا مش قادره اروح في حته دلوقتي!
ليقول بتودد ارجوكي يمريم..انا متدمر!
اجابت مريم بصوت مبحوح..انت فين..ليغلق الهاتف ويرسل لها موقعه برساله..لقد جهزت نفسها وخرجت دون اخبار مراد..لتتطلب سياره اجره وتذهب للعنوان ...
لقد دلفت للنادي للمره الاولي..لقد بحثت بعينيها عنه..لم يكن مزدحما فهما في منتصف النهار ولا احد يذهب بهذا الوقت..لتجده علي طاوله ما وقد رفع كأسا ما بيده وابتلع كل ما به دفعه واحده ...اتجهت ناحيته لتجلس امامه غاضبه ومنصدمه لتقول بصوت غاضب كما ملامحها ..ايه الي بتهببه ده يسليم..انت اتجننت انت مش في شغلك ليه..انت بتعمل ايه هنا..رفع عينيه عليها ليقول ببرود..شغل!
انا فاشل معنديش شغل..ولا عندي اي حاجه ..
وحاليا انا معنديش حاجه ابكي عليها..توقفت مريم لتتجه للبار لطلب مياه..وعادت له لتغرقه بالزجاجه علي رأسه تماما ...لقد شهق كما لو كان يغرق ببركه ماء..لتصرخ به بغضب فوق يسليم انت مهندس..قوم من هنا ليتوقف والغضب قد سيطر عليه تماما .ومحي عقله فأصبح كالحيوان بلا عقل!..اقترب منها بغضب وهو يردد..انا هعمل حاجه تخليهم يدوكي ليا غصب عنهم..هيندمو علي الي عملوه فيا..اقترب منها ببطء معلنا الحرب ..بينما عيناه المشتعله ونبرات صوته تعلن عن الحرب التي قد شنها عليها للتو..لتتراجع بخطوات غير متزنه تحاول الهروب منه..تلعن نفسها انها اتت له ..لترطدم بالحائط خلفها..ولقد اصبحت تحت يديه بالكامل لا سبيل لهروبها..لتقرر المقاومه وقد لكمته لكمه اطاحت برأسه ولكنه سرعان ما عاد غاضبا واكثر واكثر فلقد التهم شفتيها.. ولكن سرعان ما انقذها احدهم وابعد سليم عنها..وقد لكمه لكمه تلو الاخري حتي سقط ارضا..لقد كان جاسر!!
ليصرخ بمريم روحي عربيتي يمريم..ليبصق علي وجه سليم ويقترب منه ارضا ليقول بغضب..ادعي ربك انها متجبش سيره لمراد..ادعي وصلي يسليم..!
ليخرج هو الاخر تجاه سيارته ليجد مريم في حاله يرثي لها ..ليقول بتردد اخدك فين ؟!
لم تجيب للحظات لتقول بصوت متقطع ..مراد لو عرف هيموتني!!!
ليقول جاسر ..مراد مش هيعرف حاجه اوصلك البيت لترفض وتقول بيت مراد انا عايشه مع مراد..ليومئ بالموافقه ويرفع هاتفه ليتصل بمراد . مراد فينك انا عاوزك؟!
اجاب مراد انا في الشغل مش فاضي عاوز ايه..ليقول جاسر خلاص خلص شغلك وكلمني لينهي المكالمه وينظر لها مطمئنا..مراد ف الشغل روحي واهدي ومتظهريش حاجه!
لقد حاول التاكيد عليها خوفا علي سليم..ليوصلها ويتاكد من دخولها للفيلا ويرحل..
أنت تقرأ
تحت تاثير عشقه..
Romanceهل للقلوب المحطمه امل في ان تعود كسابق عهدها ..ام انه كتب عليها ان يري العالم كله اثار انكسارها ..؟! قريبا..