تحت تاثير عشقه..

8

انتفض طارق بغضب عندما وضع المحامي امامه اوراق طلاق مريم..ليقف منتصباً والغضب يشتعل بعينيه يجعلها حمراء كالجمر..ليقول بصراخ..انت بعتت ليه الورق ده!!
تردد المحامي ليخرج صوته متحشرجا..مبحوحا من خوفه من رد فعل طارق..لقد طال تفكيره لدرجه افاقته علي استداره طارق من مكتبه والوقوف امامه ..امسك بياقه قميصه ليصرخ بوجهه.ليجيب المحامي..طلب مني ابعته لعنوان المهندس مراد الوكيل..ليبعده بعنف ليرطدم بالحائط خلفه..اتجه بغضب للهاتف علي مكتبه واتصل بسكرتيرته ليلي ليسألها عن مراد..لتقول بتردد..اه يبشمهندس موجود في مكتبه..ليقول بغضب خليه يجي مكتبي..شعرت بالتوتر مالذي فعله مراد ليغضب منه طارق هكذا..لترفع الهاتف مجددا تطلب مراد وتخبره بالذهاب لمكتب البشمهندس طارق..ابتسم مراد ليغلق الهاتف ويتجه للذهاب للمكتب وعلي وجهه ابتسامه واسعه وكأن معركته الاولي قد انتصر بها..ليجد ليلي تقف مع فتاه توليه ظهرها ..ابتسمت له ليلي بدلال وقد قالت عده كلمات لتلك الفتاه الاخري..لتستدير وتنظر لمراد..لقد اختفت ابتسامه مراد وذادت سرعه نبضات قلبه..لقد اختفت الافكار من عقله كما لو حدث له مسح للذاكره..لتبتسم جيلان وتقترب اهلا بحضرتك يبشمهندس مراد نورت انا جيلان من قسم الحسابات..كان مراد شاردا بشكل ملحوظ..لتفيقه ليلي بلكمه خفيفه علي زراعه بينما عقدت جيلان حاجبيها..ليقول مراد اهلا تشرفت بيكم ليستدير ويتجه للمكتب الذي كان يقصده ..وهو يشعر بأنه يحلم..لن تكون هذه الفتاه امام ناظريه دائما..لابد وانها هي..لا يغفل عن ملامحها ابدا..لم ينساها منذ سنوات لقد زارت احلامه عشرات المرات وأرقت نومه..ليفيق وطارق يسمح له بالدخول..ليقول طارق محاولا تمالك اعصابه ..مراد يبني هو انت عارف محمد ابني ماله!
ابتلع ريقه ليقول بجمود..والله ده حضرتك هتقولهولي دلوقت يبشمهندس..انا لقيت ورق طلاق اختي قدامي الصبح.. باعتبار انه مش لاقي مبرر للمهزله دي..فأختي قررت انه الموضوع كان مصالح من البدايه وطلبت مني متدخلش في رغبه محمد في طلاقها..ليبتلع طارق ريقه بخوف..قالت ليك حاجه تانيه!
ادار مراد وجهه ليقول..اختي محتفظه بأسرارها معايا..مش هتفرق قالت ايه الموضوع منتهي..ليحاول طارق التصليح وارجاع الامور لمجراها..ولكن مراد رد بنبره غاضبه..اختي مش هترجع تاني..دي طريقه رخيصه ومع احترامي لحضرتك يبشمهندس..اختي اتجوزت بدون علمي ..واطلقت بدون علمي..اي حاجه تخصها بعد كده هتبقي بأذني..ليردف بجمود..حضرتك عاوز مني حاجه تانيه..؟؟
ليقول طارق بتردد لا يبشمهندس اتفضل علي مكتبك...ليخرج مراد وهو ينظر حوله محاولا ايجادها او لمح ظلها مجددا وكأنه يقنع داخله انه قد تخيلها فقط..وهو علي وشك فقدان عقله..

اتصل ليث ليطمئن علي صغيرته..لتجيب جيلان ..عاوزه اعيط يليث..انا مصدعه جدا مش عاوزه اكمل شكلي هروح..ليرد ليث بتوتر..هعدي عليكي اوصلك البيت..لترد بنفي لالا انا هاخد تاكسي متتاخرش في الشغل بس ليغلق الخط بعدما تسرب القلق لاوصاله.. وقد اعتدل واقفا واتجه خارج مكتبه ليطلب اذن لساعتين..واتجه لسيارته ..
بينما خرجت جيلان من مكتبها لتتجه لمكتب البشمهندس طارق لتدق الباب بخطوات متتاليه لتدخل بابتسامه مرهقه عكس طبيعتها المليئه بالحيوية..ليسمح لها بالدخول..لقد كان عقله منشغلا وبشده..بما قد احدثه ابنه من مشاكل بينه وبين سامي الوكيل.. لتقطع تفكيره جيلان وهي تقول ..بشمهندس انا هستاذن وهروح ده الشغل الي طلبته مني..ليستفهم بقلق..مالك يجيلان انتي كويسه..!
استني اخلي حد يوصلك شكلك باين عليه التعب..لترفض جيلان مبرره..انا هروح شكرا لحضرتك ..لتدير ظهرها علي وشك الخروج ليوقفها طارق بتوتر..استاذه جيلان تتجوزي ابني؟!
كانت كلماته صدمه لكلاهما..حتي هو لم يتخيل النطق بهذه الكلمات..لم يفكر قبل النطق بهم..توقفت جيلان مكانها متسمره تماما..استدارت لتواجه وجهه المضطرب مره اخري..ولكنها قبل ان تجيب كانت ارضا مرتطمه بالاريكه الموضوعه بالركن بالمكتب..ليهرول طارق ناحيتها بصراخ ..بينما دلف الموظفون للداخل عند سماع صياحه..وتجمع الجميع حول المكتب خارجا بينما حاولت ليلي ان تفيقها ولكن كان هاتفها ينزر بوجود مكالمه ..للمره الثالثه..اجاب طارق اخيرا ليقول بتوتر.. مين حضرتك.. صرخ ليث به انت الي مين ده موبايل اختي..اجاب طارق..انا البشمهندس طارق السيلاوي اختك فقدت الوعي في الشركه ياريت تقدر تيجي هتحتاج تروح لدكتور ..ليتوقف لسان ليث عن الحديث لقد عقد كما تعقد العقده الخيطيه..ليردف بعد دقيقه انا بره الشركه ممكن تسمحلهم يدخلوني..ليردف بالموافقه ويعطي امر لاحد رجاله بالسماح لليث بالدخول..لقد وصل الحديث لمكتب مراد..سقطتت احد الفتيات بمكتب المدير!
خرج مراد متجها بخطوات بطيئة ناحيه المكتب..بينما يقدم خطواته ويرجعها مره اخري..ولكنه قد ارتطم به ليث وهو يهرول للداخل ووراءه احد رجال  السيلاوي..ليتوقف مراد مكانه..بينما استغرق ليث لحظات في المكتب.. وخرج حاملا جيلان وقد تبلل شميزها الابيض بالدم الساقط من جرح رأسها..بينما يتابع الجميع باستنكار وقلق..وقد قاطع احمد هذا الاذدحام مهرولا هو الاخر لينظر لليث الغاضب والمصبوغ وجهه بالغضب..ليقول له عارضا المساعده..ممكن اسوق بيك بعربيتي عشان تكتم جرحها انت ..وافق ليث بالحال ليخرج احمد معهم ومراد لازال يتابع في صمت..وضربات قلبه تتعالي يكاد يسمع صوتها رغم ما حوله من ضوضاء..قطع تلك الاجواء صوت هاتفه ليرد بجمود..ليجد والده مراد مستنيك في مكتبي !
اغلق الهاتف ليتجه للجزء الخاص بوالده بالشركه ..يتمتم الجميع حول ما يدور بينه وبين والده فقد انتشر خبر عمله في الجزء الخاص بشريك والده ..لم يبالي فقط شارد عقله في الفتاه ..تسببت في الكثير من الزعر..وها هي تسبب له تشويش بعقله ويحدث نفسه غاضبا منها رغم عدم تدخلها بحياته ابدا!
وصل لمكتب والده ليجد مريم بالداخل وقد وجد علي وجهها اثار يد والده..اظن انها تلقت صفعه قويه منه..ظلت نظراته معلقه عليها بينما انزلت عيناها ارضا ..ليصرخ سامي بغضب..عاوز تدمر الشراكه الي بينا..طلقتها ! واشتغلت عنده موظف..انت كده اتجننت رسمي انا مش هسمحلك تهد الي ببنيه يمراد سامع..لم يتحدث مراد..بل واتجه بخطوات بطيئة ناحيه مريم ليمسح علي وجهها المصبغ بالحمره..بيده وقد قبل رأسها ليعتذر بصوت مسموع امام والده لها..ليتحول كلامه لنبره غاضبه..مريم هتتجوز بارادتها المره دي..لو رفضت تتجوز حد هتجبرها تتجوزه علي جثتي..ليعيد انظاره لها..خدي عربيتي وروحي انتي بيتي..ليتذايد غضب والده ويشتعل غضبا..اتجه كما القذيفه تجاه مراد ليسدد له لكمه اسالت الدماء من انفه..بينما اعاد مراد الوقوف امامه ونظراته مسلطه عليه دون تردد وكانه يزيد تاكيدا علي عدم عدوله عن رأيه..ليبتعد سامي ويقول بتهديد ..انت اخترت طريقك يمراد انت النهارده عدوي..ليدير انظاره لمريم..وانتي زيك زيه..ليزيد بكاء مربم وقد خرجت شهقاتها قويه وزاد نحيبها..ليمسك بيدها مراد ودلف للحمام الخاص بالمكتب..فتح صنبور المياه بغضب وقد بلل وجه شقيقته بالماء..كان يردد بهدوء..اهدي يمريم اهدي..وتعالي اوصلك البيت..يلا.نظرت له لترد من بين دموعها..مش هينفع يمراد بابا لو اعتبر ك عدوه هيأذيك ..انت عارفه!
ابتسم وهو يغسل وجهه هو الاخر..يلا يمريم ومتجبيش حاجه م البيت انا هروح اجيب كل حاجه نخصك وهقول لماما..ليمسك بها وبخرج من المكتب امام انظار والده المسلطه عليه تماما..وجميع العاملين بالشركه..اتجه لسيارته..ليوصلها ويتركها ويرحل..

لقد اوصل احمد جيلان وليث بسياره ليث..ليدلف ليث حاملا جيلان للمستشفي.. ولقد وقف معه احمد ولم يرحل..بينما مرت دقائق معدوده وخرج الطبيب يطمئن ليث..متخافش ده جرح سطحي وهنعمل اشعه علي المخ عشان نطمن بس وهي عندها هبوط مش حاجه تقلق .. ليطمئن ليث..اجاب احمد محاولا المساعده .هروح اخلص ليك الإجراءات..ليرفض ليث ...لا انا هروح اخلصها وارجع اطمن عليها..ليتركه..اتجه ليث مباشره للاستقبال.. يسأل عن التكاليف..لتخبره بأنه تم تسديد كل التكاليف ..عقد حاجبيه..ليقول بتساؤل..مين دفعها؟!
اجابت بابتسامه البشمهندس طارق السيلاوي.. اومأ برأسه ليتجه لغرفه جيلان مره اخري..ليجد طارق يقف مع احمد..ليقول طارق بابتسامه..حمد لله علي سلامه اختك وقد مد يده ليصافحه...مد ليث يده هو الاخر مصافحا اياه..ليقول تعبت نفسك يبشمهندس..اجاب طارق بلؤم..كنت عاوز اطلب ايد اختك لابني المهندس محمد ..امتعض وجه ليث قليلا جاهد في اخفاء امتعاضه ليقول بتردد..دي ظروف مش مناسبه... اختي بس اطمن عليها وهاخد رايها يبشمهندس ليومئ طارق برأسه بتفهم ويستأذن.. ببنما يتابع احمد من بعيد ما قد حدث وهو يشتعل غضبا ..ينتظر برعب من قبول عرض الزواج هذا وهو من يحاول مرات عديده ليستميل قلب جيلان وهي تصده..اقترب من ليث ليقول بتوتر...هو حضرتك هتوافق ياستاذ ليث!
نظر له ليث بغضب ليقول..شكرا لخدماتك تعبتك معايا..ليتسرب الاحراج لوجهه ويستأذن منه ويرحل..دون اي اضافه..

بينما صدع صوت رنين هاتفه ليجد مروه تهاتفه..ليمتعض وجهه اكثر واكثر فهو لن يتحمل حديثها هي الاخري ولكنه قد اجاب ..نعم يمروه ؟!
لتقول بصوت مكتوم..ابنك مات في بطني يليث..ابنك مات وانت السبب..