2

222 11 1
                                    

لم يشعر ليث سوي بغمامه سوداء تحيط به ظل للحظات يستوعب صراخ والدته وشقيقته ليركض تجاه غرفته ملتقطا هاتفه ترتعش اصابعه محاولا الاتصال بوالده ليقوم بذلك بعد وقت ليس بقليل يطلب منه بهلع الحضور وإحضار طبيب..
(ليث:هو شقيق جيلان الاكبر عمره ٢٤ عام تخرج من كليه العلوم وتطوع في الجيش ..)
خرجت مرام تحتضن صغيرتها المرتجف جسدها بلكامل في تلك المنشفه تحاول تهدئتها بلا جدوي.. بينما يتابع ليث من بعيد لا يجرؤ علي التقدم ..صرخت مرام لتيقظ ليث من شروده وصدمته..ليييث هات لبس بسرعه من الدولاب..هرول ناحيه الدولاب الخاص بشقيقته احضر ملابس عشوائيه ليعطيها لوالدته ويدير ظهره ويخرج..كان يشعر بتمزق اوصاله من الخوف..لم يسبق له رؤيه صغيرته بتلك الحاله..جيلان هي المشاكسه والمرحه دائما.. لا يمكنه التوقف عن التفكير في ما قد يكون سبپا في حالتها ..قطع شروده رنين الهاتف ..ليجده والده..
احمد:اختك مالها ياليث رد عليا..
تردد ليث لثواني ليجيب بتلعثم..بابا تعالي بدكتور في حاجه غلط بتحصل..
زادت كلمات ليث رعب احمد ذلك المسن الذي لا يتحمل نسمه الهواء البارده علي صغيرته..
ليقول بصوت مبحوح ..انا والدكتور في الطريق خمس دقايق ونوصل..ليغلق الخط دون انتظار رد..فقط يشعر بحطام قلبه ونبضاته المتسارعه من الخوف..
بينما فتح ليث باب الغرفه الخاصه بجيلان بعدما طرق عده مرات وسمحت له مرام..ليجد جيلان تحتضن مرام بقوه تدفن وجهها البرئ بملابسها ولازالت ترتعش ويسمع من هذا البعد اصطكاك اسنانها سويا..لم يحدث وقد رأي هذه الحاله قط.
اقترب بهدوء ليجلس علي طرف الفراش يمد يديه المهتزه ليلامس خصلات شعر صغيرته المبتله..اصبح يردد بخفوت.. جيلان حصل ايه؟
كان يسأل وهو لا يريد سماع اجابه السؤال..يشعر بأن الاجابه ستكون قاسيه نوعا ما..ولكن لابد ومعرفه ما يحدث..لم تجيب جيلان بل وصدمت كلا من ليث ومرام بنفورها الشديد من لمسه يده بل وتمسكت بوالدتها اكثر ليزيد الرعب بقلب مرام وتشعر ان صغيرتها تعرضت لما قد لا تحمد عقباه..
قطع تلك التساؤلات والصدمات المتتاليه صوت فتح الباب....قال ليث بتردد..الدكتور وصل..
دلف احمد مهرولا لغرفه جيلان..بمجرد رؤيه جيلان له خفت قبضتها عن والدتها لتحتضن والدها وتتساقط دموعها بصمت حتي تبلل ياقه قميصه..شعر بفتاته تتالم..وكان الطبيب يتابع من بعيد..لا يعلم الاب المسن ما تشتكي منه فتاته الصغيره وليس هناك متسع للسؤال لذا فقد احضر طبيبا متخصصا في امراض المعده وغيرها من ما يتبع ذلك التخصص..
طلب الطبيب منهم الخروج ولكنها رفضت ان تترك والدها فبقي معهم بينما خرجت مرام وليث..لم تجيب عن اي سؤال..ظلت محتضنه قدميها لا تتحدث ..حاول الطبيب تاره ووالدها تاره اخري ولكن بلا جدوي..
خرج الطبيب وخلفه احمد.. ليقول احمد بتلعثم..بنتي مالها!
اجاب الطبيب بتوتر..محتاجه تتعرض علي دكتور نفسي بنتك اتعرضت لصدمه عصبيه قويه ورافضه الكلام..ورفضها حد يلمسها ممكن يكون السبب تعرضها لاعتداء..
كأن دلو ماء بارد سقط علي راسه صمت تماما ..ليتجه ليث للطبيب ويقوم باعطائه ما يريد بينما اتجه احمد لاقرب كرسي وجلس فقدماه لا تحملانه..بينما ينظر ليث له يحاول استنباط ما قد يمكن ان يكون قد اخبره به الطبيب..ولابد انه الاسوء.. لم يدلف لغرفه جيلان ولم يتناول طعاما..لم يتناول أحد شئ.. الجميع صامت تماما..وجيلان ترفض التحاور او الحديث..
...........................................................
في احد النوادي الرياضيه..
يمسك مراد بالاوزان الثقيله يحملها بقوه ..يشعر بأنه يفرغ غضبه..يتصبب العرق من جبينه..بينما يتابع جاسر وسليم دون تعليق..
القي مراد بلوزن الحديد دي ارضا واتجه ليلتقط انفاسه ويجفف ما يتساقط منه من عرق..لازالت تلك الفتاه تقتحم أفكاره..صفعتها لازالت توقد راسه اشتعالا..
كان سليم وجاسر في ذهول ..لم يقدر مراد علي لمس تلك الفتاه..لقد تركها ورحل لقد كان جاسر وسليم في السياره اسفل البنايه بانتظار نزولها..وبمجرد رؤيتها ترحل شعرا بالراحه لوهله.. علي الاقل لقد تخلصو من تلك المصيبه..
قطع لحظه التفكير تلك صوت جاسر..مراد هنخرج فين النهارده..!
اجاب مراد ببرود..انا مروح
ليتركهم دون كلمه اضافيه..
عاد للمنزل في الساعه الثامنه ليلا وجد والدته تنظر له بخوف لتقول بلهفه تعجز عن اخفائها.. حبيبي انت كويس خوفت تكون زعلت من بابا .. كانت تضع كفيها علي وجهه بحنان بينما ينظر لها وهو يريد ان يبكي من فرط شعوره بالعجز..ولكن كعادته يتركها بلا حديث..يصعد غرفته..ليخلع ملابسه باهمال ويدلف للحمام..
كانت المياه البارده تصارع لتطفئ اشتعال نيران غضبه ..انتهي ليلف المنشفه حوله..يرتدي ملابسه ويخرج ..ينظر لتلك الدفاتر عليه أن يذاكر الان سوف يكون عقابه اسوء اذا لم يستطع النجاح هذا العام ..فوالده يستمر في تهديده بحرمانه من ملزاته ..
بدا في المذاكره..باله لا يتسع ولا يستطيع ازاله صورتها من عقله..لازالت امامه حتي وهو مغلق لعيناه..يشعر بلاسف..هي كانت افضل منه هو يري الان نفسه احقر من زي قبل..
...................... ....................................
في صباح اليوم التالي.
استيقظ احمد من نومه ينظر بجانبه..فارغ
فمرام قد قضت الليله مع جيلان تحتضنها فهي ترفض الحديث والطعام..
اعتدل لينظر لهاتفه ليجد انه تم تاكيد الحجز الذي قام به امس عند الطبيب النفسي..ليضع الهاتف ويتنهد بحزن ويدلف للحمام..
كانت مرام تتامل صغيرتها التي ذبلت ملامحها بشده تنام وقد رفضت اي طعام..
ليقاطع دموعها المنهمره بصمت صوت الباب..لتسرع بمسح دموعها.لتجد احمد..ليقول بهدوء..صحيها وجهزي نفسك هنروح لدكتور
اومأت براسها لتعيد انظارها لصغيرتها مره اخرى..
عشرون دقيقه مرت في صمت تام قد تحضر الجميع نزل احمد ومرام وجيلان وليث ليركبو السياره ويذهبو لوجهتهم..ترك ليث تلك المسافه الكبيره بينه وبين صغيرته لم يعتاد علي ذلك ولكن هذه المره كان يخشي ان تنفر منه اكثر..
كان احمد يشعر بأنه محطم تماما ليسةبوعيه كليا..
لحظات وكان كل ما تتذكره جيلان هو صراخ والدتها..احمد احماااد حاااسب..وثم اصطدام..تحطمت السياره بلكامل ..تغرق الدماء والدتها ووالدها وقد اصطدمت راس ليث بقوه وتسيل منها الدماء..كانت هي الأخري بها كدمات ولكنوهي الوحيده التي وضعت لها مرام حزام الامان..لذا هي قد شهدت موت عائلتها امام ناظريها..
تجمعت الحشود من الناس وتوقف الطريق كليا وهي لا تتوقف عن الصراخ بهستيريه يحاول الناس امساكها ولكن بلا جدوي لتسمع احد الواقفين يقول .. الشاب لسه عايش استعجلو الاسعاف بسرعه..ليقترب متطوع قام بإسعاف ليث حتي وصول الإسعاف.. ثم لا تتذكر شيئا.
...........................................................
ب

عد مرور 6اشهر

تنام جيلان علي الكرسي المقابل لسرير ليث بلمستشفي..تلك الغرفه التي بقي فيها سته اشهر في غيبوبه يحارب الموت..لم تتركه لحظه لم يتبقي لها سواه..فقد مات كلا والديها...
انتفضت جيلان مستيقظه عند تكرار شعورها بانها تسقط من اعلي هاويه.. تنظر لليث وتترقق الدموع بعينيها كما الحال كل يوم لم تتحدث منذ سته اشهر لم تجيب عن اي شي..فقط تبكي وتاكل لتظل بجانب اخيها فلو انها فقدته لما ترددت في الانتحار..
شعرت بحركه ضعيفه للغايه لاصابعه لم تصدق انه تحرك لابد وانها تحلم او تهلوث..اقتربت اكتر وجففت عينيها من دموعها لتتاكد من انها لا تحلم..ظلت عيناها مسلطه عليه تنظر له تنتظر ان يفتح عينيه ..وقد مرت تلك اللحظات ببطء ولكنه اخيرا قد افاق..ينظر لها بوهن شديد ..لم تشعر سوي باحتضانها يديه وتقبيلها ..ابتسامه طفيفه رسمت علي وجهه بينما دلفت الممرضه لتتسع عيناها وتستدعي الطبيب..تحسنت حالته..وافاق اخيرا...

تحت تاثير عشقه..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن