كائنات مفترسة ..
يحركها الجوع الديقوع وتأكل بنهم دون اللجوء إلى التذوق ، تشعر بالعطش على مدار الأربعة وعشرون ساعة وتروي نفسها برشفة واحدة كما تبتلع الأرض مياه الغيث .. صوتها حاد على المسامع ، نظراتها تكسر الأجنحة الطموحة .. ومخالبها تكسر ما صنفته الفيزياء غير قابل للكسر .. ولعابها يحرق ويصهر ما صنفته الكيمياء غير قابل للذوبان ..
ليست كائنات خيالية .. ليست ذو مظهر بشع أو موحش .. لا تمشي على أربع ..
البَشر الذين تحركهم المشاعر !
جنس البشر الذي يعيش بالتغذي على الآخرين ، حيث يصبح كل منا محامي دفاع عن أخطائه التي يقترفها ، وقاضياً على الناس من حوله ، وحاكماً على الأحداث في محيطه ، حيث نقرر رؤية الواقع بالصورة التي نرغب فيها نحن فقط ..
مهما بدوت مختلفاً ، لا مهرب من حقيقة كَوني ضمن هذه الفصيلة كذلك ولكنني أبدو كمن أعفى نفسه تماماً ... أو لنقل لم يحظى بنصيب المشاعر بعد ! ..
لا أحد هنا كامل ومثالي .. ولا أحد مستثنى .. ولكن هناك تلك الفئة ..
التي تعيش في دائرة النُدرة وتتغذى على المزيد من النقص في مكنونها ..
جميعنا نخوض حرب ، إما حرب مباشرة ، أو حرب بالوكالة .. ! يحارب البشر بعضهم البعض بتهكم .. بتهجم .. بترفع وتكبر .. لم يصنعوا مجالاً مسالماً على هذه الأرض ..
هؤلاء البشر وجدوا ضالتهم برفع شؤونهم الاقتصادية بتناول الممتلكات اللذيذة للدول الضعيفة أو المستعمرات المثيرة للشفقة ، جورج أورويل كان محقاً عندما قال أننا نُزور السياسة بتصميم مثالي حيث يبدو الكذب حقيقة ، الاحتيال وسيلة ، القتل ليس إلا دفاع عن النفس والنهب استرداداً لحقوقنا المزيفة. ، وكذلك نهدم المجتمعات بتشكيل الناس كالدمى وتحريكهم بالطريقة الملائمة حيث نصل إلى هدف محدد ، لنصبح كالمسوخ التي تلتهم بلا رحمة وتتحدث بلا وعي .. حيث يكون المجتمع مغيب .. منافق .. يسيرون معاً كالقطيع الضال ..
مجتمع يلهث خلف الكماليات ، المظاهر .. والشهرة ..
تأملتُ تحديث المدونة مراراً وتكراراً بتمعن وتركيز ، زميت شفتاي حائرة أغوص في أفكاري متسائلة لماذا قد يختار الكاتب هذه الألفاظ القاسية ؟! لماذا مدونته مليئة بذم البشر إلى هذه الدرجة كما لو يكون كائناً نزل من الفضاء أو كائن لا يتضمن قاموسه معنى الخطأ أو حتى أميراً خرج من أعماق البحار ؟!
كل ما يجيد فعله هو الذم واللوم !! .. يصور البشر كما لو كانوا مخلوقات متوحشة ! نبدو حقاً وكأننا نجسد الوحوش في أفلام الرعب لكائنات أخرى تشاهدنا بينما تجلس في صالة عرض الأفلام وتتناول الفشار بإنهماك وإندماج ..
الا ينتمي الينا ؟
يفرض سيطرته علي ويجعلني أتخيل الناس من حولي هائجين كالزومبي أو فاقدين للسيطرة جراء التعطش للدماء تماماً كدراكولا .
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Romanceانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...