شبكت كلتا يداي ببعضهما بينما أهز قدماي بإضطراب وأسترق النظرات من حولي بترقب أرسم تخيلاتي وآمالي كما يحلو لي ..
أما روز فجلست متكتفة بصمت تجاهد نفسها في عدم الإعتراض على أي شيء ..
كنا نجلس معاً أمام طاولة طعام صغيرة في مطبخ متواضع صغير ، والكرسي المقابل لنا يجلس عليه والد دانيال بعد ان وضع أمامنا كوبان من القهوة ..
نظرت إلى الوراء حيث مدخل المطبخ ، لأرى الأربع رؤوس تحدق إلينا وما ان التقت أعينهم بعيني حتى اختفوا بلمح البصر متجهين إلى غرفة الجلوس التي لا يفصل بينها وبين هذا المطبخ سوى الباب فقط ..
لم أعتقد ان الأمر سيكون بهذه الصعوبة ! ظننتني سأدفع المال لأخرجه وأعرض عليه العمل معي وحسب ! ولكنني لم أكن لأتخيل ان شقيقه سيخرجه من المركز ببساطة لمجرد ان يوقع على تعهد بعدم الإعتداء مجدداً .. وها أنا ذا مضطرة لتوضيح العديد من النقاط المهمة !
الآن ليس أمامي سوى إقناع هذا الرجل .. لقد طلب منا ان نتبعه ، وادركت أن منزلهم يقع مباشرة فوق متجر الحلاقة ، فلقد صعدنا سلالم تؤدي إلى هذه الشقة الصغيرة ، المستوى المعيشي لهذه العائلة ..
أقل من المتواضع بكثير كما يبدو ..
فهنا الطابق الثاني حيث غرف النوم التي رأيتها في طريقي إلى غرفة الجلوس الصغيرة ، كما لمحت درجاً آخر يؤدي للأعلى عند ناصية الممر ، أي أن هذا المكان يتضمن ثلاث طوابق على ما أظن ..
_ لندخل في صلب الموضوع ..
قيلت بصوت حازم جعلني أنتفض في مكاني وأودع أفكاري لألتفت نحوه بسرعة وقد أومأت بجدية : لنفعل هذا .. لا داعي للمقدمات سيد .. أ .. بماذا أناديك ؟
أطال في تحديقه إلي بتمعن وجمود ثم أجاب بصوته الذي بدأت أدرك أنه اعتاد التحدث فيه بنبرة الحدة والحزم : هاريسون ..
ابتسمت بهدوء : حسناً سيد هاريسون ، كما أسلفت .. أنا هنا لأجل دانيال ..
_ نعم سمعت هذا مسبقاً .. ما الذي تريدينه منه تحديداً ، تحدثي بإختصار وبوضوح تام لا وقت لدي ..
قالها يضرب بخفة على الطاولة وبنفاذ صبر ، بللت شفتاي واسترقت نظرة خاطفة لروز التي أومأت لي محفزة ، تشجعت قبل أن أقول بهدوء : أنا كتاليا ، مصورة و أعمل لصالح مجلة قيمرز كامب ، اختصاص المجلة ينحصر على الترويج للألعاب ومناقشتها وما إلى ذلك من أمور قد لا تهمك ولكنني لن أمانع توضيحها أكثر إن أردت ، المهم أنني بحاجة إلى نموذج أستخدمه للترويج لإحدى الألعاب للأجهزة اللوحية ، حدثت مشكلة ما والعارض الذي كان يعمل معنا أصيب وأدخل إلى المشفى ، رأيت ابنك صدفة اليوم وأساء الظن بي بسبب إندفاعي .. هذا كل ما في الأمر !
ظهرت تقطيبة بين حاجبيه فأسرعت أكمل أحتضن كوب القهوة بين يداي موضحة بجدية : المواصفات المطلوبة تتوفر فيه ..
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Romanceانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...