11. كلمةُ عتاب ، ولكمَة !

25K 1.8K 5.3K
                                    

تسمرت عيناي على الطريق وقد بقيت أغوص في المقعد دون حركة راجية أنني بالغت في قلقي وأفكاري وما قاله ريتشارد للتو كان من وحي خيالي وحسب ..!

القيت عليه نظرة مضطربة مشتتة وتفاجأت به قد أوقف سيارته في الإشارة الحمراء وتقطيبة صغيرة برزت بين حاجبيه وهو ينظر إلى الأمام بجدية : إلى متى كنتِ تنوين الإحتفاظ بالأمر سراً لنفسك ؟

يعلم بأمر باتريك !!

عضضت على شفتي وأحكمت امساك الأكياس بين يداي بقوة ..

لا أريد توريطه ! ليس مجدداً ..

لا أريد ..

عاهدت نفسي أن أتوقف عن جلب المصائب والكوارث إلى أفراد عائلتي وكل من حولي !

فتحت فمي لأنفي قوله بسرعة ولكنني توقفت ما ان نظر إلي بهدوء وعيناه البنية تلمع بحدة مترعة بالعتاب : خرج منذ الشهر الماضي ، وما حدث في الحقيقة للعارض الأساسي كان التعرض للضرب على يده ، خرج من السجن ويلاحقك بينما تلتزمين الصمت ؟ هل فقدتِ عقلك !!

جزيت على أسناني أحدق إليه بتشتت قبل ان أهمس متلعثمة : ر .. رأيته مؤخراً فقط ! لا شأن له بما حدث للعارض ! أنت محق التزمت الصمت بشأن خروجه من السجن ولكن صدقني لقد ..

_ كفاكِ كات ، لم تتوقفي يوماً عن تعريض نفسك للمشاكل أو الخطر !

أعقب بلوم وقد احتد صوته يعذلني : هل فقدتِ ثقتكِ بنا ؟! لم تقرري الخروج من منزل العائلة فقط ولكنكِ اعتقدتِ أنك سلكت طريقك الخاص ولا معنى لوجودنا في حياتك !

_ ريتشارد .. لا تهول المسألة أنا قادرة على تحمل مسؤولية نفسي وقراراتي !

ضرب مقود السيارة بيده معصبية : لن يتركك وشأنك !

علا صوتي راجية : أستطيع تخطي الأمر وحدي ! ابقى خارج الموضوع وحسب ! أرجوك ريتشارد لا تتصرف كما يحلو لك واترك الأمور كما هي ! أحتاج إلى حل مشاكلي بنفسي لا يجب أن اقحم أحدكم في شؤوني مهما حدث أو ..

_ اتصل أبي بك ولكنكِ لم تجيبي على اتصاله ! هل ستتفوهين بهذا الهراء متعذرة به أيضاً ؟

اتسعت عيناي بإدراك : هل .. يدرك أنني أجيب على اتصالاتك ؟

ضاقت عينيه بغيظ وما ان فتحت الإشارة حتى حرك السيارة بإنزعاج شديد بوجه متجهم : سألني ما ان كنت أتواصل معكِ ، أخبرته أنكِ بخير ولكن ربما انشغلتِ ولم تحظي بفرصة الرد على اتصاله .. تعذرت لكِ بينما لدي يقين بشأن اصرارك على الترهات التي تستحوذ على عقلك ..!

أغمضت عيناي بإنهاك قبل ان أعيد رأسي للوراء على المقعد هامسة : أرجوك .. دعني أتخطى كل شيء بنفسي ، أنا أرجوك ..

فتحت عيناي ونظرت إلى الطريق بإستياء قد عبث بخوالجي وارغمني على السماح لرجفة طفيفة بالسيطرة على كتفاي ..

بَيْنَ الرّذاذْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن