كـتاليا:
لماذا ..
يعلم كيفين بكل هذا ؟!
منذ متى !
كلماته لم تكن مجرد ثقل على عاتقي ولكنها شكلت في نفسي ضغطاً مريعاً جعل من لساني عاجزاً عن وضع حداً له لأنهي الأمر !
أنا حتى لا أدري لماذا لازلت أقف أحدق إليه بترقب وعجز تام ! هل .. سيطر الخجل علي وجعل مني مجرد جسد ينصت إلى الحقائق المخجلة الموجهة إلي ! أريد نهره حالاً .. أريد أن أخبره أنني .. فعلت كل هذا ولكنني قادرة على التغير وتقديم الأفضل لكل من حولي!
ولكن ..
هل انا حقاً .. قادرة على التغير للأفضل ؟! هل يمكنني ذلك في ظل كل ما أفكر به وأقوم به ؟! أنا لا أدري .. وكل ما أعرفه أنني أستمر في الشعور بالمقت والكراهية تجاه نفسي دون توقف ! كما أنني منهكة من البحث عن المبررات لأفعالي التي لا يمكنني تسويغها بكلمات مناسبة ! بأي حق يتم مواجهتي الآن .. بكل هذا ؟! لماذا الآن ! جف حلقي تماماً عندما استشعرت رغبته في قول المزيد وقد أصبت ما ان تمتم ببرود : أنا لا أهتم ان بقيتِ أو رحلتِ ، في جميع الأحوال سيتمسك بكِ ، لربما أريد أن أسدي لك نصيحة وأقول لكِ بكل وضوح بأنه عليكِ ايقاف كل شيء عند حده منذ الآن ..
سيتمسك بي ؟!
الشخص الذي أثير اهتمامه ونظره ، وسيتمسك بي هو .. دانيال ؟ أم أنه يشير إلى شخص آخر !
أنا مشتتة وعاجزة عن ترتيب أفكاري ! ولكنني وبطريقة ما أعتقد أنه يشير إلى دانيال ومن سواه !! ولكن .. لماذا يصيغ كلماته بهذه الطريقة !؟
خرج صوتي متهدجاً أتمالك نفسي : ما الذي تعنيه ببديلة مؤقتة !؟ هل تتحدث بشأن دانيال ؟ ولماذا تعرف الكثير ! ممن سمعت كل هذا ؟! ما الذي تخفيه !
جابت عينيه الباردة في الفراغ للحظات وقد وضع يده اليمنى في جيب بنطاله قبل أن يتمتم : لا تبدين ساذجة .. ولكنكِ كذلك بالفعل .
عقدت حاجباي أستنكر قوله وقد زميت شفتي أهدئ من نفسي ، علا صوتي قليلاً بينما أسأله بجدية : لماذا أنت عدائي جداً تجاهي ! لأنني رافقت والدتك فقط ؟!
أجفلت لحدة عينيه المفاجئة وهو يجز على أسنانه ويحدق إلي بإزدراء : تلك المرأة لا شيء في حياتي لذا لا تفكري بمحاولة التدخل فيما لا يعنيكِ ..
أضاف وقد تهدج صوته بغضب : لأنكِ ظهرتِ في حياته فهو لا يمانع لقاء تِلك المرأة وتشجيعها على محاولة حشر أنفها في حياتي !
هاه !!
أعقب بحزم وفي صوته بحة حانقة بينما يكور قبضة يده اليسرى بقوة : لأنه لم يعد بحاجة إلى شخص مثلي ! لم يعد بحاجة إلى التزين بأخطائي أو عيوبي وشخصيتي التي تستفزه ، لأنكِ تبدين الأسوأ في عينيه الآن ! الأسوأ والأفضل بلا شك ..
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Roman d'amourانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...