كـتاليا :مررت يدي أسفل معدتي بألم بينما أنتهي من ترتيب سريري ، أعتقد أنه من الضروري تناول مسكن للتخلص من هذا الألم ، لم أكن في الأمس في مزاج يسمح لي بترتيب الفوضى التي افتعلها ذلك الصغير المزعج ، لذا اكتفيت بترتيب سريري في الأمس وها انا قد انتهيت أخيراً من ترتيب الخزانة والفوضى للتو و اللمسات الأخيرة بوضع الغطاء على السرير ..
بحثت في ادراج المنضدة عن مسكن الألم ذو العُلبة الكرتونية ذات اللون الزهري ولكنني لم أجده ، اتذكر جيداً أنني وضعتها هنا ! هل عبث بهذه الأدراج أيضاً ؟
واصلت البحث دون جدوى لذا لم يكن مني سوى تناول مسكن آخر قد يفي بالغرض .. لا أصدق أنني نظفت الفوضى ورتبت المكان رغم الألم المزعج ، أحتاج أيضاً إلى تدفئة قدماي جيداً وإلا سأستلقي من شدة التعب ولن أستيقظ حتى الغد ! جلست على طرف السرير وانحنيت قليلاً أغمض عيناي محاولة تجاهل الوهن والألم ..
لا فائدة .. لن أرتاح حتى أخذ المسكن المعتاد والذي واللعنة لا أدري أين اختفى ! .. سأخبر جاك أنني لن أذهب إلى العمل اليوم .. راسلته بإيجاز وأخبرته أنني سأحضر إلى المقر غداً فأخبرني بتضمين جلسة تصوير في الغد ضمن جدولي مع ستيلا في تمام التاسعة ..
لفت انتباهي بعض الحاجيات الخاصة بالكاميرا لم تكن في مكانها في الحقيبة السوداء متوسطة الحجم لذا كشرت بوجهي وتحركت بإنهاك للتعامل مع الوضع ولكنني سرعان ما لويت شفتي ممتعضة وانا ارى ان الكاميرا قد تم العبث بها أيضاً ، هذا الفتى سيفقدني صوابي .. إن كان الأمر وصل إلى هذا الحد باستخدام الأمر الوحيد الذي يسليني .. فهذا يدعو إلى القتل بالفعل ..! هذه الكاميرا هي أول واحدة أقوم بشرائها قبل أكثر من اربعة أعوام ..!
تفحصتها وانا انظر إلى الشاشة بقلق ..
كما توقعت ، لقد تجاوز حده هذا الصغير ..
من الواضح انه كان يمسكها بإهمال وقد عبث بها واستخدمها دون أدنى حق ، التقط بالخطأ صورة لأنفه عن قرب دون أن يدري ..!
حسناً إنه دليل ممتاز لإدانته على جريمته في الوقت المناسب ..
بل وصورة لإحدى عينيه بالخطأ ، وصورة مجدداً لأنفه بل وتكاد تخترق عظمة أنفه وصولاً إلى أفكار رأسه !
وصورة أخرى للغرفة هنا ومشوشة نوعاً ما ، آه يا كتاليا من الواضح ان الإله أرسل هذا الصغير إلى الحياة عقاباً لكِ ! أكره أن يتم لمس أغراضي الخاصة ! مسحت الصور بإنزعاج وأغلقت الكاميرا ..
ابتلعت قرص آخر وشربت من قارورة الماء ثم وضعتها على المنضدة قبل أن أسحب كلتا قدماي لأنزل ما ان سمعت صوت السيد هاريسون ينادي ..
دانيـال :
أمسكت بوسادتي والغطاء لأحملهما من على الأريكة التي نمت عليها في الأمس ليلاً بعد شجاري مع كارل ، امتعضت لغضب أبي مجدداً وهو ينادي بتلك الفتاة لتنزل لتناول الفطور وها هو ذا ينظر إلي واقفاً عند باب المطبخ : تحتاج إلى أكثر من نصف ساعة لتأخذ أغراضك إلى الغرفة وتستفيق ؟ تحرك الفطور جاهز هل أعده كارل ليتناوله بمفرده ؟!
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Romanceانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...