هؤلاء الحمقى عليهم أن يتوقفوا عن التصرف بتهور ماذا لو انفعل الآن وغادر المبنى بأكمله ! ، حتى بعد خروجنا من مكتب السيد كوفمان بقيت أعينهم تلاحقه بتمعن وتركيز! ، وقفنا بجانب المصعد والصمت سيد الموقف ولم تكن سوى ثواني حتى نظرت ستيلا إلى هاتفها الذي تعالى رنينه لتجيب فوراً : ها أنت ذا ..
كاد صوت الطرف الآخر يصل إلى مسامعنا بوضوح ! زفرت ستيلا وقالت تضغط على زر المصعد ممتعضة : نعم أخبرته للتو أنك لم تكن متواجداً في موقع التصوير، انه خطأك لم يكن عليك اهدار وقتي بانتظارك !
تمتم ديفيد معلقاً بصوت خافت بإقتضاب : فرانك يستحق التوبيخ تأخر في الأمس أيضاً على أحد العارضين وكاد يغادر غاضباً لولا وصوله قبل رحيله ..
وضعت يدي على خصري بعدم رضى : هذا الغبي .. ليته يلتزم بالمواعيد المحددة كما يلتزم بمهمة ازعاجي والتبجح أمامي فقط !
دخلت ستيلا إلى المصعد ملوحة لنا وهي تستكمل توبيخ فرانك على الهاتف بعصبية ، ولكنها سرعان ما نظرت الى دانيال باستيعاب وابعدت الهاتف عن اذنها تقول فوراً : عذرا لم ارحب بك بعد! ادعى ستيلا، اعتقد انك العارض البديل..
اضافت تبتسم مشيرة الى الرفاق بلا حيلة : هذا ما سمعتهم يقولونه اثناء استراقهم السمع! ، مرحبا بك..
صمت..
صمت تام! ولا تعليق بعد كلماتها من قبله ولو بحرف!نظرت اليه بترقب اطرف بعيني باضطراب وكذلك ستيلا التي حدقت اليه باستغراب شديد للحظات مطولة كان فيها يشيح بنظره بعيداً يمضغ علكته ببرود!!
ي..
ياللوقاحة!تجاهلها تماما وكأنه لم يسمع ترحيبها به! ، ابعدت ستيلا سبابتها عن زر ايقاف غلق المصعد واسرعت ترفع الهاتف نحو اذنها فوراً : م.. ماذا كنا نقول فرانك..
انتابني الغيظ الشديد وواجهت صعوبة كبح نفسي وقد رمقته بغضب ولكنه لم يكلف عناء النظر نحونا وبقي يقف بعيداً عنا..
لا يعقل انه سيبقى على هذا الحال..!
هل قلت للتو للسيد كوفمان انني سأدير أعمال هذا الرجل عديم الاخلاق!!هل علي التراجع بسرعة قبل فوات الاوان؟ ربما علي البحث عن شخص مناسب ليدير اعماله وحسب! طالما حظيت بفرصة العثور على عارض بديل ففعلت ما كان علي فعله!
ابتلعت ريقي قبل ان امرر يدي في شعري بعصبية، علي اخذه الى موقع التصوير ليأخذ فكرة كافية عن كل ما يلزم ، ولكنني توقفت وأجفلت لقول روز بحماس فجأة : حُلت المشكلة يا رفاق ، الأمر يستدعي احتفالاً بمناسبة رفع الإيقاف عن كتاليا التي ستستأنف العمل أخيراً ..
أومأت جانيت بهدوء : بعض الأمور كانت متوقفة في غيابك ، يجب أن نباشر غداً دون تأجيل أكثر ..
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Romanceانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...