14. التجربة الأولى ،،

27.8K 2K 8.6K
                                    

كتــاليــــا :

روتين الأمس ..

جميعنا متأهبين لجلسة التصوير الأخيرة اليوم ، ولكن هذا غريب ، كاثرين لا تبدو في كامل نشاطها ولا تتوقف عن التثاؤب في كل حين .. علي أن أكون حازمة معها ، لا أريد أن تتهاون في العمل ولكنني سأتركها حتى يحين دورها.

انتهيت من جيكوب وسبينسر ، وها هو ذا فيندير يستعد ، هذه المرة أجلت أمر دانيال قليلاً ، ربما أريده أن يعمل بعد ان تهدأ أشعة الشمس وتخفض قرصها قليلاً لأنه سيحظى بأكبر نصيب من الصور .. نظرت إلى الساعة حول معصمي ثم ابتسمت لفيندر بهدوء : انتهينا .. أحسنت عملاً .

تحرك مبتسماً وذهب لتغيير ملابسه ، حان وقت دانيال فبدأنا بالتقاط الصور ولكن ما لم يكن في حسبانه أنه لن يلتقط الصورة وحيداً الآن .. فهناك رفيق صغير نحتاج إليه .

استغرب كثيراً وهو يحدق إلى لوكاس الذي يسير نحوه ممسكاً بقفص معدني لببغاء أخضر اللون ومتوسط الحجم ..

أخرجه من القفص ووضعه حول معصمه ليقف الببغاء مثبتاً نفسه بكلتا قدميه ، طرف دانيال بعدم استيعاب فوضحت مبتسمة : ضعه على كتفك ..

فغر فمه للحظة ثم أومأ بحيرة ، اقترب لوكاس ليضعه على كتفه .. نظر الآخر إليه بعدم اقتناع وتساءل : هل هذا ضروري ؟!

أومأنا له لتتدخل روز ممازحة : كن شاكراً أنه مدرب جيداً ، وإلا صرخ في أذنك لتنزف دماً ..

رمقها بملل : فليكن .. وماذا لو أديت دوار غواص ؟ سترغمونني على الإستلقاء في فم قرش وسيرتاح ضميركم عندما يتلذذ بي ؟

قلّبت عيناي بتهكم : كفاك مبالغة .. والآن لنبدء ، لا تتحرك بسرعة حتى لا يغير الببغاء وضعيته .. هيا .

بدأنا التصوير مجدداً وتوقفنا ما يزيد عن العشر مرات بسبب ما يحدث ، أجفلنا مجدداً لصراخه متأوهاً محاولاً ابعاد وجهه عن الببغاء ليصيح متذمراً : تباً هذا مؤلم ! لن يتوقف عن نقر وجنتي هل علي احتمال هذا طويلاً ؟

اقترب شون محاولا لفت أنظار الببغاء فاسرع الآخر يتخذ الوضعية السابقة فاستأنفت التصوير ، ولكنني توقفت مجدداً بنفاذ صبر وضجر عندما نقر الببغاء وجنته وعنقه بقوة فصرخ الآخر مستنجداً : هذا يكفي أيها الطائر المزعج ! تصرفوا وافعلوا شيئاً ..! أشعر أنني وما ان أشرب الماء حتى يخرج من وجنتاي كالإسفنج بسبب كثرة الثقوب ..!

ضحكت بخفوت رغماً عني ولكنني سرعان ما صمت وأشرت لشون ولوكاس ان يستمرا في الهاء الببغاء ، استكملنا عملنا وهذه المرة تمادى الببغاء وصعد فوق رأسه ليفسد تصفيفة شعره ، تنهدت بأسى وأغمضت عيناي أضع يدي على جبيني متسائلة : لماذا لم يأتي مدرب هذا الببغاء ؟

أجاب لوكاس بلا حيلة : لقد كان مشغولاً واعتذر عن المجيء ، قال أنه لن يتمادى في أفعاله لكونه أليف جداً ولكنني أرى عكس ذلك .

بَيْنَ الرّذاذْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن