خرجت أسبقهما بخطى صغيرة ووقفت أمام بوابة المشفى معترضة بينما أحدق إلى المشد الأسود الذي يحيط بكتفي : غير معقول ! انه يعيقني عن الحركة بأريحية !علقت روز بإنزعاج : متى ستتوقفين عن التذمر تحديداً ! قال الطبيب أنها رضة قوية وعليكِ أن ترخي كتفك والا تحركيه قدر المستطاع حتى تتشافي بسرعة وتتحسن حالتك ! اعتذري عن جلسة التصوير واتركيها لفرانك ! منحكِ بالفعل اجازة مرضية لخمسة أيام لذا كفاكِ سخفاً ..
كانت نبرة روز غاضبة وهي ترد على تذمري لأجادلها بجدية : سأكون من تتولى جلسة تصوير الغد مع دانيال ، لعبة رهينة القراصنة لي ولن أسمح بأن يتولى فرانك الموضوع ..
قلّبت جانيت عينيها وهي تسرع في خطاها وتتقدمنا : دعيها روز ، ستكون وحدها من تبكي ندماً عندما تسوء حالة كتفها ..
اعترضت روز وهي تزفر بنفاذ صبر : مهلاً جانيت حاولي اقناعها !
ابتسمت لها بتبرم : لا داعي لإقناعي قلت ما لدي بالفعل ، سأكون متواجدة غداً في الوقت المحدد لن أفوت هذه الجلسة لذا الموضوع منتهِ تماماً ..
لوت روز شفتيها ولاحقتني عينيها البنية وهي تقف في مكانها قبل ان تمتعض بشدة وتتبعنا : ما مدى متهورك تحديداً ولماذا كل هذه المخاطرة ! ليس وكأنها ستكون جلسة التصوير الأخيرة مع دانيال فمن الواضح أنه سيتلقى المزيد من العروض أين تكمن المشكلة تحديداً !
علقت جانيت ببرود : اليس هذا واضحاً ؟ انها تحاول اكتنازه لنفسها .. حتى لو عنى ذلك ان تضرب صحتها في عرض الحائط .
توقفت عن المشي أحدق إلى جانيت بجمود وقد أكملت طريقها بكل فتور وبرود دون ان تتوقف ، توترت روز ووقفت تستوقفها : لحظة ! انتظري جانيت ..
ثم نظرت إلي بقلق : هل أستأت منها ؟ لا بأس تحاول ان توضح فقط قلقها بشأن اهمالك لنفسك !
تجاهلت تعليق روز وتساءلت بصوت عالي : ما الذي تقصدينه باكتنازه لنفسي ؟
وقفت مكانها ونظرت إلي من فوق كتفها بهدوء للحظات مطولة ، ومضت كلتا عينيها الخضراء الزيتونية بالجدية والتركيز من خلف نظارتها قبل ان تجيب ببرود : لأنكِ اكتشفته ؟ لا تريدين أن يسرقه أي شخص منكِ ؟ أين تكمن المشكلة ان فوضت المهمة لفرانك ؟ أنتما زملاء في فريق واحد قبل ان تكونا منافسان ، أم أنكِ لن تسمحي له بأن يحظى بفرصة ليدير جلسة تصوير مع دانيال الذي تعلمين جيداً أنه سيحقق نجاحاً بالفعل ؟
انتابني الذهول وقد شعرت ببرودة أطراف جسدي أحدق إليها بعدم استيعاب !!
لم أتمنى يوماً لفرانك ألا ينجح ! صحيح أنني أنافسه ولكنني .. لن ألجأ إلى أي حيلة تعيقه عن التقدم او النجاح ! بل أنني أعلم جيداً كم هو موهوب في المجال ..
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Romanceانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...