13. رِحلَةُ عَملْ ،،

25.7K 1.9K 9.4K
                                    



خرجت أسبقهما بخطى صغيرة ووقفت أمام بوابة المشفى معترضة بينما أحدق إلى المشد الأسود الذي يحيط بكتفي : غير معقول ! انه يعيقني عن الحركة بأريحية !

علقت روز بإنزعاج : متى ستتوقفين عن التذمر تحديداً ! قال الطبيب أنها رضة قوية وعليكِ أن ترخي كتفك والا تحركيه قدر المستطاع حتى تتشافي بسرعة وتتحسن حالتك ! اعتذري عن جلسة التصوير واتركيها لفرانك ! منحكِ بالفعل اجازة مرضية لخمسة أيام لذا كفاكِ سخفاً ..

كانت نبرة روز غاضبة وهي ترد على تذمري لأجادلها بجدية : سأكون من تتولى جلسة تصوير الغد مع دانيال ، لعبة رهينة القراصنة لي ولن أسمح بأن يتولى فرانك الموضوع ..

قلّبت جانيت عينيها وهي تسرع في خطاها وتتقدمنا : دعيها روز ، ستكون وحدها من تبكي ندماً عندما تسوء حالة كتفها ..

اعترضت روز وهي تزفر بنفاذ صبر : مهلاً جانيت حاولي اقناعها !

ابتسمت لها بتبرم : لا داعي لإقناعي قلت ما لدي بالفعل ، سأكون متواجدة غداً في الوقت المحدد لن أفوت هذه الجلسة لذا الموضوع منتهِ تماماً ..

لوت روز شفتيها ولاحقتني عينيها البنية وهي تقف في مكانها قبل ان تمتعض بشدة وتتبعنا : ما مدى متهورك تحديداً ولماذا كل هذه المخاطرة ! ليس وكأنها ستكون جلسة التصوير الأخيرة مع دانيال فمن الواضح أنه سيتلقى المزيد من العروض أين تكمن المشكلة تحديداً !

علقت جانيت ببرود : اليس هذا واضحاً ؟ انها تحاول اكتنازه لنفسها .. حتى لو عنى ذلك ان تضرب صحتها في عرض الحائط .

توقفت عن المشي أحدق إلى جانيت بجمود وقد أكملت طريقها بكل فتور وبرود دون ان تتوقف ، توترت روز ووقفت تستوقفها : لحظة ! انتظري جانيت ..

ثم نظرت إلي بقلق : هل أستأت منها ؟ لا بأس تحاول ان توضح فقط قلقها بشأن اهمالك لنفسك !

تجاهلت تعليق روز وتساءلت بصوت عالي : ما الذي تقصدينه باكتنازه لنفسي ؟

وقفت مكانها ونظرت إلي من فوق كتفها بهدوء للحظات مطولة ، ومضت كلتا عينيها الخضراء الزيتونية بالجدية والتركيز من خلف نظارتها قبل ان تجيب ببرود : لأنكِ اكتشفته ؟ لا تريدين أن يسرقه أي شخص منكِ ؟ أين تكمن المشكلة ان فوضت المهمة لفرانك ؟ أنتما زملاء في فريق واحد قبل ان تكونا منافسان ، أم أنكِ لن تسمحي له بأن يحظى بفرصة ليدير جلسة تصوير مع دانيال الذي تعلمين جيداً أنه سيحقق نجاحاً بالفعل ؟

انتابني الذهول وقد شعرت ببرودة أطراف جسدي أحدق إليها بعدم استيعاب !!

لم أتمنى يوماً لفرانك ألا ينجح ! صحيح أنني أنافسه ولكنني .. لن ألجأ إلى أي حيلة تعيقه عن التقدم او النجاح ! بل أنني أعلم جيداً كم هو موهوب في المجال ..

بَيْنَ الرّذاذْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن