كَـتـاليـا :
نَظر إلى الفراغ بِقهر وأحكَم قبضته عَلى هاتفه الذي يكاد يَتهشم بَين أنامِله !
لم ينبس بِكلمة منذ أن ترجلنا من سيارته وَجلسنا في أحدِ المَقاهي القريبة التي تسمح بولوج الحيوانات الأليفة ..
داعبت رأس بينديكت بينما أسترق النظرات نحو ديفيد وتساءلت بحذر على مضض : هل .. سيتم قتلي إن سألتك سؤالاً ؟
رمقني بعينيه الخضراء بحدة قبل ان يرمي بهاتفه على الطاولة وتكتف بحزم لينفجر فجأة بإستنكار : أيكون أحد أفراد عائلتها إذاً ؟ فكري بالأمر ! لماذا تتحفظ كثيراً على شؤونها العائلية بعيداً عني ؟
تنهدت بلا حيلة ونفيت برأسي : سألتني للمرة الـ.. كم مرة ؟ توقفت عن العد حتى ! ديفيد أنا حقاً لا أعرف شيئاً عن خصوصيات روز وعائلتها ، ولكنني أحب رؤيتك حريصاً على التماس الأعذار لها ..
أعقبت مفكرة : ربما يكون بالفعل أحد أفراد عائلتها ، وربما هنالك سبب يدعوها لإخفاء الأمر ، الأهم الآن ما الذي حدث بعد شجاركما الأخير ؟
رفع كتفيه بإنزعاج : ما الذي سيحدث ! لا شيء ..
_ لم تتصل بك ؟
نفي برأسه وأشاح بوجهه بقهر فابتسمت له مطمئنة : لا بأس ستتصالحان في غضون أيام قليلة فقط هذا ما يحدث دائمـ..
اعترض بجفاء وقد بدى شارداً بذهنه وفي صوته غصة واضحة : ربما آن الأوان لأتوقف عن .. فرض نفسي .
ضربت بخفة على الطاولة بيمناي : كفاك سخفاً ديفيد ! أنت لا تفرض نفسك عليها كما أنكما بدأتما المواعدة بعد ان اعترفت هي لك بإعجابها فكيف تظن هذا !
أومأ بشرود وتمتم وقد بدأ يخفض صوته دون شعور : ربما بدأ الأمر مع روز .. وسينتهي أيضاً بكلمة منها ..
لم أرى ديفيد يوماً شاحباً مُحبطاً مثل هذه اللحظة !
بل وقد تدارك الأمر وأسرع يرسم على ثغره ابتسامة مضمرة ونظر إلى بينديكت للحظة قبل أن يرمقني بهدوء : إن كان الأمر صعباً عليها فسأجعله أسهل ، لا أريد لروز أن تضطر للضغط على نفسها أكثر ..
ما الذي ..
ينوي فعله !
انتابني الشك وتساءلت فوراً بتوجس : أنت لا تنوي .. الانفصال عنها صحيح ؟
أخفض عينيه قليلاً ورفع يده بتلقائية لألمح رجفة أنامله التي مررها في شعره الأسود وهو يجيبني : أحبها .. ولا أريد فرض نفسي عليها ، سأختار الطريقة الأمثل لننهي ما بيننا دون ان يتفاقم الأمر أكثر ، على الأقل ستكون اللحظة الأخيرة مبنية على الود والتفاهم ، ما أكنه لروز ليس مجرد اعجاب أو اعتياد على بقائها إلى جانبي ، ما أريد قوله هو أنني بالفعل أحببتها ورأيت الجوانب المختلفة من شخصيتها حتى ولو كانت تتصرف بغموض ، إن بقيت إلى جانبها فسوف ..
![](https://img.wattpad.com/cover/188072472-288-k694483.jpg)
أنت تقرأ
بَيْنَ الرّذاذْ
Storie d'amoreانتصف المسرح ووقف أمام منصة المايكروفون بينما يحافظ على هدوء اعترفت لنفسي انه قطع شوطاً كبيراً في قدرته على اتقانه وتقمصه! شبكت كلتا يداي أحدق اليه بشرود ولم أستطع منع ابتسامة مضمرة من التعبير عن سرور وفخر تجاهه رغم كل شيء.. بحث بعينيه الزمردية عن...