|ch28|:Silva

1.4K 80 11
                                    

لَسنَا سوَى أروَاحٍ أرهَقتهَا المرَارَة..

***

الفصلُ الثامِن والعِشرون:

عودَةُ سِيلڨا

~

جعلَ الوادِي السحيقُ في الأسفلِ الرّعبَ يدبّ في أوصالهِن، سرَث قشعريرةٌ على جسدِ ديانَا وابتعَدت للوراءِ دونَ وَعي:

- كيفَ يفترَضُ بنَا العبورُ فوقَ هذا المكان؟ التفكيرُ وحدَهُ يخيفُنِي!

ابتلعَت أستل لعابهَا، كانَ حلقهَا جافًا فجأةً لأنّها هيَ الأخرَى غبرُ مرتاحةٍ لذلِكَ الصّدعِ العميق، لم يكُن إنشاءُ جسرٍ سحريّ آمنًا ولم تكُن واثِقةً من قدرَتهِم على تجاوزِه بسلام.

«سپينَا من فضلِك، الأمرُ مستعجلٌ حقّا ساعدنِي هذهِ المرّةَ وسأمنحكَ الشيءَ الذِي أردتّه بشدّة، ما رأيُك؟»

على عكسِ نبرةِ أستل اليائسَة لمعَت عينَا سپينَا وشعرَ أنّه يحلم، كانَت إيماءَته كفيلةٍ بجعلِها تدرِكُ موافقَته، لذا نادَت اسمهُ بصوتٍ مرتفِعٍ نسبيّا: «سپينَا أخرُج».

ظهرَ جسدٌ ضخمٌ منَ اللامكَان، ارتعبَت لايمِنت واتخذَت وصعًا دفاعيّا ولكنّها هدأت حينَ لاحظَت ردّةَ فعلٍ طبيعيّة.

تكلّمت أستل بعدَ مدّةٍ من التّفكيرِ:«لايمكِننِي إنشاءُ جسرٍ سحريّ لمسافةٍ بعيظدَة كتِلك، لذَا أنسَبُ حلّ هوَ التحليقُ فوقَها». ثمّ جعلَت أجسادهنّ تطفو لتستقرّ فوقَ ظهرِ التنين وكانَت آخرَهن.

حلّقَ سپينَا فوقَ الوادِي وسارَ الأمرُ بسلاسَة، هبطَ على بعدِ أمتارٍ من مدخلِ المدينةِ تحسبًا ثمّ عادَ لجسدِ أستِل بعدَ أن نزَلن.

لم يظهَر شيءٌ غيرُ عاديّ فاستمرّتِ المجموعةُ في السّير، لاحَ مدخلُ المدينةِ السّفليّةِ في الأفُق، لم يكُن هناكَ حاجزٌ هذِه المرّة لذَا شعرَت أستِل بالغرابَة، وأردَفت:

- أبقينَ أعينَكنّ مفتوحة ولا تدَعنَ انتباهكنّ يتشتّت، لا بدّ وأنّ شيئًا مَا سيحدُث.

- أستِل على حق، تلكَ الأعمدةُ الحجرِيّة مشبوهَة أرَى ألّا نتقدّمَ أكثَر في الوقتِ الحالِي.

وافَقت ديانَا أقوالَ لايمِنت ولكنّ ڤينيَا تجاهَلت تحذِيراتِها وذهبَت لإلقاءِ نظرَة.

«تلكَ الحمقَاء!» صرَخت أستِل ثمّ ركَضت نحوَها ولكنّ الأوانَ قد فات وتفعّلَت آليّةُ الحمَاية.

تجمّعت الصّخور العملاقَةُ المشتّتةُ وشكّلَت ثلاثةَ عمالِقةٍ حجريّين، ثمّ استقرّت أحجَارُ المانَا التي كانَت مرتبطَة بالعمودِ الحجرِيّ فِي منتصفِ كلّ جَسد.

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن