|Ch42|Loose.

418 25 3
                                    

الفَصل الثّانِي والأربعُون: فَقد.


إجتمَعت حشُود الشّعبِ لاستِقبالِ ملكتِهم الغائِبة منذُ أكثرَ مِن سنَة، كانَت أنظارُهم على البوّابةِ المكَانيّة في انتظار خروجِها، ولكنّ من خرجَ أولاً كانَ طِفلاً في السّابِعة وهِي مِن بعدِه.

توقّف ستِيفان أمَام الحشدِ الفضولِي، وراقبَ تعابيرَهم بهُدوء.

حلّ الصّمت لبُرهة حتّى اقربَ رجلٌ عجوز وسَأل:«أعذرِينِي يا مولاتِي ولكِن مَن هذا؟»

- طفلٌ قمرٍ مهجور وجدتُه في رِحلتِي واتّخذتُه تِلمِيذًا.

«ولكِن يا مولاتِي..»

- صَه، منذُ متَى تعارِضُ حكمِي لوكَان كاذِبًا أو سيّئًا لرفصتهُ بيرسُوديَا أو أنّك نسيتَ القَسم؟

«أعذرِي وقاحتِي سموّك، سنجهّز غرفةً للضَيف حالاً».

- لا تقلَق، سأهتمّ بالأمر، إتبعنِي يا ستيفَان.

تبِعها الصّغيرُ ولم تخفَى عنهُ نظراتُهم المتشكّكة والأخرى غيرُ المرحّبة، ولكنّه عزّى نفسَه بالختمِ الذّي وضعتهُ ويلومِينا عليهِ لمنعِ طاقتِه المظلِمة مِن التّسرب، ما يجعلُه آمنًا حتى وقتِ انكِساره.

لم يستطِع ستيفان إخفاء انبهارِه، فقد كانَت بيرسُوديا مختلِفة عن كلّ ما عرفَه، وكانَ القصرُ حيث قرّرت أن يقيم فخمًا وذَا تصمِيم فرِيد من نوعه.

«هذه ستكُون غرفتَك من الآن فصاعِدًا، سأضعُ خادِمًا موثُوقًا لرِعايتِك تصرّف بحرّية ولكِن لا تتجوّل بمفردِك، سأعودُ لاحقًا فلديّ بعضُ الأعمالِ لأهتمّ بهَا».

ثمّ استدارت وكانَت على وشكِ المغادِرة فاستوقَفها:

- متَى يمكِننِي رؤيتُك؟

«بقدرِ ما انهيتُ أعمالي المتراكِمة قريبًا، ستعتادُ على الأمر إن حدثَ شيء مهمّ فلا تتردّد في ابلاغِي، فلتخلُد للرّاحة الآن، فهناكَ شخصٌ أودّ منكَ رؤيتهُ في وقتٍ لاحِق». 

دخلَ استيفان إلى الغرفةِ بصمت وحالمَا أغلقَ البابَ مسحَت عيناهُ المكان، لم تكن غرفةً كبيرة كون معظمَ مساحتها شغلت برفوفِ الكتب وكأنها غرفة دراسةفي الأصل ولكنها كانت مرتّبةً بشكلٍ كاف.

سحبَ أحد الكتب ثمّ استلقَى بهدُوء، وفجأةً فتِح البابُ وتسلّل شخصٌ مَا من خلالِه وحملَ كتابًا ما ثمّ جلسَ فِي زاوِيةٍ مُنعزلة.
مرّ بعضُ الوقت وأغلقَ الشّخص الكتابَ بعبُوس:«لمَا لم تأتِ لزيارتِي، مرّت سنة وأوّل ما فعلته هوَ العملُ المكتَبِي، ألم تفتقِدنِي والِدتِي؟»

تحوّل العتابُ إلى بكاء فجأة فاعتدلَ استيفَان وهوَ يراقِب الطّفلةَ البكَاءة، ولَم يعلَم ماذا يفعَل، انتبهَت لوجودِه أخيرًا فشهقَت بصَدمَة وانحشَرت فِي الزّاوِية واسترَقت النّظر، ثمّ نظرَت إلى غلافِ القصّة بينَ يديهَا ثمّ إليه مرّاتٍ عدِيدةٍ وصاحَت بابتِسامةٍ عريضَة:

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن