|ch36|: fetus?

615 52 7
                                    

الفصل السادِس والثّلاثُون:

***

توغّلت روحُ أستل داخِلَ الغَابةِ السّودَاء، فوجَدَت فِي النّهاية كوخًا محاطًا بجدَارٍ عازِل.
ألقَت تعوِيذَة وكسَرت الحَاجِز وحينَ حاوَلتِ الدّخول أوقفَهَا صوتٌ يعودُ لصاحِبِ المكَان وكَانَ ملثّمًا بردَاءٍ لا يظهِرُ سوَى نصفَ وجهِهِ السّفلِي، حيثُ رسمَ ابتسامةً خبيثَة. كانَ جسدُه يختبِئ داخِلَ عباءَةٍ سودَاء طوِيلَة، لا يُرَى مِنهَا سِوَى نصفُ وجهِه.

«أنظرُوا مَن اقتحمَ مكَانِي المتَواضِع..ويلُومِينَا آغرس، لَم أركِ منذُ زَمن، ما الذّي جعلَ سموّ لأميرةِ تزورُنِي؟».

نظَرَت إليه أستل بتَوجّس فجمعَت بعضَ المَانَا للاحتِياط وحدّثَت نفسَها:«هَل ربّما أخطأ فِي ظنّي جدّتِي؟»

إحتدّت نظرَاتُ السّاحرِ ثمّ أردفَ بعدَ لحظَة:«مهلاً..أنتِ تشبهِينهَا قليلاً ولكِن لستِ هيَ أم أنّكِ مجرّدُ منتحِلَة؟ تأكدتُ بنفسِي أنّ أفرادَ عائلتِها معزُولونَ فِي الضفّةِ الأخرى فمَن تكونِين؟»

كانَت عيناهُ تحمِلانِ نظرةً مشؤومَة لشخصٍ مختل، لذا اختارَت تجاهُلَهُ وسيطرَت على غضبِهَا مجِيبَةً ببرُود:

- لا حاجَةَ لساحِرٌ مجنونٌ مِثلُكَ بمعرِفةَ مَن أكون، جلّ ما تحتاجُ معرِفتَه الآن هوَ أنّ موعِدَ موتِكَ اقتَرب!

ثمّ ركضَت نحوهُ بسرعةٍ وألقَت كرَةَ المَانَا لتَتسبّبَ فِي انفجارٍ قوِيّ ارتفَعَ دخانُهُ فِي الأفق.

«أُوه..كونِي حذرةً يا امرأة! كانَ ذلِكَ وشيكًا»خرَجَ مِن وسطِ الدّخانِ وعلى ثغرِهِ ابتسامَةٌ ساخِرَة، أزالَ الغبَارَ المترَاكِمَ على عباءَتِه، ثمّ مدّ ذراعيهِ فخرجَت مِن أكمَامِهِ خيوطٌ سودَاءُ كالظّلالِ هاجمتهَا بعنفٍ ترِيدُ تقييدَهَا وخنقَهَا.

تجنّبتِ الهجومَ وأردفَت باشمِئزاز:«كانَ لابدّ لِي أن أدرِكَ مِن رائحتِكَ النّتِنةِ أنّكَ بعتَ روحَكَ للشيطَان..حثالَةٌ متلُكَ لابدّ أن تموتَ ليتخلّصَ العَالمُ مِن شرّك!»

- هذَا كلامٌ كبيرٌ لساحرةٍ صغيرةٍ مِثلِك، فلتحاوِلِي قتلِي إن استطعتِ ذلِك.

كانَت نبرَتهُ كفيلةً بإذراكهَا أنّهُ ابتلعَ الطّعم، إشتدّتِ الهجمَات، وحاولَتِ الأيادِ السودَاءُ إمساكَهَا ولكنّهَا أحاطَت نفسهَا بحاجِزِ حمَايَة، والتّوتّر بادٍ عليهَا.

راقبَهَا السّاحِر باستمتَاع كمَا لو كَانَت فأرًا فِي مِصيَدَة، وفجأةً إبتسَمت لتزعزِعَ كامِلَ قناعتِهِ وتزرعَ بذورَ الشكّ فِي قلبِه.

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن