وكَانَت أحادِيثهُم أعمقَ مِن أن تقَال..
ثمّ جفّت العيُون واستحَال القِتال..~
الفَصل الثّامِن والثّلاثُون: المُؤامَرة.
داخِل المختبرِ الصّغِير على الطّاولةِ حيثُ تناثرَت عشرَاتُ القَانِانِي الزّجاجِيّةِ الفَارِغة إسستقرّت زجاجةٌ ممتلِئة واحِدَة، بداخِلهَا سائِلٌ فِضِيّ فرِيد.
خلعَت أستل القُفّازَات ورفعَت نظّاراتِهَا الزّجاجِيةُ ثمّ تأمّلت الجرعَة بسعادةٍ بالِغة.
«لَم يستغرِق الأمرُ وقتًا طوِيلاً عكسَ ما ظنَنت، يبدُو أنّ جمعَ المكوّناتِ كانَ أصعبَ جزء أو ربّمَا لأنّي صانِهةُ جرعاتٍ جيّدة؟
ضحِكت على سخافةِ تفاخرِهَا ثمّ جمعَت أغرَاضهَا داخِلَ الحقِيبةِ الجلدِيّةِ المهترِئةِ التّي عفَا عليهَا الزّمن.
ثمّ وضعَت يدهَا على بطنِهَا وابتسمَت قائِلةً بخفُوت:«ستكُونُ هديّةَ عيدِ ميلادٍ جيّدَة، ألا تعتقِدُ ذلكَ يا صغِيرِي؟»
وما هِي لحظَاتٌ حتى اختفَت داخِلَ الدائرةِ المنقوشةِ على الأرض.
فِي نفسِ الوَقت سارَت سيرَانِيتِي فِي الغابةِ بوتِيرةٍ أبطأ، كانَ الضغطُ الجوّيّ شدِيدًا لدرجةٍ منعتهَا منَ التّنفّسِ بشكلٍ صحِيح، وفجأةً ظهرَ ضبابٌ كثِيفُ حجبَ الرّؤيةَ وأخفَى سِيث الذّي كانَ خلفهَا.
إستدَارت حولهَا بارتباكٍ بحثًا عن أيّ أثرٍ ثمّ صرخَت:
- سِيث؟ .. هل مِن أحدٍ هنَا؟ مرحبًا مالذّي يحدُث؟
لكنّهَا لم تتلقّ أيّ اسجَابة، لذا قرّرت الهدُوء والتفكِيرَ بعمق، وفجأةً هاجمتهَا ذئَابٌ دموِيّة أكبرُ حجمًا بشكلٍ غيرِ اعتِيادِي.
- مالذٍي أتَى بهَا إلى هنَا؟
قفزَت متجنّبةً المخالبَ المصوّبةَ نحوهَا، وبعدَ دراسةِ سلسلةٍ مِن الهجمَاتِ أدركَت:«ربّمَا هذهِ بدايةُ المصيدَة وإلا فهيَ عقبةٌ لابدّ من اجتيَازِها».
ثمّ إبتسمَت بسخرِيةٍ وقالَت:«لسوءِ حظّكم لستُ مزهرِيَة، كمصّاصةِ دماءٍ أو بشريّة».
ثمّ استلّت سيفهَا وردّت الهجُوم، تساقطَت الذّئاب الميّتة أرضًا فازدَادت وتيرَة الهجُوم، شعرَت أنّ أعدادهَا ترتفِعُ كلّمَا قتلَت المزِيد وبدأت تشعرُ بالارهَاق.
أنت تقرأ
|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمر
Fantasyقديمًا .. كَانوا جزءً منهَا ولكنّهم لم يؤمنوا بوُجودِها يومًا .. ومنْذُ ذلِكَ الحِين صَارَت مُجرّدَ سُطورٍ مَنسِية .. غُبارُ نَعشٍ سَكَنتهُ الظِّلالْ .. دونَ أنْ تَعرفَ أنّ قَاطنهُ حَيّ فِي أَسمالِ ميّت .. قِيلَ أنّ اكْتمَالاً دمَويًا يَحدثُ كلّ ثلا...