|34|:the promise~ p2

677 50 4
                                    

إرتفَعت هالَةٌ قاتِمةٌ فِي الأرجَاء، كانَت نظرَاتُهُ البارِدةُ كفِيلةً بتجمِيدِ مَن تقِف أمامَه لكِن لم يرِفّ لهَا جفنٌ ، رمقَهَا بحّدة ثمّ أردَف:

- ليسَت لديكِ السّلطَةلعقدِ الصفقَاتِ معَ سيّدِ المكَانِ ياصغِيرَة.

«واثِقةٌ أنّ ما سَأقولُه سيرُوقُ لَك».

- لا تكُونِي بتلكَ الثقةِ لكَي لا يخِيبَ أملُك، لَن يؤثّرَ أيّ مِمّا ستقُولِينَ على قَرارِي.

ارتجَفَت رموشُهُ لوهلَةٍ وبرَزَت شرايِنهُ لغَضَب، ولكنّهُ سرعَانَ ما أعادَ تعابيرَهُ إلى ما كَانَت عليهِ وصاحَ بصوتٍ يجلِبُ الرهبَة:
بَعدَ أن مَاتَت، إختفتِ الألوانُ مِن حياتِي ولَم يعُد هنَاكَ شيء يمكِنهُ التّأثيرُ علَي!

إبتسَمت أستل سرّا بعدَ أن لعبَت على الوترِ الحسّايِ ثمّ أردَفت:«ماذَا لَو أخبَرتُكَ أنّ بإمكَانِي منحكَ فرصةً واحِدةً للقائِهَا؟»

إرتعشَت رمُوشهُ لوهلَة واستشاطَ غضبًا:
- هرَاء!
أتهزَئينَ بِي؟أنَا سيّدُ الموتِ لم أستطِع إعادتهَا فما الذّي تستطِيعُ حشرةٌ عاجِزةٌ مِثلَكِ فعلَه؟!

شعرَت أستل بالاستِياء لنعتِهِ إيّاها بالحشرَة، ولكنّهَا قررّت تجاهلَه وأردَفت:

«لا تفسّر كلامِي على هوَاك، قلتُ سأمنحُكَ فرصةَ لقاءِ روحهَا وليسَ أمّي سأعيدُهَا مِنَ المَوت».

- وكَيفَ تعتزِمينَ ذلِك؟إن كذبتِ فسأحبِسُ رُوحكِ فِي المنفَى وستبقَى جثّتكِ معلّقَة بينَ الحياةِ والمَوت.

إرتجَفت أستل عندَ التّفكِيرِ فِي كلامِه، لكنّهَا استجمَعت شجَاعتهَا بعدَ ذلِك وقالَت:

«لابدّ لِي مِن إثباتِ براءَةِ ساڤيرَا أولّاً ليكُونَ لديّ مبرّرٌ لنِدَائِها، ولكِن عليكَ أن تضمَن حمايتِي لأنّها المرّةُ الثّانيَةُ التّي أكسِرُ فيهَا القسمَ المحرّم وإلّا سيتوجّبُ عليّ التفاوُضُ معَ إيلفٍ ذِي سلالةِ دَم.

كشّرَ هادِيس وأرخَى قبضتَهُ المتكَوّرَةَ واستَدارَ عائِدًا إلى عَرشِه:
- إفعلِي ما ترِبدِين ولكِن إن تجرّأتِ على خدَاعِي سترَين.

إبتسَمَت أستل بهدُوءٍ وأردَفت:«لا تَقلَق، مازِلتُ أقدّرُ حياتِي، إذَن هَل أعتبِرُ أنّ صفقَتنَا ساريَة؟»

رفَع هادِيس إصبعَه فانطَلقَ مِنهُ شعاعٌ أزرَقٌ خافِت ترَكَ علامَةً خاصّةً عَلى جبِينِهَا غيرَ مرئِيّةٍ لِسوَاهَا وقَال:

«هَذِه علامَةُ المَوت، لَن يجرُأ أحدٌ علَى قتلِكِ وهِي موجُودَة عَلَى جسدِك، وبِقدرِ ما ستحمِيكِ ستكونُ لعنَةً تذكّركِ أنّ لديكِ سنتَينِ للوفَاءِ بوعدِك، إن لَم تنفّذِي جَنِبكِ مِن الاتّفاقِ ستعُودِينَ مِن تِلقاءِ نفسِك».

- قطعًا سأفِي بوعدِي فالسّحرَة يلتزِمونَ بالعهُود، أو علَى الأقلّ أنا.

طفَى شبحُ ابتِسامةٍ عاى شفتَيهِ وسرعانَ ما اختفَى، وأشارَ إلى الكلبِ الراقدِ بجوارِ العرشِ ففتحَ الرّأسُ الأوسطُ فكّه وسقطَت إحدى أنيابِه.

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن