من وجهة نظر الراوية:
كان كايلر يتمشى بالرواق بغضب بعد كل هذا الأرق وضوضاء كيت طوال الليل، صوت بكائها ونحيبها المزعج، هو لا يحتاج للنوم يومياً ولكن في حال أصابه التعب يجب ألا يصدر أي صوت بجانبه، كانت لديه رغبة كبيرة بأن يدمّرها، يحبس أنفاسها، ليس من الطبيعي أن تراوده الرغبة بسحقها بين ذراعيه، إنها مثيرة للشفقة، الشيء الوحيد الذي ينقذها هو مذاق دمائها.
"ماذا تريدين!" صاح عندما سمع صوت خطوات خلفه ما زاد من عصبيته، كانت الخادمة وتوقفت مكانها لتجيب باِحترام "سيد كايلر، وجدتك متفرغ لذا أردت إخبارك أن الصيّاد عثر على أشخاص جدد… إذا كانت كيت لا تكفي يمكنك حجز شخص آخر"
"إحجزي أي فتاة أخرى، من الخسارة أن أقتل كيت بسرعة"
***★****★***
من وجهة نظر كيت:
مر يومين آخرين علي وأنا في الجحيم أفقد الدماء وأغيب عن الوعي، لقد قضم جلدي مرتين بوحشية وآثار عضاته مؤلمة جداً، دائماً يبتسم بتلذذ عندما أفقد قدرتي على الحركة ثم يلعق الدماء التي لطخت وجهه باِستمتاع مثل شخص تناول المخدرات، لكن في الأمس حصل أمر غامض، دموع دموية سقطت من عينيه وكان هو يمسحها بعنف ويتمتم باِنزعاج "ما هذا!"
حدث هذا أمام عيني قبل أن يغمى علي وكم تمنيت أن يكون مريض وأنه قريب من الموت، أجل هذا ما وصلت إليه، أتمنى الموت لشخص ما ولن أتردد لو حصلت على فرصة لقلته بيدي.
كله بسببه… لطالما كنت أستيقظ على صوت المنبه وأذهب للجامعة، الصباح لم يكن مليء بالألم يوماً، لماذا انقلب كل شيء فجأة…
كنت أمام مرآة الحمام أتحقق من الجرح الذي في رقبتي، كان في حالة سيئة، ثقوب أنيابه ماتزال تؤلم كأنه لم يقتلعها من جلدي بعد، كانت تلك المنطقة متورمة بشكل سيئ ولا أعتقد أنها ستُشفى في وقت قريب.
علي أن أعتاد على هذا، أن أكون صندوق الغداء خاصته إلى أن أعثر على مهرب من هنا.
بعد أن استحممت وسرحت شعري، كنت أملك الوقت والطاقة للبحث في الغرفة عن أي شيء مفيد، حدقت من خلال أسوار نافذتي للخارج لأدرك أني بعيدة عن الأرض، كان تقريباً الطابق الثاني، كانت غابة موحِشة ذات أشجار طويلة وبُحيرة ليس لها نهاية.
لم تحتوي الخزائن والأدراج على أي شيء حاد، أُصِبت بالإحباط وجلست أرضاً أحاول التفكير لكن شخص ما فتح الباب، كانت إمرأة شاحبة ترتدي نفس الفستان الأسود، جميع النساء هنا وجوههم جادّة قريبة للغضب ولديهم نفس الملابس والتسريحة، هذا يعني بلا شك أنهن خادمات.
تحدثت إلي بنبرة آمرة "سأدعكِ تخرجين من هذه الغرفة ولن أُخبِر السيد كايلر، بالمقابل عليكِ مساعدتنا في بعض الأعمال المنزلية"