كنت خائفة وأتطلع من النافذة وأنا أتمنى في خاطري ألا يتأذى أحد.
الوضع ازداد غرابة عندما اختفى الجميع، حتى أصواتهم لم أعد أسمعها، فجأة صدح صراخهم من مكان بعيد في الغابة، كنت أرى اهتزاز الأشجار هناك وهروب الطيور منها، ابتعدت عن النافذة بخوف وأقفلتها سريعاً، لا أريد أن يحصل علي كايلر مجدداً.
جفلت عندما سمعت صوت تحطم من الطابق السفلي وخطوات جنونية سريعة تقترب من حجرتي، فجأة تحطم الباب بضربة واحدة لأبتعد للخلف وألتصق بالجدار، كايلر كان يقف في المدخل وكانت وجنتيه ملطختان بالدماء "كيت" قال بنبرة مخنوقة ثم تقدم نحوي.
لم أعرف أين أهرب بعد حتى أتخلص منه، لكنه فجأة عانقني، توقفت للحظة عن التنفس واتسعت عيني، دفعته عني سرعانما استعدت استيعابي لكنه لم يتأثر بل همس من فوقي "أنا آسف… فقط دعيني أخرجك من هنا"
"لا أريدك، أتركني!"
"هذا ليس الوقت المناسب كيت، هؤلاء يحاولون قتلك!"
"ألم تحاول قتلي أيضاً!" صحت به وكززت على أسناني.
صمت وهو ينظر في وجهي فشاهدت سهم يخترق ظهره ويخرج من بطنه لأبتعد للخلف بذعر، خرجت أنفاس متألمة من جوفه ووضع كلتا يديه على بطنه ثم استدار، كان مارتن يحمل نشّاب ويبتسم "آسف، ولكن هذا ما تستحقه"
"أخبرتك أني سأدمّرك إذا رأيتك مع كيت مجدداً" بسرعة غير معقولة هاجمه بيديه واندفع كل منهما خارج الغرفة لأسمع صوت تحطم قوي، اختفت أصواتهم فجأة لأركض وراءهم وأتمسك بدراب الدرج، شاهدت مارتن ممدد في الطابق السفلي وقد تكسرت الأرض تحته وكان كايلر ينهض من فوقه، كانت دماء مارتن تنتشر فوق أرضية الخشب.
ابتعدت للخلف بذعر وعيوني متسعة، لقد قتله! دفعه من الحافة ولم يملك في تعابيره أي ندم أو رحمة. سمعت خطوات كايلر وهو يصعد السلالم فركضت بأقصى سرعتي إلى الغرفة، لم أملك أي حل آخر، فتحت النافذة ورميت بقدمي للخارج، يجب أن أتسلق نحو الأسفل، لن يكون الأمر صعب بوجود الكثير من الشقوق في الجدران.
كايلر ظهر في مدخل الغرفة فجأة وصرخ "لا!"
أفزعني ظهوره المفاجئ وانزلقت يدي، سقطت من هناك دون إرادتي، كنت أهوي وتذكرت لحظة سقوطي في البحيرة، هو لن يتركني أموت بلا شك، أنا أعرف أنها ليست نهايتي، أعرف أنه سوف ينقذني مجدداً… لكن الموت يعني لي البقاء معه.
أمسكني قبل أن أصل إلى الأرض، وهبط على ركبتيه، فتحت عيني ورأيت وجهه الملطخ بالدماء أمامي "توقفي عن الهرب مني!" قال بسخط لكني لن أخاف منه بعد الآن، السهم مايزال بارز من بطنه فأمسكت به وسحبته للخارج لعله يفلتني وأحصل على فرصة ثانية للهرب لكنه شد ذراعيه حولي أكثر وكز على أسنانه ليكتم تألّمه.
"شكراً احتجت لأن يفعلها لي شخص ما، سوف يلتئم الجرح خلال ثوانٍ الآن"
"دعني وشأني! أنت قاتل!"