في هذا النهار الغائم، استطاع القضاة أن يتدبروا مكان نائي لأجلهما، كان مبنى في أطراف غابة بعيدة، حُبِس كايلر وكيت بغرفة واحدة، جدرانها زجاجية حيث الآخرين يراقبونهما من الخارج بتركيز، كانت الغرفة منيعة وضد الكسر ويتم التحكم بها عن طريق جهاز. لقد قاموا بصنع خدش على رقبة كيت وفي إصبعها، وهي الآن تحاول أن تتعامل مع الأمر بشكل طبيعي.
تنهدت ونظرت حولها، الغرفة فارغة لذا لم تجد خيار آخر وجلست أرضاً قائلة "ليتنا جلبنا معنا لعبة ورق أو شيء كهذا"
"آسف لإقحامك بكل هذا" تحدث وجلس مقابل لها "لا أستطيع الاِقتراب أكثر وإلا سيعتقدون أني أهاجمك"
"لا يهم، أنا أصدقك"
ابتسم لها باِمتنان "إصبري لنصف ساعة، سوف نخرج قريباً..."
كان الاِنتظار هنا تحت المراقبة يجعله يشعر بسخافة الفكرة شيء فشيء ويصيبه بالملل، هو يشم رائحة دمائها ولديه شهية كبيرة عليه لكنه لن يسمح لنفسه أن يؤذيها مجدداً، هو مستعد على العض على يده في حال فقد السيطرة، لكنه واثق أنه لن يحتاج لفعل هذا يوماً. هو لا يريد رؤية وجهها الذي يملؤه البغض بل يريد إسعادها.
كان يلاحظ الملل في وجهها ليبتسم ويهمس لها بنبرة مشاكسة "أتعرفين ما هو أول شيء سوف أفعله عندما نخرج بسلام؟ في البداية سأعانقك، وأحصي عدد قبلاتي"
اتسعت عينيها وعاودت الهمس بإحراج "كايلر نحن لسنا وحدنا!"
"أنتِ تعرفين أن لدي عادة سيئة، لن أكف عن جعل خدودك حمراء أبداً"
"على الأقل لا تفعل ذلك هنا!"
رفع كتفيه بلا مبالاة "من يهتم، هم يرغبون برؤية نوعية علاقتنا، يعتقدون أني مدمن لدمائك، لكني فقط أحبك"
قامت كيت بتهوية نفسها بيدها لتهمس بإحراج "آمل أن ننهي هذا بسرعة، بدأت تأخذ راحتك"
"ولمَ لا، يجب أن أستغل كل الفرص"
الأشخاص من خلف الزجاج كانوا يضغطون على رؤسهم أو ينظرون بعيداً أو يغلقون آذانهم، تنهد أحدهم وأشار إليهما "إنهما يسخران منا بلا شك، هذا الرجل لم تتوهج عينيه حتى! كيف يمكن ذلك!"
رغم أن الزجاج يعزل صوته، كايلر كان يستطيع سماعه فقوة حواسه لا تعتمد على شربه للدماء، ابتسم بجانبية وهمس لها "حمقى أليس كذلك؟"
أومأت بسخرية رغم أنها لم تسمعهم لكنها تدرك غباء الفكرة.
في تلك اللحظة تذكرت صديقتها، ماتزال بخطر حتى لو كان ليون وتيد يحمونها "أعرف أننا نتسلى الآن وأعرف أن هناك من يحرس ماتيلدا ولكن... هل ستكون بخير حقاً؟""بالتأكيد، هم يحمونها"
"هل نستطيع الذهاب إليها عندما نخرج؟"
"رغم أن رجل مجنون يقف خارج بيتها؟"
"توقف عن القلق مارتن لن يؤذيني، هو فقط يريد إيذائها هي..."