"تباً" همست بإرهاق سرعانما فتحت عيني وحاولت الجلوس، كانت لدي تشنجات لا تبشر بالخير، ابتلعت ريقي عندما تأكدت أن القمر الدموي اكتمل اليوم.
نهضت وحاولت التصرف بشكل طبيعي رغم الألم. كنت منزعجة لأنه هذا ما يحصل في العادة، في الوقت غير المناسب.
وقفت أمام المرآة وزفرت أنفاسي، من الضروري ألا يكتشف كايلر الأمر، صفعت جبهتي عندما تذكرت أنه مصاص دماء وربما هو يعرف الآن، لماذا يبدو كل شيء غير مريح اليوم!
قررت الخروج من غرفتي وإعداد شيء ساخن، فتحت الباب ووجدت كايلر أمامي وقبضته في الهواء كما لو كان سيطرق على الباب، ابتلعت ريقي بتوتر وحاولت العبور من جانبه لكنه قبض على ذراعي وأوقفني.
أستطيع رؤية عيونه تتوهج، كان يحمل نظرة غريبة وأنا أحاول نزع يده.
"لماذا تتهربين مني؟ هل مازلتِ غاضبة بشأن الأمس" تحدث بشكّ.
تجعدت ملامحي بسبب التشنج وقلت متجنبة النظر في وجهه "أنا فقط أريد الذهاب للمطبخ"
"رائحتك… جميلة" همس فجأة بذهول وقرب رأسه إلى رقبتي أكثر كأنه منوم مغناطيسياً، قاطعت أحلامه عندما تراجعت للخلف باِنزعاج لأتمتم "بئساً"
اتسعت عينيه للحظات وهو يرمش، تراجع للخلف بعدما أدرك الأمر واستطرد بتلعثم "هل هو…؟ أتشعرين بأي ألم؟"
احمرّت وجنتي ولكن إخفاء هذا بوجوده صعب جداً، هو يشم رائحة الدماء، لقد اكتشف الأمر لذا أجبته باِستسلام بعدما أرخيت كتفيّ "أجل…"
تنحنح ليضع يد على كتفي "لا بأس كيت، تعالي"
سحبني معه برفق وأنا لم أعاند، دفعني بخفة لأجلس على الأريكة ثم غادر مجدداً، عقدت حاجبي ونظرت إلى المسار الذي غادر منه لأجده قد عاد وفي يده بطانية، وضعها علي ثم قبّل رأسي وغادر إلى المطبخ، شددت الغطاء على نفسي وتنهدت، إنه يتصرف مثل الأمهات الآن، الأمر ليس سيء لهذه الدرجة فكانت مجرد تشنجات ولكني أحببت الوضع وأنا متكاسلة هكذا.
قام بغلي الشاي بالأعشاب لأجلي ووضع الكوب بين يدي ثم وقف أمامي كما لو أنه يطمئن على الوضع.
نفخت على الكوب لأستطرد "كيف تعرف كل هذه الأشياء"
ابتسم بفخر "ربما نسيتِ أني قمت بتربية فتاة نصف بشرية حتى صارت في الثامن عشر"
"غريس… تباً إذاً أنت تعرف كل شيء!؟"
رفع كتفيه "ليس تماماً، الجيد بالأمر أني أعرف كيف أعتني بكِ الآن" ابتسم لي في آخر جملة ثم غادر.
ارتشفت من الكوب بصمت وأنا أحاول ألا أفقد أعصابي، كل شيء مزعج، هو مزعج، حتى عندما يكون مثل قطعة الفاكهة التي تظهر لك في الكعك، تصدمك بمذاقها المفاجئ ولكنها ماتزال لذيذة.