١٥

1.7K 160 76
                                    

صعدنا القطار السريع، مشينا بين مقاعد الركاب ومن بين الجميع وقعت عيني على عيون حمراء غير كايلر على متن هذا المركبة، كان رجل أشقر شاحب ويقرأ الجريدة، نظر إلي بخطفة عين وكانت ابتسامة صغيرة تظهر على زاوية شفاهه، كايلر لم يعره انتباه وتخطيناه لنصل إلى مقاعدنا.

كايلر هو من حجز أماكننا، في مقاعد رباعية رغم أننا شخصان فقط، ولكن لسبب ما جلست بجانبه، كنت أراقب الخارج من النافذة، نحن نقترب من ماتيلدا أكثر وأكثر، أدعو أن تكون بخير وأن خاطفها كانت فيه بعض الرحمة مثل كايلر. مثل كايلر!؟

أدركت للتو أنه كان فعلاً يحاول أن يجعل الأمر أقلّ إيلاماً قدر المستطاع عندما اختطفني، أدرت رأسي إليه بعفوية، إنه الآن هنا ويحاول إصلاح خطأه، ابتسم لي وحرك شفاهه "هل تجدين مكانكِ جيد؟"

أبعدت تلك الفكرة من رأسي كما أبعدت أنظاري عنه "أجل… لا تقلق" بدأ كايلر يعديني، يتفشى بداخلي، أنا ضعيفة أمام كل هذا… أنا ضعيفة حتى لو أراد قتلي يوماً، أصنع له الأعذار بمجرد أن يعاملني بشكل جيد، لماذا علي أن أكون هكذا؟

عضضت شفاهي السفلية بندم لأستطرد "أحتاج الحمام" نهضت بسرعة وابتعدت عنه، مجدداً مشيت بين الركاب ثم وصلت هناك وأقفلت الباب، لم تكن هنالك مرآة هنا، لكني مازلت أستطيع رؤية انعكاسي المثير للشفقة على صنبور المياه، انعكاس ملتوي تماما مثل قراراتي وأفكاري، بدأت أفقد عزيمتي على الانتقام أمام حُبه لي، لست أفهم أين وِجهتي بعد الآن…

غسلت وجهي حتى أزيل تلك الأفكار بمحاولة فاشلة وأستمتع برحلتي، رحلتي هذه سوف توصلني إلى صديقتي ولكن… هل حقاً سأتمكن من إبعاد كايلر بعد الحصول على مرادي؟

عدت أدراجي إلى مقعدي لكني شاهدت من بعيد ذلك الرجل الآخر، مصاص الدماء الذي لاحظته فورما صعدنا، كان أمام كايلر هذه المرة ويتحدث إليه، كان وجهه يبدو في قمة الجدية.

اقتربت بريبة ولم أسمع سوا حافة كلام كايلر "أعتقد أنك تستعمل قدرتك في المكان الغير مناسب"

سرعانما جلست في مكاني، كايلر وضع ذراعه حولي وشدني نحوه "هذه كيت، حُب حياتي"

تجمعت الدماء في خدودي وشعرت بالحرارة ترتفع في بدني، الرجل ابتسم لي "تشرفت بمعرفتك آنسة كيت، آمل أن نلتقي مجدداً يوماً ما" نهض من مكانه وحادث كايلر "أراك في الجوار"

هو لم يعرفني عن نفسه وهذا فظ بالنسبة لي، كايلر دفن نصف وجهه في شعري واستنشقه بقوة لتسير رعشة بداخلي وأبتعد عنه بسرعة "ماذا تفعل!"

"أستمتع باللحظة" همس بخفوت.

"توقف نحن لسنا وحدنا هنا! ثم من يكون هذا وماذا يريد؟"

ابتسم ولم يجب عن السؤال الحقيقي "توقفي كيت، ألم يحن الوقت لأن تعتبرينا حبيبان"

ابتلعت ريقي بتوتر "لا، نحن لم نعترف لبعضنا بشكل لائق حتى"

|| مفتون ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن