التخطيط مع تيد لم يكن سيء لتلك الدرجة، كنا في البداية في منزلي، جلسنا في غرفة المعيشة، كنت أريه بعض الإحداثيات والخرائط التي عبرت خلالها عن طريق حاسوبي المحمول حتى يتخيل الطريق بشكل أفضل ولا ينتهي بنا الأمر في المكان الخطأ.
كان يبدو طبيعي عكس ما تقول الشائعات، حتى أنه يتصرف بلباقة وهذا ما دفع فصولي للحد الأقصى وجعلني أسأله فجأة بعدما توقفت عن النقر على لوحة المفاتيح "ما الذي قد يدفع ثلاث نساء بثلاث شخصيات مختلفة أن ترفضنك؟"
نظر إلي بشكّ بعيون نصف مفتوحة "أتحاولين التنمر علي؟"
حركت رأسي وابتسمت بإحراج "لا أبداً، اجتاحني الفضول فقط"
همهم بملل "لست أدري، جميعهم قالوا أني ملعون..."
"ملعون؟ ماذا يعني هذا؟"
"لقد... أنتِ تعرفين نحن نعشق مرة واحدة فقط... وأنا عشقت فتاة ولكنها ضاعت مني... لم أعثر عليها، وما يقصدونه باللعنة هو حبي الضائع"
تنهدت وابتسمت له كمواساة "لا بأس تيد، سوف تعثر عليها لو كنت تستحقها"
حرك رأسه برفض "دعكِ مني الآن، نحن نبحث عن كايلر، هل أنتِ متأكدة أنه سوف يسعد للقائك؟ ربما هو يحاول رفضك كما رفضتني الأخريات"
"أنت لا تعرف شيء يا تيد، وحتى لو كان كلامك صحيح سوف أحاول" تابعت النقر على لوحة مفاتيحي، كنت أبحث عن موقع ذلك القصر، لكن ليس له أثر على الخريطة.
"غريب أمرك، فتاة غيرك ستقول أنه هو من عليه أن يحاول لأجلك"
"لقد حاول لأجلي بما فيه الكفاية... فتاة غيري لم تقابل شخص مثل كايلر، هو يستحق العناء"
رفع كتفيه "كما تقولين، ولكن أتعرفين ما الجيد بالأمر؟"
حركت رأسي برفض ليجيب بسخرية "كلاكما وغدان وحطمتما قلبي بعضكما، ولهذا أنتما تليقان ببعضكما جيداً"
زممت شفاهي فقد أحرجني بقوة "... تباً لك، ولكن أنت محق"
"هل لديكِ مكان آخر لتريني إياه؟"
"أجل آخر مكان، القلعة، لست واثقة إن كنت سأجدها أساساً فقد كانت معزولة تماماً عن الناس وكنت نائمة أغلب الوقت خلال الرحلة"
رفع رأسه بتفهم "اه القلعة! أعرفها، كايلر يقيم فيها حفلة يوم ميلاده كل عشر سنوات"
"تعرفها! لماذا لم تقل لي من البداية!؟"
"لست أدري لم تخطر في بالي!"
"إذا دعنا نبدأ من هناك، ربما أسأل الخدم في حال لم يكن موجود"
"فكرة سليمة، الآن إسمحي لي" قال وقرّب ذراعيه نحوي ما جعلني أعقد حاجبي باِستغراب "أسمح لك؟"
"أجل يجب أن أحملك وأمسكك جيداً وإلا لن أقدر على أخذك معي"
"تباً لم أفكر بذلك" تمتمت باِنزعاج.
