اليوم سنغادر، ليس لدي شيء آخذه معي بالأساس لذا ذهبت فقط إلى الخارج حيث خاطفي يحاول الحصول على وسيلة توصلنا للمدينة. كانت سيارة غريبة مركونة خارج الحديقة هناك بالفعل، كايلر كان يتحدث مع السائق بموضوع جدي، بعد اقترابي منهما لاحظت أنه لا يملك عيون حمراء، ربما يكون الشخص الذي يعتني بالخيول في غيابه.
في النهاية تصافحا والرجل سلمه المفتاح ودخل المرج، لاحظ وقوفي وأحنى لي رأسه كتحية، رأيته وهو يبتعد وكانت فقط تلك الفكرة تدور برأسي، أطلبي المساعدة، أهربي.
رميت تلك الأفكار بعيداً وحكيت لنفسي، هذا لأجل ماتيلدا ثم اقتربت إلى كايلر، يبدو بمزاج جيد كالعادة، ابتسم لي وسألني ما إذا كنت مستعدة، لست أفهم لماذا يسأل أساساً….
سحبني معه برفق، صعدت بحانبه، أدار كايلر المفتاح ليكسر صوت المحرّك هذا الهدوء، راقبت المرج من النافذة الجانبية، كان يبتعد ويختفي مثل أحلامي الجميلة التي كان يفترض بي أن أكون في طريقي لتحقيقها، كان من المفترض أن أبقى هناك ليلة واحدة أو اثنين ثم أرجع إلي البيت، لكن الخطط تغيرت، صوت كايلر أيقظني من حلمي "هل أنتِ بخير؟"
"أجل…" قلت وأرجعت نظري إلى هناك، لكن البيت كان قد اختفى، تنهدت وقررت النظر في الجانب الآخر حيث كايلر، لن أقارنه بالكابوس، بل الشخص الوحيد الذي قد يفيدني لأجد صديقتي، لكني مازلت لا أستطيع تقبله، حتى عضّاته لم تشفى من رقبتي بعد.
حركت شفاهي بملل "أنا لم أسألك بعد، أين نحن ذاهبون؟ أعني أي مدينة هذه؟"
"إلى المدينة إكسواي، إنها قريبة لجامعتك بالإضافة إلى أني أملك منزل صغير هناك"
"ألا أستطيع الذهاب إلى شقتي فقط"
"تلك ليست مشكلة… يمكنك ذلك إذا أردتِ…"
أستطيع استشعار ذلك الأمل الضئيل في صوته، أمل أن أرفض الإبتعاد عنه، رغم أنه يحاول إخفائه، حركت رأسي لأجيب بخفوت "لا… هذه فكرة سيئة، سأبقى معك"
"قرار سليم" قال بتبسم لأشيح بأنظاري بعيداً، إنه خانِق، الشيء الوحيد الذي يشفع له الآن هو أنه لا يؤذيني ويحاول جاهداً لإصلاح الأمور.
"الطريق طويل، لذا يجب أن تخبريني عندما تشعرين بالجوع أو أي شيء"
"لا تقلق" أجبته ثم أعدت أنظاري إلى الطريق، كان الوقت يمر أبطأ مما ينبغي وكل منا صامت، تعبت عيوني من التحديق في الخارج لذا أغلقتهما، ليست لدي الطاقة الكافية لأتحمل رفقته في مكان ضيق كهذا أكثر بعد لذا سأهرب إلى النوم.
فتحت عيني مجدداً على صوت إغلاق باب السيارة، لم أعرف كم من الوقت قد مر وأنا نائمة، كان كايلر قد وضع بضعة أكياس في المقاعد الخلفية وغادر مجدداً، كنا قد توقفنا أمام محطة الغاز ويبدو أنه ابتاع بعض الأشياء.