٣

2.6K 216 102
                                    

الجامعة، مجرد مكان للتعلّم بشكل يُنهك العقل بالنسبة لبعض الناس والبعض الآخر يراه أفضل مكان لممارسة كرهه على زملائه تماماً مثل غريس التي تجلس على الطاولة التي أمامنا مباشرة مع صديقاتها الثلاثة في المقصف وتتحدث عنا بشكل سيء ومبالغ به.

كانت تتحدث عن الجرح في رقبتي وتتهمني بأني حاولت الإنتحار أو أني فعلت شيء منحرف، وحتى تزيد استفزازنا كانت تقول كل شيء بصوت عالٍ حتى تجذب أكبر قدر ممكن من الانتباه، ما حدث بعدها أن ماتيلدا فقدت سيطرتها وهاجمتها وبالكاد تمكنت من تفريقهما، هكذا تدمر يومي الجامعي وأخذت صديقتي لنخرج من هناك.

كنت أمشي بسرعة في طريقي إلى المنزل وكنت في قمة غضبي ممسكة بذراع ماتيدا بقوة وأنا أجرّها خلفي، لكني سمعت صوت غريب منها فتوقفت والتفتُّ إليها لأجدها تنفجر ضاحكة وصاحت "يا للهول لقد مسحتُ بها الأرض! لن تجرؤ على النظر بوجوهنا بعد الآن!"

طقطقت بلساني محاولة ألا آخذ عدوى الضحك لكن شكلها السعيد بعد تلك المهزلة التي فعلناها أمر مجنون حقاً فصاحت مجدداً "كيت، كان عليكِ رؤية وجهها فجأة صارت حمراء وزرقاء وخضراء من الصدمة مثل السحلية!!"

فجأة انخفضت حماسة ماتيلدا وأشارت بعينيها خلفي هامسة "الأفعى تلحقنا"

قلت بسخافة "أوه يا للهول ربما أخبرت الجميع أننا سننتحر حتى تضلل التحقيق عندما تقتلنا! يا غبية نحن نعيش بنفس الحي مِن الطبيعي أن نلتقي في الطرقات"

تلفظت ماتيلدا بغيظ "أيتها الغبية ركزي وحركي خلايا دماغك النائمة! عادة ما ترجع للبيت بسيارتها لكنها الآن تمشي مسرعة خلفنا"

استغربت حقاً الآن وألقيت على غريس نظرة لتشير إلينا بيدها كأنها تريد التحدث وماتيلدا همست "لنرى ماذا ستقول لكن إذا شاهدتِها أخرجت شيء من جيبها أركليها بسرعة حتى نهرب"

توقفنا على ذلك الرصيف مُقابل بعضنا ننتظر هذه الفتاة لتتحدث والسيارات تعبر من جوارنا، كل ما كانت تفعله هو الهرب بعينيها يميناً ويساراً إلى أن قطعت ماتيلدا الهدوء بنبرة جدية "كيف حال كلابك؟"

لم أستغرب سؤال كهذا فهذه ماتيلدا، غريس تملك ثلاث كلاب ولديهم علاقة رائعة مع توبي، ومباشرة سلّطت عينيها بعيون صديقتي لتجيب بلا تعابير "إنهم بخير..."

صمت ثقيل خيم من جديد، إلى أن نطقت غريس "ما حدث بالجامعة كان خطأي... أنا آسفة"

الصدمة أوشكت على جعل شعري يقف وتبادلت النظرات مع ماتيلدا فقالت مجدداً "لقد كانت وقاحة مني لم أعلم أنكِ تعرضتِ لحادث كهذا سامحيني..."

حركت رأسي بتساؤل "الحادث؟ مَن أخبركِ بهذا؟"

"كايلر قريبي هو مَن أسعفك ذلك النهار وأخبرني بذلك لكن لم يخطر لي أبداً أن كيت التي أسعفها هي نفسها أنتِ... على كل حال آمل ألا يستمر هذا الخلاف بيننا"

|| مفتون ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن