٨

2K 172 43
                                    

مر يوم آخر مليء بالملل، كان باب غرفتي مفتوح طوال الوقت، خرجت وتنزهت أمام أنظار الخدم الذين لم يتحدثوا إلي أبداً، كل شيء يثير دهشتي، لم يكن كايلر هنا... مازلت أتذكر تصرفاته من الأمس، أقسم أني شعرت بشفاهه الباردة تقبلني عندما كنت نائمة، إنه واقع بحبي بلا شك، ولكن فات الأوان…

تناولت طعامي الذي تغير طعمه بعض الشيء، لم أفهم ما هو المميز بهذا اليوم ولكن كل شيء يبدو مختلف، أعتقد أن كل هذا إشارة على أنه الوقت المناسب للهرب.

بعد غروب الشمس، كنت أنتظر نوم الجميع بفارغ الصبر، كنت أتجسس عليهم من حين لآخر لأن بابي مفتوح، مللت من الأمر وجلست في سريري، أكاد أفقد صبري، نهضت باِتجاه الباب، أردت التحقق من الخارج مجدداً لكنه فُتِح فجأة.

ابتلعت ريقي بصعوبة عندما رأيت كايلر في مدخل غرفتي، أغلق الباب خلفه وتقدم إلي بخطوات بطيئة، وقف أمامي مباشرة كان يبدو خامد، رأسه منخفض ولا يتحرك.
لست أفهم، في العادة يكون سعيد قبل حصوله على وجبته.

"لا أستطيع التوقف بعد الآن…" همس بخفوت ما جعلني أعقد حاجبيّ بتساؤل "ماذا؟"

رفع رأسه إلي ليستطرد "لقد علقت يا كيت… ماذا أفعل بعد؟"

"ما الذي تتحدث عنه؟"

"ماذا تفعلين عندما تفقدين السيطرة؟"

"أنت تسأل الشخص الخطأ، إن كنت هنا لأجل الدماء مجدداً فقط خذه وغادر بسرعة" قلت باِنزعاج لكنه لم يجبني بل بقي ساكناً يمعن النظر بي، تأففت باِنزعاج واستدرت بهدف العودة لسريري، لكنه قبض علي فجأة، وضع ذراعيه حولي بعنف ليدفن رأسه بعنقي.

خفق قلبي بقوة وأغمضت عيني حتى أتخطى ما سيحدث لاحقاً، كززت على أسناني وشددت قبضتي بقوة، لمست شفاهه جلدي لكنه لم يعضني، كانت قبلة طويلة، فتحت عيني بصدمة لتتبعها قبلات أكثر، كان يستهدف جروحي بشفاهه الباردة، تلك التصرفات زادت الخوف سوءً، أعتقد أنه لن يأخذ دمائي وحسب بعد الآن… بل سيأخذ كرامتي وإنسانيتي….

"توقف!" تمتمت باِرتجاف وكان جسدي يرتعش بالفعل وقد تجمعت الدموع داخل عيني "أرجوك…"

همس من فوقي "بل أنتِ توقفي… توقفي عن الخوف مني…"

لم أستطع إجابته، كان كل ما يُسمع هو صوت أنفاسي المضطربة، تنهد فوق بشرتي وهمس "أنا آسف… لقد تخطيت حدودي"

حررني أخيراً لأتراجع عنه بضع خطوات، كانت عيوني متسعة وأتنفس بسرعة وأنا أنظر إليه بخوف، لم أستطع ألا أخاف، لم ينظر في عيني عندما تحدث "سوف أغادر إلى المدينة الآن… هل تحتاجين شيء من هناك؟"

لم أعرف إن كان يمزح، لكنه كان يقف هناك لوقت طويل منتظراً إجابتي، حركت رأسي برفض وأنا أبتلع ريقي بصعوبة ليومئ بعينيه "ترقبي عودتي، سأحضر شيء لك"

|| مفتون ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن