الفصل التاسع : باسل البيداء الخالية

48 3 29
                                    

بيدين مخضبة بالدماء صارعت اخر رغبة من رغبات قلبها نحوه... هي الآن حرة طليقة
فقد انتزعت نابضها بشراهة من بين أضلعها حتى نزفت قطرا حارقا،
تاركة إياه خلفها في جحيم لم ينجوا منه أحد

ڤيمي

• • •

العازر ....

وقف ينتظر أي رد فعل منها... و هي غافلة عن شرارة الشغف التي انعكست بعيني العازر ،

شريط حياتها السابقة مر مرور الكرام بين عينيها ، و وجوه كثيرة من الماضي الأليم هبت فجأة تعانق ثنايا ذاكرتها ، تحيي الألم و تضرم شرارة الإنتقام بروحها ،
جسدها الهزيل لم يتحمل كل الضغط الذي مورس عليه فسقطت مغشيا عليها بين أحضان العازر الذي لمح ترنح جسدها و انتفاضه الرافض إثر هجوم الذكريات المريرة فجأة ،

سقطت مستسلمة للظلام الذي ولدت منه... كان نهيارا بعد صمود دام اكثر من نصف يوم ،
جسد صوفيا الهزيل لم يتحمل قواها و تلك التعويذة اللعينة
زادت الطينة بلة ...

الأرض من حولها تدور ، و صوت النداء, نداء العازر باسمها يتبدد بمسامعها كأنها ببركة وحل لا تكاد ترى منها سوى الضباب الذي هاجم عينيها و اعمى بصيرتها ،

وجه العازر أقبل مطلعا عليها بخوف و ريبة ، رأته فتبسمت له و رغبة اجتاحتها في حضن وجنته بكفها ، تمثل لها بمهجة قلبها ،
ظنته هو فنادت في آخر كلمات لها « آنوس» ثم أغمضت عينيها متعبة، حزينة ، كطير مجروح مذ الأمد صارع حتى النهاية و انهار بالرغم من قوته....

بالجناح الخاص بـ رفائيل,

في كنبة خمرية تجاور المكتبة الرئيسية للجناج ،
يتوسطها جسد هزيل ، فستان النوم الابيض المتسخة أطرافه ،
و شعرها المجعد المتناثر حولها ،

غارقة في نوم عميق... لعلها تسترجع شيئا مما فقدته خلال هاته الأيام السابقة ،
إنه اليوم الثاني على التوالي ، و دون أن تستيقظ او حتى تبدي رد فعل على ما يدور حولها ،
جسدها ساكن سكون الليل ، و لم تتحرك كثيرا ،
طوال هذه المدة الوجيزة كان يرافقها العازر دون كلل او ملل ،
يحسب نفسه من مقام والده... ضرغام ،

لكنه ليس بحسبانه أن التي أمامه تتصارع مع ذاتها ،
فهي لم تعد نيرفانا التي لطالما سمع قصص مذهلة عنها و
التي كانت إحدى أمنياته أن يجدها في هذا العالم و يخدمها كما فعل والده.

العازر لم يكن يعرف بوجود صوفيا ، و هذا ما أخفاه عنه رفائيل مخيفة أن لا يصدق كلامه و يغدر به فيقتلها ظنا منه أنها خدعة جديدة من خدعه المعتادة.

SILENT NIGHT: THE RETURNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن