الفصل العاشر : سيد العرش و باسل البيداء

58 4 32
                                    

خذني بين ذراعيك كأنك ترياق
ترياق سقم نخر جثماني،

انتشل رمادي و خبئني بين ثناياك
لتقوم ثورتي من بين يديك
و تضرم شرارة سخطك جناحي

أطلق سراح أسيرة مهجتك
و دعها ترفرف بعيدا إلى أقاصي السماء
فذا هو موطنها و عادت إليه....

ڤيمي

[قرية الغابة السوداء .... ألمانيا ]


وسط الغابة ، و بين وحوشها الضارية ،
توقف ذلك العالم الذي بات مسحورا و مملوكا لسيده المريب ،
توقف أمام تمثال ضخم أريب ،
قطعة صخرية صلبة كالفولاذ نحتت عليها رموز
و توسطتها منحوتة عينين ،
كعيني الصقر الجارح تشابههما ،
و في حدتهما أخذت الشبه الأكبر ،

إنحنى - آليكس- راكعا أمام التمثال ،
و شرع يسرد تفاصيل ما كان يبحث عنه

« العفو و الغفران منك ،
تأخري لم يكن معتمدا و إنما وددت أن أعود و معي كل ما يريد سيدي معرفته ،
و بعد بحث دام أسابيع وجدت ضالة السيد ،
فتاة يافعة عذراء غجرية ، تحمل في دمائها خلاصك،
هي مفتاح سيدي و قد حققت كل الرآى التي راودتك عنها
لم يبقى سوى خطة بديهية لجلبها و تتمثل أمام سيدي »

أضاءت تلك العينين المنحوتة ،
و شع ضوء أصفر لامع يتلألأ بهما ،
ارتعشت فرائص آليكس و جثى أرضا
انعكست اللمعة الصفراء بعينيه ،
و كأنما كانت ردا على كلامه
لتمتم بعدها قائلا

« كلام سيدي مطاع »

نهض بعدها و شرع بتكبيل التمثال مع جرافة ،
و انتظر حتى غدَا فجر يوم آخر و شرع بإنتشال التمثال من مكانه ، و لما أنهى مهمة إخراجه ،
أخذه إلى حافلة ضخمة خاصة بعلماء الآثار ،
استقل الحافلة و سار متجها الى لوكسمبورغ ،
هناك حيث سيغدو مجد سيده و يبزغ فجر
الهجين الملعون.!


[ قصر رفائيل ... صحراء المغرب ]

تقدم العازر من صوفيا ، ممددا كلا رسغيه ، محيطا بها ،
رفع قدميها عن الأرض ،
و أخذها بين ذراعيه ،
رفعت رسغها و تشبتث بكتفه مغمضة العينين،

إكتفى آلايزا بالنظر لهما و الحيرة ترسمت بانعكاس عينيه ،
لوريليس لم تكن اقل منه حيرة لكنها اكتفت بالنظر دون حديث ،
ما جدوى الحديث أمام رغائبه؟
و ما للحديث أن يفعل مع سيدة الشر ؟

لم تكن سوى ثوينات قليلة ،
إلا و قد اجتمعت حبيبات الرمل ،
حبة بحبة ،
مع تلاوة العازر لكلماته ،
و لمفتاحه الخاص به ،
حضن لحاف الرمل باسل البيداء ،
و حضن صوفيا المبهرة من قوة هذا السحر ،

SILENT NIGHT: THE RETURNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن