2

1.9K 30 2
                                    

اليوم عطلة نهاية الأسبوع ، إنه آخر يومٍ دراسي .. أكرهُ الخميس كثيراً فكل ذكرياتي السيئة كانت فيهْ قد أبدو شخصاً متشبثا بالماضي ولكنني فقط أحاول حماية ماتبقى منِّي هذا إن بقي شيئ ، ليس لدي أصدقاءُ بالمدرسة كلهم زملاء ولكن مالا يعلمونهُ هو أنني لا أطيقُهم ولا أُطيق التواجُد معهم في نفس المكان حتى ، لستُ منافقة ولكن أُحب التباعدَ الإجتماعي ، عُدت إلى البيتِ وكأي مراهقٍ بعمري تجادلتُ مع والدّي بسبب ملابسي الغيرِ 'لائقة' في نظرهم ، لا أعجبهم على أي حال يريدونني فقط أن أكون مثلَ أختي رحابْ ألبسُ فساتين طويلةً و أرتدي حجاباً لا أفهمُ سبب وضعه حتى ، لماذا يوجد شعرٌ لدي إن كُنت سأغطيه ؟ اتحدث وكأن شعري طويل .. إنه شعرٌ قصيرٌ أسودُ اللون شعرٌ يشبه شعرَ الصبيان على حدِ قولهم مع أنه يصل حتى أذناي ولكن بالنسبة لمجتمعهم الأخرق يجب على الفتاة أن يكون لها شعر طويل تجلس عليه و ثم ماذا ؟ تغطيه ! يا للسخرية حقا ، لا أحد في هذا المجتمع المثير للشفقة قد يُحب شخصيتي أو شخصية من هُم يشابهونني بالفكرِ إنهم يروننا متشبهاتٍ بالرجال .. عفوا أقصدُ الذكور وكأن الذكور شيئٌ مهم يستحق تقليده و التشبه به إنهم مجرد قمامةٍ أُخرى ، قمامةٌ من ذَهب ولكن أهلي أفضل بقليل ، إنهم يجادلونني و لكن لا يتدخلون وحتى إنهم فقط يخاصمونني بسبب 'نظرة الناس' و إنتقاد أحدهم لمظهري .. غير ذلك ؟ لا بأس بهم لا أكرههم و لكن لا أحبهم أيضاً إستلقيتُ على سريري بعد أن وضعت حقيبتي بهدوء هذه المرة لم اغير ملابسي لا مزاج لي لذلك فتحتُ هاتفي و كان هُناك الآلاف من الإشعارات ليس لأنني مشهورة بالعكس إن لدي 20 متابعاً فقط أعرفُ سبعةً منهم وهم صديقاتي ، لا أُغرد كثيراً بأي حال لذا ليس من المهم ، كانت الإشعارات كلها من مجموعة لناس لا أعرفُ من هم دخلت إلى محادثة المجموعة وذهبت للخانةِ الخاصة بالمعلومات و الأعضاء إن صديقاتي هنا ! أحتاج أن أفهم .. ذهبت لمحادثتهم وإستفسرت وبالطبع لم تتأخر دانيا بالرد مُعلمةً إياي أنها من أدخلتنا لهذه المجموعة فهي قد ملّت منا وتريد التعرف على جدد .. هي تمزح بالطبع إنها عادتها .
كانت دانيا فتاةً من سوريا في السادسة عشرَ من عُمرها لقد كانت ذات وجهٍ يُشبه أسطورة هوليوود القديمة .. مارلين مونرو هي من أدخلني إلى هنا لقد كانتْ تحادثني بالرسائل الخاصة و لأكُن صادقة لم أعلم كيف حصل و أن صرنا نتحدث ، تقربنا و أصبحنا صديقتين نعرف كل شيئ عن حياتي بعضنا البعض و أيضاً ننهار أمام بعضنا البعض ثم ذات يوم ادخلتني إلى المجموعة وتعرفت على بقية الفتياتِ فجر و شروق واللتان كانتا في الثامنة عشرَ و لمى في الخامسةَ عشرَ وهنَّ من نفس دولتي .. السعودية و أيضاً بُثينة من مصر ذات العشرينَ عاماً و نعيمة من تونس والتي بنفسِ عمري و أخيراً أنا .. حُلمْ في السابعةَ عشر ، لدي إسم غريب ولكني أحبه ، كنّ كلهن جميلات خلقا وشكلا و أيضاً مثلي .. إنطوائيات ومثليات أو مزدوجات الميول عدا شروق فهي كانت مُستقيمة حسب قولها و أيضا إجتماعية .
أحببتُ المجموعة الجديدة .. حقا فعلت لقد كنَّ يتحدثنَ عن الفضاء وهو أمر أحبه كثيراً ومن المواضيع المُفضلة لدي للحديث عنها كنتُ مشاركةً في نقاشهم بكل حماس إلى أن جذبتني رسالة من إحدى الفتيات التي كان إسم حسابها ليا لقد قامت بعمل إشارة لفتاة أخرى لم تكن تضع إسما مستعارا للحساب و الأيقونة الخاصةُ بها كانت عبارة عن صورة على مايبدو لنصف وجهها مع قطٍ تخبرها في رسالتها أن تنضم لهم وتكفَ عن صمتها ، لا أعلم لماذا .. ولكني دخلت إلى حساب الفتاة مع القطة .. سأسميها هكذا أخذتُ أتصفحه وكل تغريداتها كانت باللغة الإنجليزية و روابط لأغاني تعجبها وياللصدفة لدينا نفس ذوق الأغاني .

حُلم | DREAMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن