12

456 18 4
                                    

شعرٌ أشعث وعيونٌ مُنتفخة لسببٍ أجهلهُ رُبما السهرُّ وربما كثرة النومِ أو حتى البُكاء .. ؟ لا أعلَم و لكِن أنا الآن أراها ووجهُها ووجهي كذلكَ خاليانِ مِن أي إضافةٍ ليس وكأنها لم تَرَ وجهي خاليًا قبلًا ولكنها أولُ مرةٍ أرى فيها وجههَا العاري ولكِن لم يتغيرْ شيئْ ، وجهُها لازال جميلًا كما هو بل و إنهُ أفضلُ حتى . 

لمْ يكُن لكلينا أي موضوعٍ للتحدثِ بِه فبعدَ التحيةِ المتوترةِ و بعضِ الكلامِ بلا معنى عمَّ صمتٌ مُسالمْ وكانَت المُحادثة أشبهُ بمشاهدة فيديو مُحاكاةٍ على اليوتيوب تلك الفيديوهاتِ التي تُشغلها إذا شعرتَ بالوحدةِ لتساعِدك في المُذاكرة أو الأكلْ فقد كانَت أنوار تأكُلُ البيتزا بينما أنا كُنتُ أحاولُ إقناعَ نفسي بأني أدرسُ في كتابِ الرياضياتِ الذي كانَ أمامي ولكِن مُحاولتي باءت بالفشلِ فعقلي الباطني الذي يُحبني كثيرًا كانَ يُخبرني بأني أخادعُ نفسي فحسبْ فأنا لستُ أدرسْ أنا أُفكر بشيئ لقولِه لزعزعةِ إستقرارِ الهدوءِ و الصمتِ و فكرةٌ خطرَت بذهني وبعدَ تفوهي بها ندمتُ أشدَّ الندمِ قُلت " أنوار لما عيناكِ مُنتفختانِ ؟ " وبعد قولي أدركتُ ، أرغبُ بصفعِ عقلي ولكنهُ غيرُ ملموسٍ للأسف ، نظرَت ناحيتي وهي صامِته وقد عبست قليلًا قبل أن تقُول " أنتِ السبب " وما فاجئني حقًا ، أعني .. لماذا قد أكونُ أنا السبب ؟! نظراتي المُتسائلة قامتْ بمهمةِ الحديثِ بدلاً عَن لساني الأخرق الذي إختبأ في داخلِ فمي كما لو أنهُ جبانٌ يخشى المواجهةَ ، " إنني أمزحُ فقط " ضحكةٌ خفيفةٌ أطلقَتها بعدَ كلامها هذا ، إلتمستُ الكذبَ في نبرتها ولكِن آثرتُ الصمتَ لسببٍ لا أعرفُه ، " أراكِ غدًا عليّ الذهابْ " وبدونِ أن أعرفَ كيف ومتى إنتهتْ المُكالمةْ وبقيتُ أحدقٌ في الشاشةِ التي أصبحتْ سوداء الآن ، أنوار فتاةٌ مُربكة ، هذا ماكان يجولُ في ذِهني أثناء تحديقي في سوادِ شاشةِ هاتفي ومرةً أخرى بلا إدراكِ أمسكتُ بهاتفي و حالمَا فتحتهُ ولجتُ إلى محادثةِ سدنْ و التي كانَت آخر رسالةٍ منها " رُبما " ، لقد ردت على سؤالي بُربما حيثما كانَ مِن المُفترضِ أن يكونَ الجوابُ نعم أو لا بكلِّ بساطةٍ ، لماذا هي تعقِدُ الأمور ؟ ولماذا أنا أشعرُ بضيقٍ مِن ردها هذا ؟ لماذا خابَ أملي وكأنمَا كُنت أتوقعُ ردًا آخر ، زفرتُ ما في رئتي مِن هواءٍ و شهقتُ هواءً جديدًا أملأهما بِه بعد تفريغهما وكتبتُ بأصابعَ مُترددةٍ " حسنًا " هذا كلُّ مالدي لقولهِ فهي بالتأكيدِ لاتنتظرُ أن أترجاها لتُجيب أو أن أعطيها كاملَ وقتي وحضوري و كأنَ عالمي يدورُ حولها ، لقد مضَت ساعةٌ على رسالتِها .. فإذًا كانتْ مكالمة أنوار طويلةً بالنهاية و أنا التي ظننتُ أنها خمسُ دقائقَ فقط ، وكالعادةِ أوصلتُ هاتفي بشاحنهِ ووضعتُه على سطحِ الدُرجِ الذي كانَ بجانبِ سريري و تلحفتُ مُناديةً النومَ ليأخُذني وقد لبى ندائي لِحسنِ الحظِّ .

حُلم | DREAMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن