11

543 18 1
                                    

مُحاولةٌ يائسةٌ أخرى ، عقلي خاوٍ تمامًا لا أعرفُ ماعلي أن أكتُب لا أستطيعُ الكتابةَ أصلًا فقطْ خلاءْ وضعتُ القلمَ و ذهبتْ نحو سريري حملتُ هاتفي أحدقُ في شاشتِه بدونِ أن أركِز فعلاً لأني لو ركزتُ لرأيتُ أن هناكَ رسائلَ مِن أنوار ومِن سدن .. مجددًا ، لقدْ كُنت أفكرِ في ماحصلَ في المدرسةِ بعدَ أن أخبرتُ أنوار اني كُنت أفكرِ بها لقد شعرَت بالخجلِ بشكلٍ واضحٍ ثم غيرَت الموضوعَ أخبرتني أيضًا أن لدينا مشروعًا في مادةِ الفيزياء وهو مالَم أعلمهُ لأني لم أكُن منتبهة كعادتي . و أيضاً قالتْ لي أنها أخبرتْ الأستاذة أنه أنا وهي سوف نعملُ سويًا عليه لقد مرَ اليومُ عاديًا بعدَ ذلكَ أحاديثٌ عن مواضيعٍ متفرقة وصمتٌ وقتَ بداية شرحِ الدرسِ ليسَ حبًا في الدراسة بل فقطْ عدمُ رغبةٍ في نقصانِ الدرجاتِ والتي مِن الصعبِ الحصولُ عليها عدتُ إلى البيتِ وقمتُ بما أقومُ بِه ثمَّ حاولتُ الكتابةْ ولكِن لمْ تنجحْ محاولتِي ، أخذتُ نفسًا عميقًا وعدتُ مِن جديدٍ و إنتبهتُ أخيراً وتسارعَت نبضاتُ قلبي حين رأيتُ إسمَ سُدنْ على الشاشة لماذا ؟ لا أعرفْ . 

دخلتُ إلى المحادثةِ قبل أن أقرأ ماكانَت الرسالةُ تبينَ أنها كانَت تسألُ عن حالي ، ما تُريدُ بمعرفةِ ما حالي ؟ أنا بخيرْ بالطبعِ هذا ما سأكتُبهُ لماذا هذا السؤالُ ؟ ترددتُ قبل أن أكتُب " و أنتِ ؟ " لا أرغبُ في أن أكون وقحةً هذا ماقلتُه لنفسي رغبةً في خداعها ولكِن شيئًا ما في باطِن عقلي كان يعرفُ جيدًا أنني كتبتُ هذا رغبةً في إطالة المُحادثه لسبب لازلتُ أجهلهُ و سُرعانَ ما أجابتْ " أنا بخير " حسناً يبدو أن المُحادثة ستنتهي هُنا هممِتُ بالخروجِ ولكِن أوقفني وصولُ رسالةٍ أخرى " أشعرُ بالملل هل لديكِ موضوعٌ نتحدثُ فيه ؟ " عفوًا ؟ هل نحنُ صديقتانِ حتى تسألني هكذا ؟ ولماذا أشعرُ كأني أختنق ؟ لماذا قلبي ينبضُ بسرعةٍ وقوة ! " لا شيئَ البتة " كتبتُ و أصابعي ترتجفُ فجأة بلا أي سببْ الجوُّ ليسَ باردًا حتى . 

خرجتُ بسرعه لتفحصِ بقية الإشعاراتْ .. رسائلٌ مِن أنوارْ أيضًا ! اللعنة ما الذي يحصُل .. ردة فعلٍ مُبالغة أعلمْ ولكِن ليكُن أنا أيضًا بشرْ .. إنسانُ ينتبه لكلِ التفاصيل . 

كانَت كلُّ رسائلها نقاطًا و أثناء كتابتي لـ " مرحبًا " توصلتُ برسالةٍ مِن سدن و لسببٍ أو لآخرْ شعرتُ أنِّي خائنةٌ حين أرسلتُ تلكَ المرحبًا بسرعه لأفتحَ رسالةَ سُدنْ " أخبريني عنكِ " هذا الطلبُ المفاجئُ والغريبْ ، ردَّت أنوار لم أَردَّ على سدن آمل أنه لا يمكنها رؤيةٌ أنني قرأتُ ، أنوارْ كعادتها - التي عرفتُها للتو - أخذت تسترسلُ في الحديثِ عن مواضيعَ و أشياء عشوائيةٍ في الواقع لم يزعجني هذا بل أجدهُ لطيفًا .. عشوائيةٌ مُحببة هكذا هي كانَت عَشوائيتُها أتسائلُ هل هي كذلكَ مع الجميع ؟ الغيرةُ مؤلمةْ ولكِن ما يؤلمُ أكثر شعوري بنفسِ المشاعر و تساؤلي لنفسِ التساؤلاتِ عن سدن أعني هل مِن المعقولِ أن أقعَ في حُبِ شخصينِ في نفسِ الوقت ! حركتُ رأسي بقوة يمينًا ويسارًا رغبةًً في نسيانِ هذهِ الفكرةِ المجنونة لا يُمكن و هذا غيرُ منطقيٍ أيضًا وكيفَ جزمتُ أنهُ حبْ ؟ أنا مُهتمة فقطْ لأنها مُثيرة للإهتمام لستُ أحبها و لا أشعرُ حتى بإنجذابٍ نحوها و أيضًا أنا لا أعرفها مِن الأساسِ حتى أفعلْ ' لماذا تشعرينَ بالنيرانِ تشتعلُ في داخلكِ كل مارأيتِ ليا تغازلها إذًا ؟ ' عقلي اللعينُ تسائلَ ، إنطفاءُ شاشةِ الهاتفِ و إختفاءُ نورها الذي كانَ على وجهي جعلني أخرجُ مِن هذه الدوامة .. لحسنِ الحظ لقد أنقِذتُ مِن نفسي . 

أخذتُ أردُ على أنوار رسالةً بعدَ رسالةٍ و أنا لازلتُ أفكرِ بماذا علي أن أقول لسدنْ ، الشعور بأني خائنة عاد مجددًا مسألةٌ أخرى ظهرَت معهُ .. كلامُ أنوار و ماكتبتهُ على الورقةِ وكلامُها .. هل كانَت تعبثُ أم أنها كانت جادة ؟ إن كان الموضوعُ جديًا كانَت ستعترفُ بحبها أوليسَ كذلِك ؟ ولن تنسى الموضوعَ بهذه السهولة أو تدعهُ يمرُّ ، صحيحْ .. هي ليستْ جادةً بالتأكيدْ . 

شعرتُ ببعضِ الذنبِ لتأخري في الردِّ ولكِن بأي حالٍ كتبتْ بعد أن أرسلتُ أني آسفة لتأخري " ماذا تريدينَ أن تعرفي بالضبطِ ؟ " و أرسلتُها ، وبسرعةٍ ردَّت سدن وكأنها تخشى إختفائي مِن جديدْ ضحكتُ لهذه الفكرةِ لأنها لم تكُن صحيحةً بالطبعِ " إسمك .. عُمرك ؟ و أيضًا مِن أينَ أنتِ ؟ " وكطالبٍ في بدايةِ السنةِ الدراسيةِ يُعرف بنفسه لمُعلمهِ أجبتُ " أنا حُلم وعُمري هو 17 عامًا مِن السعودية و أنتِ ؟ " أنوارْ مُجددًا وهذهِ المرةْ لم أتوجهْ لمحادثتها بسرعةٍ بل إنتظرتُ جوابَ سدن الذي لم يتأخر وقالتْ " أنا سدن في الثامنَة عَشر و مِن نفس المكانْ " هُنا لم أعرف بما عليَّ أن أردََ و أثناء كتابتي لـ " تشرفتُ بمعرفتكِ " أرسلَتْ سدن " ماذا تفعلين ؟ " " لا شيئ " هذا ما أرسلتُه مع أني كُنت أفعلُ شيئًا .. شيئينِ .. مُحادثتُها هي و أنوار و لكِن هذا غيرُ مهمْ " هل ستنامينَ ؟ " أردتُ أن أفكرَ ولكِن أوقفني إتصالُ أنوار .. لماذا قد تتصلْ ؟؟!! قبِلتُ المكالمةَ بالطبعِ ومَن أنا لكي لا أفعلْ لقدْ كُنت أضعُ سماعاتي لذا عُدتُ لمحادثةٍ سدن و أخبرتها بأني لن أنام و أن صديقةً إتصلتْ للتو لم تُجب سدن .. لحسن الحظ ؟؟!! لأني لم أركِز بما قالتهُ أنوارْ قبل قليل .. كانَ مِن المُحرجِ أن أطلبَ منها أن تعيدَ ماقالتهُ .

" مَن هذا الذي يشغلُكِ عنِّي ؟ " بنبرةٍ مُنزعجةٍ تحدثتْ ، لم تقُل مرحبًا حتى أو هل قالتْ ؟ " ماذَا ؟ " أجبتها بإستغرابٍ لمْ أستطِع إخفائهُ في نبرتي " أجيبيني فقطْ سأتقبلُ إن كانَ لديكِ حبيب .. حبيبة .. أيًا يكُن " لازالتْ مُنزعجة لا أعلمُ لماذا شعرتُ بدغدغةٍ في معدتي لازلتُ أحدقُ في محادثتي مع سدنْ هل علي إخبارهُا أم علي الإستمرار ؟ أعني إنها لطيفةٌ وهي هكذا " هل ستتقبلينْ ؟ " أعبثُ مجددًا لا أستطيعُ أن لا أفعلْ لمْ تُجب أنوار بسرعه ولكِن حينَ أجابتْ قالتْ بنبرةٍ إستشعرتُ الجديةٍ مِنها " إسمعي حُلم أنا لستُ في مزاجٍ جيدٍ أجيبيني فقطْ لا تعبثي معي " بهدوءٍ قُلت " لا " و على مايبدو أنها كانَت تنتظرُ شرحًا فأكملتُ " لا ، ليسَ هُنالكَ أحدٌ إنها فتاةٌ ما فقطْ " أجابتْ أنوار و إنزعاجُها لم يذهب بعد " هل هي أهمُ منِّي ؟ هل مواضيعُها أكثر مُتعة ؟ " فوجِئتُ بالرغمِ مِن توقعي للردِّ " لا لكِني فقط لا أحبُ تجاهلَ الآخرين " حسنًا هذهِ كذبة أنا أحيانا أتجاهلُهم إن لم يثيروا إهتمامي .. لمْ أكُن معتادةً على الكذبِ مرتينِ في نفسِ اليوم شعرتُ بإبتسامةِ أنوار - الخجولةِ - بل وتخيلتُها في ذهني حينَ قالت بنبرتها الطبيعية " لقدْ شعرتُ بالقلق حقًا " نعمْ شعرتِ بالقلقْ ، أنا التي عليها الشعورُ بذلك نظرًا لأن سدنْ أجابتْ " لِهذا تأخرتِ بالردِّ فهمتُ لا أهمية لديَّ " قلبي سوفَ يتوقفْ حتمًا اليومْ لماذا سدن تتحدثُ هكذا ؟ لماذا أنوار تتحدثُ هكذا ؟ ما خطبُ العالمْ ؟ .

لم أجِب على أنوار و لكِن ولحسنِ الحظِّ هذهِ المرة لم تنزعج بل عرفتْ أن ليسَ لديَّ ردًا و قالتْ " هل تُريدين أن نجعلها مكالمةً بالفيديو ؟ " رائعْ لن يمكنني الرفضُ و لن يمكنني الخروجُ مِن المكالمةِ أيضًا لأردَ على سدن " نعمْ " قُلتْ بعدَ أن رددتُ على سدن بسؤالٍ إن كاَنت جادة جوابي قد يبدو فظًا ولكِن لا أهتمُ واللعنة لستُ الشخصَ الذي يعرفُ كيفَ يُميزُ بينَ المُزاحِ والجديةِ - كتابيًا - .


حُلم | DREAMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن