كنتُ أركض وكانت لمى تركض خلفي لقد كانت تُخبرني أني شخص سيئ ، توقفنا عن الركض وبدأت أسمعها تصرخ منادية بإسمي .. فتحت عيناي ببطئ رمشت عدة مرات و إستوعبت أنه كان حلماً اللعنه ماهذا الحُلمُ الغريب وجهتُ نظري لصاحب اليد التي إيقظتني أو علي القول .. انقذتني ؟ إنها يد أنوار .. كانت تُخبرني أن وقت الإستراحةِ حان حسنا ليس من السيئ الإستيقاظُ على وجهٍ كوجهها إبتسمتُ ولاحظت أنوار تلك الإبتسامةَ على يبدو لأن خديها إكتسحتهُما حمرةٌ طفيفة هل هي تظنني أبتسمُ لها ؟ سعلتُ لترطيب حلقي ثم قُلت بهدوءٍ موجهةً حديثي لها " إن أردتِ النزول فافعلي أنا عادةً لا أنزل إلى الساحة " نظرت إليّ وبإبتسامةٍ جانبيةً قالت " أعرفُ هذا أيضاً ولكن هذا اليوم ستنزلين " تفاجئتُ لن أُخفي هل كانت جادةً حين قالتْ أنها كانت تراقبني ؟ ثم أين خجلها ذاك ؟
لم تدعني أجِب حتى وسحبتني من يدي لم أستطع إلا الإذعان فيدها كانت محكمة الإغلاق على يدي أو لنقُل أني أقنع عقلي بذلك كي أنكر حقيقة أن الفضولَ يتملكني لمعرفة مانهاية هذه التصرفاتِ الغريبة وصلنا إلى متجرِ المدرسة تجاوزت أنوار الطابور ولازالت ممسكة بيدي ، لم تعترض الطالبات تجاوزها له بل و إنهنّ كن يرمينَ لها الإبتساماتْ و المغازلاتِ و الغمزات .. هذا وقح ألَم يلحظو أنني معها ؟ ليس وكأني أشعُر بالغيرة عليها ولكن ماذا لو كنتُ حبيبتها هل سيقمنَ بهذه التصرفاتِ أمام حبيبةِ أنوار ؟ يا إلهي أين ذهب تفكيري لا بُد انني جننت لما أهتمُ حتى ، توقفتْ أنوار أمام البائعة " عصيرُ برتقال " هذا ماسمعتُها تطلبه منها قبل أن تلتفت إلي وتقول " حُلمْ ! ماذا تريدين أن أجلبَ لكِ ؟ " مهلا هي لفظت إسمي للتو .. " مثلك " أجبت بصوتٍ أشبه بالهمسِ ولكنها سمعتهُ و أخبرت البائعة لقد طلبت أشياء أخرى ولكنني لم أكُن مركزة كفاية لأعلم ماهي لقد كنتُ أكرر لفظها لإسمي في عقلي لقد بدا إسمي رائعاً حقا بصوتها .. لم أظنَّ أنها تعرفُ إسمي أصلاً هناك مليون طريقة لمعرفة إسمي ولا أرغب أن تكون إحداها هي أنها بحثت في دفاتري ليس لأن مافي دفاتري محرج ، بل فقط لا أحب أن يتم لمس أشيائي ولكن أشعُر أنني سأتغاضى عن الأمر إن كان من يلمسها أنوار ، أعني .. لقد سمحتُ لها بإمساك يدي ولازالت تقعل فهل هناك فرق ؟ قادتني نحو طاولة منعزلة وجلسنا و تركت يدي .. فراغٌ مجدداً وضعت مشترياتها على الطاولة ، كرواسون و شوكولاته وعلبتا عصير " أعلمُ أنكِ لا تحبين الضوضاء لهذا جلسنا هنا وليس لأنني أحاول أن أفعل بكِ شيئاً سيئ " قالت هذا وضحكت هي تمزح لذا ضحكتُ معها ولكن مهلا هي تعلم أنني أكره الضوضاء من المفترض أن لا أفاجئ مع شخصٍ مثلها ولكنني أستمر بالشعور بالصدمة فور حديثها ، حاولت تغيير الموضوع ونجحت لقد سألتها عن موعد حفلتها .. الخميس هذا ماقالته ، يالها من صدفة مذهلةٍ حقا ، تحدثنا بشتى المواضيع بعد ذلك وأيضاً عرفتُ أنها إشترت الكرواسون لأنها لاحظتْ إحضاري له أحياناً صباحاً تنبهها يفاجئني ، الجلوس معها ممتع حقاً حسنا أعتقد أني أعتبر أنوار صديقة .
انتهى اليوم الدراسي ، لم تفارقني أنوار خلاله حتى إعلانِ الجرس للإنتهاء وخروجنا من المدرسة كانت تصمت وقت الدرس وتتحدث حين تخرج المعلمة أحاديثها مثيرة للإهتمام عرفتُ انها تحب الحيوانات و أن لديها هامستر يدعى تشوي و أيضاً هي مثلي .. تحب الفضاء و الفلك و كذلك هي تحب الطعام و مشاهدة المسلسلات و القراءة ، " مثيرة للاهتمام حقا " هذا ما قُلته في المجموعة خاصتنا بعدما كتبتُ عنها و أخبرتُ الفتيات بالمستجدات دانيا قالت " يبدو ان عزيزتنا حلم وقعت في الحب بالنهاية " و قالت لمى " هل هذا هو تعريفك لِـ أكره جميع من في المدرسة ؟ " كنَّ يسخرن مني لا ألومهن ، طريقة حديثي عنها وكأني عاشقةٌ مولعة بها . دخلتُ إلى المجموعة الثانية وياللمفاجئة سدن كانت تتحدث .
