13

460 15 0
                                    

نهضتُ بمزاجٍ سيئْ ، حسنًا هذا ليسَ غريبًا نظرًا لأحداثِ الليلةِ الماضيةِ ، لم أنظُر لهاتفي وقررتُ أنني لَن أذهبَ إلى المدرسةِ اليومْ ولا أحتاجُ لعُذرْ فلا أحدَ سيسألُ على أي حالْ ، عُدتُ إلى النومِ أملًا في أن أستيقِظَ بحالٍ أفضلْ ولو قليلاً .

لا أعلمُ كَم نمتُ ولكِن حسبَ المنظرِ خارِجَ النافذةَ فيبدو أنَّ المساءَ قد حلَّ ، نظرتُ إلى الساعةِ الموضوعةِ بإهمالٍ على النضدِ جانِبَ السريرِ و توقعي كانَ صحيحًا فهي الخامسةُ مساءً ، ليسَ غريبًا أن لا أحدَ أيقظَني أو لنقُل حاولوا ولكِن لم أستيقِظْ ، جلستُ أدلِكُ رأسي بسببِ الصُداعَ الذي داهمني حالمَا رفعتُ رأسي مِن على الوسادةِ وهذا لمْ يكُن جديدًا أيضًا وضعتُ قدماي على الأرضيةِ و أخيرًا وقفتُ مُتوجهةً إلى الحمامِ ، إنتفاخُ عيناي و شفتاي مِن طُول الوقتِ الذِي نِمتُه لم يَكُن مُهمًا ولكِن ماكانَ مُهمًا هو الهدوءُ الذي كانَ عليهِ البيتُ أثناء نزولي ، هل هذا يعني أنهمْ ذهبوا إلى الخارِج ؟ هذا رائعْ .. لا حقًا ، أُحبُ البقاء بمفردي بالأخصِ حينَ أكونُ مُستيقظةً للتّوِ مِن نومي ، لا توبيخَ ولا صراخَ ولا طَلباتْ . 

في المطبخِ كُنتُ تاليًا أبحثُ عَن ما آكُل ولحسنِ الحظِّ عثرتُ على عُلبة مِن النودلز و هذا كافٍ لي أعددتهَا و أخذتُ عصيرًا مِن الثلاجةِ ثم توجهتُ إلى غرفتي مِن جديدْ و قمتُ بتشغيل الأغاني وتناولُ وجبتي البسيطة و بسعادةٍ أيضًا ، حينَ إنتهيتُ رميتُ العلبة الفارغة في سلةِ المُهملاتِ الخاصةِ بغرفتي و أخيرًا لأولُ مرةٍ اليومِ حملتُ هاتفي و أخذتُ أتصفحُ الإشعاراتِ ، اتصالاتٌ فائتةٌ مِن أمي و أبي ، رسالةٌ مِن أمي تُخبرني أنهم سيذهبونَ إلى بيتِ جدتي و أنهم سيعودونَ في الفجرِ و أن أنتبه إلى نفسي و ما إلى ذلكَ مِن رسائلِ الأمهاتِ و أيضًا طلبتْ مِني الاتصالَ بها حينَ أستيقظَ وكذلكَ فعلتُ و حالما اجابتني ألقتْ عليَّ بمحاضرةٍ اختتمتها بنفسِ التعليماتِ والتوصياتِ المكتوبةِ في رسالتها ثم ودعتني طالبةً مِني أن أنتبهَ لنفسي للمرةِ المليونِ ، عدتُ إلى تصفحِ بقية الإشعاراتِ كان هُناكَ اتصالانِ فائتانِ مِن أنوارْ أيضًا ، رسائلُ في التويترْ تسألُ ما إذا كُنتُ على قيدِ الحياةِ ولكِن ما لفتَ إنتباهي رسالتُها .. سدن بالطبعْ ، " أنا مُهتمة فقطْ بكِ بالمناسبةِ ولكِن ليسَ لدي ما أتحدثُ عنهُ " وحينها أدركتُ . أنا أيضًا مُهتمة بسُدن ، مُعجبةٌ بها إن صحَّ القولْ وبنفسِ الوقتِ مُعجبةٌ بأنوار ، لا .. أنا أُحبُ أنوار لا مفرَ مِن الإعترافِ بهذهِ الحقيقتينِ نفسٌ عَميقُ اتخذتهُ ، قبل أن أردَ على رسالتها بـ " الفضاء " هذا كُلُّ ماكتبتهُ و أعتقدُ أنهُ أكثرُ مِن كافٍ لتفهمَ أن هذا هو أكثر موضوعٍ أستطيعُ التحدثَ فيهِ ، لمْ يكُن غريبًا أن أفتحَ تطبيقَ الواتسابِ لأجِدَ رسائلًا مِن أنوار تسألني ما إذا كُل شيئٍ بخيرْ و فورَ ما أجبتُ على أولِ رسالةٍ مِن رسائلها أتاني ردُها الذي كانَ يقُول أنها قلِقتْ عليَّ كثيرًا و أني كِدتُ أسببُ لها نوبةً قلبية ، " حسنًا حُبي لكِ يكادُ يسبب لي نوبةً قلبية " كتبتُ بلا نيةٍ في الإرسالِ ولكِن الإشعارَ المُفاجئَ الذي ظهرَ على شاشةِ هاتفيِ مِن سدنْ جعلني أضغطُ على زرِّ الإرسالْ . رائع . 

حُلم | DREAMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن