تخيلوا معي أعزائي ، شاءت الأقدار أن تجمعهم فتقاطعت طرقهم عند وجهة واحدة جاعلة إياهم يتحدون من أجل نبش أسرار الماضي الدفين و رفع الستار عنها، فقد كان الماضي بالنسبة لهم العقدة التي تشابكت ذكرياتهم و حياتهم و توقفت عندها فسعوا لحلها آملين أن يتحرروا...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
" أعود يوميا....لنفسي البارحة" " لحياة الإستسلام" " و تخلي عن نفسي" " لكنها الحياة ، كما تعلم"
" جونغكوك. جونغكوك، يااااه جونغكوك آه؟!" " آااه آسف، هل قلت شيء هيونغ؟؟" بعد عدة محاولات و نداءات من هوسوك لذلك الذي يبدو و كأنما فصل عن العالم أفاق أخيرا، هو على هذه الحالة منذ أسبوع.
كثير الشرود و السهو و قليل الكلام أكثر من ذي قبل، الإرهاق و التعب باد بوجهه و لكنه يكتفي بقول أنه بخير كلما سئِل عن حاله.
" هيونغ هل تظن أنه من الصائب ترك جيمين هيونغ و تاي هيونغ و كذا جين هيونغ هكذا بدون أي حماية؟!" أردف فجأة بعد صمت دقائق مسببا فزع هوسوك و الذي صرخ بعدما سكب كوب القهوة الساخن على نفسه.
" ياااه بجدية أنظروا لهذا الطفل! آااه كما تعلم لا نستطيع طلب الشرطة لحمايتهما بأي حجة؟! كما أنهم رفضوا حراسة رجالك بشدة و لا أظن بأن الظل غبي كفاية ليأخذ خطوة نحوهما و هما بالمشفى، لقد مضى أسبوع منذ إطلاعهما لنا على تلك التهديدة و قرابة عشرة أيام على حادثتك و حريق المنزل و الأمور هادئة"
"مع ذلك فهذا مقلق هيونغ، الأمر أشبه بالهدوء قبل العاصفة"
بعثر كلا الشابان شعرهما بإنزعاج و حيرة، هوسوك يحاول بكل ما لديه طمأنة الأصغر و الذي لا يبدو على طبيعته بالأيام الأخيرة بينما هو يدرك تمام اليقين بأن خلف هذا الهدوء المقيت و المربك شيء مريع في الطريق
" لا بأس حقا يا جونغكوك أنت تضخم الأمور وحسب، تمالك نفسك قليلا" بكذب و إبتسامة مزيفة حاول طمأنة الآخر و هو نفسه لا يصدق كلامه.
إكتفى جونغكوك فقط بالإيماء بينما يمرر كفه الكبيرة يمسح بها وجهه ، ليتوقف فجأة محدقا بالفراغ بشرود كعادته مؤخرا و لكن لا أحد يدري بأنه بالآونة الأخيرة مضطرب بسبب تلك الأصوات التي تعود لرفاقه حتى لو لم يكونوا معه كالآن تتحدث بمواضيع لا يفقهها كذات الحين، و كلما سألهم إن قالوا شيء ينفون و جوابهم المعتاد أنه يتخيل الأشياء بسبب قلقه المفرط و تعبه
