البارت 32 : إنقلاب الموازين ، غير متوقع

48 9 4
                                    


«هل أنا غريب ؟! ليلة دامية. أي شخص من فضلك أنقذني »

منكمش يدندن مآسيه و يرثي حاله البائسة، لماذا تفعل الحياة معه هذا ؟! لماذا تحارب لجعله تعيسا و ضعيفا هكذا ؟! لماذا هو فقط من بين الكل عليه أن يعاني هكذا؟؟

ملابسه تشربت بالمياه حد الفيضان ، حيث أنه يجلس متإكا على الحوض بظهره وسط بركة المياه التي أحدثها عندما حاول إغراق نفسه و لطم الماء ناشرا إياه على الأرضية لدى رؤيته لإنعكاسه الغريب.

رفع أعينه المحمرة محدقا حوله بحثا عن ما لا يعرف ، لا يدري فقط يشعر بأنه يجدر به فعل أي شيء ، لا يود ان يكون عبأ على رفاقه ، يدرك بأنه قلقون و يبحثون عنه الآن.

يكفي ضعفا و هربا ! إلى متى سيستمر هذا ، مهما كان يجدر به أن ينجو و يعود لهم .

وقف مترنحا لشعوره بالدوار من كل ذاك البكاء و الجلوس الطويل ، بخطواته المبعثرة و العشوائية سار بين هلوساته التي بات صوتها يتلاشى.

* واجه مخاوفك *

* حتى لو أضطررت للإحتراق عليك أن تنهض من قلب الرماد مجددا! *

إلتفت حوله بفزع لذاك الصوت الأنثوي الغريب الذي رن بأذنه.

لا شيء ، فقط سراب أوهامه تحيطه و لكن الصوت لا يعود لأي منهم.

" أحارب مخاوفي ؟!"

ردد بإستغراب و تسائل ، لا يدري إن كان عليه تسمية مرضه بالمخاوف.

" اللعنة!"

بمكان آخر ، بين حاويات عملاقة خالية بذلك الميناء المغلق بعد جريمة القتل التي شهدها.

لعن هوسوك شادا على المسدس بين يديه، صوت خطوات تقترب منه و لوقعها القوي فهي تعود لأكثر من شخص.

" ما الذي جلبهم لهنا و اللعنة ؟!"

تراجع بخطواته للخلف بهدوء تام كشبح صامت حريصا على ألا يصدر أي صوت يجذب إنتباههم إليه.

وسع أعينه بصدمة عندما رن هاتفه لاعنا أي كان المتصل و شاتما إياه بأسوأ الألفاظ.

" إنه هناك "

لا إراديا رفع يده مطلقا على ذاك الذي صرخ كاشفا مكانه لبقية زملاءه.

إرتعشت يديه لا يصدق ما فعله ، لقد قتل أحدهم للتو.

مهلا لا وقت للدخول بصدمة الآن فهُم يلاحقونه ، إستدار ببدنه راكضا بخطواته بين الحاويات نحو المجهول يحاول تضليلهم عنه.

The Truth Untoldحيث تعيش القصص. اكتشف الآن