«هل أنا غريب ؟! ليلة دامية. أي شخص من فضلك أنقذني »منكمش يدندن مآسيه و يرثي حاله البائسة، لماذا تفعل الحياة معه هذا ؟! لماذا تحارب لجعله تعيسا و ضعيفا هكذا ؟! لماذا هو فقط من بين الكل عليه أن يعاني هكذا؟؟
ملابسه تشربت بالمياه حد الفيضان ، حيث أنه يجلس متإكا على الحوض بظهره وسط بركة المياه التي أحدثها عندما حاول إغراق نفسه و لطم الماء ناشرا إياه على الأرضية لدى رؤيته لإنعكاسه الغريب.
رفع أعينه المحمرة محدقا حوله بحثا عن ما لا يعرف ، لا يدري فقط يشعر بأنه يجدر به فعل أي شيء ، لا يود ان يكون عبأ على رفاقه ، يدرك بأنه قلقون و يبحثون عنه الآن.
يكفي ضعفا و هربا ! إلى متى سيستمر هذا ، مهما كان يجدر به أن ينجو و يعود لهم .
وقف مترنحا لشعوره بالدوار من كل ذاك البكاء و الجلوس الطويل ، بخطواته المبعثرة و العشوائية سار بين هلوساته التي بات صوتها يتلاشى.
* واجه مخاوفك *
* حتى لو أضطررت للإحتراق عليك أن تنهض من قلب الرماد مجددا! *
إلتفت حوله بفزع لذاك الصوت الأنثوي الغريب الذي رن بأذنه.
لا شيء ، فقط سراب أوهامه تحيطه و لكن الصوت لا يعود لأي منهم.
" أحارب مخاوفي ؟!"
ردد بإستغراب و تسائل ، لا يدري إن كان عليه تسمية مرضه بالمخاوف.
" اللعنة!"
بمكان آخر ، بين حاويات عملاقة خالية بذلك الميناء المغلق بعد جريمة القتل التي شهدها.
لعن هوسوك شادا على المسدس بين يديه، صوت خطوات تقترب منه و لوقعها القوي فهي تعود لأكثر من شخص.
" ما الذي جلبهم لهنا و اللعنة ؟!"
تراجع بخطواته للخلف بهدوء تام كشبح صامت حريصا على ألا يصدر أي صوت يجذب إنتباههم إليه.
وسع أعينه بصدمة عندما رن هاتفه لاعنا أي كان المتصل و شاتما إياه بأسوأ الألفاظ.
" إنه هناك "
لا إراديا رفع يده مطلقا على ذاك الذي صرخ كاشفا مكانه لبقية زملاءه.
إرتعشت يديه لا يصدق ما فعله ، لقد قتل أحدهم للتو.
مهلا لا وقت للدخول بصدمة الآن فهُم يلاحقونه ، إستدار ببدنه راكضا بخطواته بين الحاويات نحو المجهول يحاول تضليلهم عنه.
أنت تقرأ
The Truth Untold
Misteri / Thrillerتخيلوا معي أعزائي ، شاءت الأقدار أن تجمعهم فتقاطعت طرقهم عند وجهة واحدة جاعلة إياهم يتحدون من أجل نبش أسرار الماضي الدفين و رفع الستار عنها، فقد كان الماضي بالنسبة لهم العقدة التي تشابكت ذكرياتهم و حياتهم و توقفت عندها فسعوا لحلها آملين أن يتحرروا...