توجهت مينا الى منزلها بعدما ابتاعت كتابان لقراءتهما تمام الساعة ال4 مساءا. غيرت ملابسها وتوجهت الى سريرها لتمسك هاتفا وتكتب رواية كما اعتادت فعله كل مساء. حيث كتبت هذه المؤلفة قصة رومنسية درامية كانت بطلتها فتاة أميرة تعيش قصة حب مع حارسها الشخصي والذي لم يجمعهما القدر مع بعضهما لأن والدها الملك قد أمر بتزويجها بأمير امبراطورية أخرى. وانتهت القصة الحزينة بكلام حارسها الشخصي قائلا :" سأضل أحبك ولو طال إنتضاري ، فإن لم تكوني قدري فأنت اختياري ".
هنا انتهت قصة حب دامت 5 سنوات بسبب والد البطلة والذي دمر حياة عاشقين بريئين كانا يعيشان في حلم منذ وقت طويل.
أطلقت مينا تنهيدة بعدما انتهت من كتابة روايتها الطويلة فاردفت قائلة :" ياإلاهي أنا المؤلفة ولاكنني تأثرت حقا ، أهو أمر طبيعي ان تقع شاعرة بحب أحد تأليفاتها ؟". أطلقت هذه الاخيرة ضحكة خفيفة بعدما نشرت القصة وهي موقنة أن تنال إعجاب قارئينها فهي قد كتبت رواية لا تخلو من المشاعر وتسلسل الاحداث ، وبعدها أكملت قضاء وقتها بمحادثة صديقها شين.
نهضت مينا لاحقا من سريرها للتوجه الى مكتبها لتدرس و تقرأ بعدها كتابا كانت قد اشترته بعد خروجها من الجامعة. وهاكذا انتهى يوم مينا العادي لتتوجه الى سريرها قاصدة النوم منتظرة شروق شمس الصباح الجديد.
حل الصباح لتستيقظ مينا على صوت عصافيره المغردة والتي قد نالت إعحابها صوت لحنها اللطيف ،غيرت ثيابها وكأي يوم عادي لتتوجه الى المطبخ وتتناول الافطار مع عائلتها الصغيرة.
توجهت الى الجامعة بسيارة أختها بعد انتهائها من تناول الفطور. لتنزل منها و تتوجه الى صديقتها والتي كعادتها تمدحها على روايتها و تصف مدى تأثرها بالأحداث و النهاية الحزينة التي فرقت بين عاشقين.
قصدت الصف مع صديقتي رونا لأخذ المحاضرة لاكن الشيئ المميز باليوم هو انضمام طالب جديد الى صفنا لانصدم لاحقا بهوية من يكون، إنه نفس الشاب الذي وجدته في المكتبة فأنزلت رأسي خجلا لتذكري موقفي معه لاكن سرعانما رفعت رأسي تارة أخرى لأتفاجئ لسماع إسمه.
كان يعرف عن نفسه قائلا :" أهلا جميعا ، أدعى شينيتشيرو سانو وأتمنى ان نحضى بعام دراسي جيد !".
أجل إنه نفسه شين ، الولد الذي تعرفت عليه خلال وقت ليس بطويل ، إنه صديقي شينيتشيرو !.
_" إنه يوم المفاجآة بحق " اردفت مينا قائلة ،ولاكن ليس علي أن أنكر فرحتي بدراستي معه ، فهو صديقي الوحيد بعد رونا !.
ذهب شين وجلس بالمقعد الذي خلف مينا ولاكنه لم يعرف هويتها. فكيف يعرف وهذه الخيرة لا تنشر وجهها ؟.
انتهت المحاضرة بعد سماع صوت الجرس الذي أعلن هذا الشيئ. فاستدارت مينا الى شين لتجده يقرأ روايتها بصوت منخفض تسمعه مينا.
شين وهو يقرأ الرواية : " سأضل أحبك ولو طال إنتضاري ..-"
قاطعته مينا لتكمل قوله :" فإن لم تكن قدري فأنت إختياري .."
( عبارة من الرواية ).
انصدم شين بعدما رفع رأسه ليجد تلك الجالسة أمامه و الإبتسامة تشق طريقها نحو ذلك الوجه اللطيف.
شين :" م...ماذا ؟"
مينا :" أهلا بك شين صدفة رائعة اليس كذلك ؟.. أنا مينا صديقتك الالكترونية وصاحبة الرواية التي تقرأها الآن ".
شين :" مينا ؟ أهذه انت ؟ .. هذاا عظيم بحق !!" قال بينما إحمر وجهه قليلا من جمال مينا والتي لم يكن ليتخيلها بهذا الجمال.
أطلقت مينا ضحكة خفيفة وقالت بعدها :" أجل إنه كذلك " ( تقصد شيئ عظيم ).
صافح شين مينا وسعد كثيرا بلقائها متمنيا إستمرار علاقتهم على هذا النحو لتوافقه مينا.
مينا :" إذا .. أنخرج من الجامعة معا ؟"
شين :" أ..أجل !"
وبالفعل خرج هذان الصديقان من الجامعة بعدما ودعا بعضهما لتصعد مينا بسيارة أختها و يركب هو الآخر بدراجته النارية.
وعندما رجعت مينا للبيت قصدت غرفتها لتغيير ملابسها و تنزل الى أختها و زوجها وابنتهم الصغيرة.
ديما :" أهلا بك مينا .. كيف كان يومك ؟"
قالت مينا وهي تتجه الى الكرسي لتجلس :" لقد كان رائعا .. لقد التقيت بصديق الكتروني لي !"
زوج ديما :" حقاا ؟ أهو ولد ؟" قال بينما غمز الى مينا
مينا :" أ.. أجل إنه ولد ... لاكننا أصدقاء لا تكبروا الموضوع."
فاطلق كلا من ديما و زوجها ضحكة على وضع مينا.
مينا :" حسنا ناولوني العشاء فأنا متعبة."
ديما :" هاي هاي حسنا تفضلي."
أكلت مينا عشائها لتصعد لاحقا الى غرفتها و تنسدح على سريرها الذي لطالما يريح عظامها المتعبة من يوم مدرسي طويل. فسرقها ليغطيها بنوم عميق.
فات الوقت لتستيقظ مينا تمام الساعة الثالثة صباحا. لاكنها لم تستطع الرجوع للنوم ، فتفتح نافذة غرفتها لتشم نسيم الليل العليل الذي اعتاد إشعارها بالراحة وهو يتلاعب بخصلات شعرها السوداء الطويلة.
وبعد وقت تفاجئت بمرور شين بالقرب من منزلها وهو بدراجته النارية. فنادت له بصوت خافت ليسمعها و يقول:" اوه مينا أتسكنين هنا ؟"
مينا بابتسامة :" أجل ! ... بالمناسبة مالذي تفعله في وقت متأخر كهذا ؟؟"
شين :" أجوب المدينة .. إنضمي لي !"
مينا :" هااه لا تمزح إنها الثالثة ليلا !!"
شين :" وماذا في ذلك .. لن نأخذ وقتا طويلا انزلي !"
وبعدما أقنع هذا الأخير مينا .. غيرت ملابسها للتجه الى النافذة طالبة منه الامساك بها ، فهي لا تستطيع الخروج من باب المنزل لتجنب استيقاظ أختها.
تقدم شين من نافذة مينا لتقفز هي الأخرى بخوف فيمسك بها ليخجل كلاهما لاحقا من قرب مسافتهما.
شين :" ها أنت ذا !" قال بينما أمسكها و أنزلها.
مينا :" ش..شكرا شين !"
إبتسم شين وقال :" هذا لا شيئ يحسب .. حسنا لتركبي معي الدراجة ."
مينا :" حسنا .. لاكن لن نتأخر فلا أريد استيقاظ أختي حسنا !"
قال شين بينما أطلق ضحكة لطيفة :" حسنا حسنا !"..
___________________________
يتبع ....
بالمناسبة للناس يلي تسأل كيف شين يدرس معها وهو أكبر منها بسنة ... ترا في اليابان مو شرط يدرسون بسن واحد في إختلافات بالعمر.
أنت تقرأ
سـحـر روايتـنِـا
Romanceكلمات ثمينة جمعت بين شاعرة و محب لتأليفاتها في أحد رواياتها لتجعلهما يعيشان رواية من نوع آخر..