ركبت مينا دراجة شين قاصدة ان تجوب المدينة بعد منتصف الليل رفقة هذا الأخير. وعندما إنطلقت دراجته معلنة بداية التمتع بمناظر الليل الخلابة والرياح العليلة التي تهب في أطراف المكان فتلعب بخصلات مينا السوداء التي ينعكس عليها ضوء القمر الامع فيجعلها شبيهة للألماس في جماله.
كان الصمت سيد المكان فلم يستطع شين التكلم خجلا من قرب مينا اليه ، تلك الاخيرة التي تتشبت بظهره كالطفل الصغير.
مينا :" اوي شين "
شين :" ن.نعم مينا ؟"
مينا :" ألك ان تخبرني لما غيرت جامعتك وجأت الى هنا ؟"
شين :" اوه أجل !. في الحقيقة لقد غيرت شقتي "
مينا :" لحظة .. هل تسكن وحيدا ؟"
شين :" في الحقيقة أجل فوالداي قد غادرا هذا العالم وتركوني منزويا في أحد شقات هذه المدينة "
مينا :" أنا شبيهة حالك ياشين ... لاكنني لا أسكن بمفردي "
شين :" أتكفل بك أحد أقربائك ؟"
مينا :" لا بل أنا أسكن رفقة أختي و زوجها و إبنتهم الصغيرة البالغة من العمر 5 سنوات ... سأعرفك عليها يوما ما أعدك أنك ستحبها !"
أطلق شين ضحكة خفيفة وقال :" أجل انا متحمس لمقابلتها.."
مينا :" إذا أين تسكن يا شين ؟"
شين :" لست بعيدا من هنا ... إنتظري لنذهب الى شقتي وأعرفك على المكان .."
مينا :" حسنا لا مانع لدي.."
توجه شين بدراجته الى فندق ليس ببعيد عن مكان إقامة مينا .. نزلت هذه الاخيرة من الدراجة بعدما طلب منها شين فعل هذا و توجه قاصدا أحد أبواب الشقق ليقول شين لاحقا :" أنا أسكن هنا يامينا... لندخل !"
مينا :" حسنا !"
دخلت مينا و شين الى شقة هذا الاخير لتجدها شقة عادية و مرتبة .. لقد أعجبت بها مينا في الحقيقة فهي لا تخلو من البساطة التي قد تنال إعجاب مينا.
مينا :" وااه شقتك جميلة يا شين "
شين :" أشكرك !"
توجه شين الى مكتبه فيضع مفاتيح دراجته بينما توجهت مينا الى جدار غرفته والذي كان معلق عليه صورة شين رفقة شخص يبدو أصغر منه ذو شعر أصفر.
مينا :" ناه شين .. أخبرني من هذا الصبي ؟"
تقدم شين الى مينا ليرى الصورة و يردف قائلا :" هذا أخي مايكي .."
مينا :" ألم تخبرني لتوك أنك لا تملك إخوة ؟.."
شين :" لسنا من نفس الام .. "
مينا :" اوه ... أين هو لما ليس برفقتك ؟"
شين :" في الحقيقة لا أعلم أين هو ... أعتقد أنه انخرط في امور العصابات بعدما غادرتها .."
مينا :" بعدما غادرتها ؟" التفت مينا الى شين لتمسك يده و تقول بنبرة يسودها القلق :" هل كنت بعصابة يا شين ؟؟.."
شين :" ف..في الواقع ... أجل .."
مينا :" أمتأكد أنك غادرت من هذه الأمور !؟"
شين :" أجل اقسم أنني فعلت !"
مينا :" لا تفكر في الانخراط فيها مرة أخرى يا شين فهي أمور لايجوز المزح فيها .. ستعرض حياتك للخطر أكثر !"
تفهم شين قلق مينا ليمسك خدها و يقول :" لا تقلقي يا مينا انا لا أفكر بهذا "
اطلقت مينا تنهيدة لطيفة و يضحك عليها شين لاحقا ... فيقول بعدها :" أيمكنك أن تتركي هذا الأمر سرا بيننا يا مينا ؟"
مينا :" هاه .. بالطبع !"
شين :" شكرا لك !"
مينا :" لا شكر على واجب ... بالمناسبة كم الساعة ؟"
نظر شين الى ساعة يده و قال :" هااااه إنها الرابعة ونصف "
تفاجئت مينا و قالت :" يجب علي الاسراع و العودة للمنزل يا شين فأختي تستيقظ على الساعة الخامسة !!"
شين :" حسنا دعيني اوصلك "
وبالفعل ركبت مينا دراجة شين رفقته ليوصلها الى منزلها .. وعند هبوطها من الدراجة قال :" اوي مينا لنلتق غدا و نذهب لشقتي مرة أخرى حسنا ؟"
مينا :" ح..حسنا ... الى اللقاء شين !"
دخلت مينا الى باب منزلها وهي تمشي مشية السارق ... وبينما تمشي بهذا البطئ أمل عدم إيقاظ أي فرد ... أحست بشيئ يمسك سترتها فاستدارت بوجه أبيض يأمل الا يكون أختها.
أنزلت رأسها لتجدها كارلا إبنتة أختها ... آاااههه لقد أخفتنييي !!!
اطلقت مينا تنهيدة بعدما حملت كارلا و اخذتها الى غرفتها.
كارلا :" ميمي ... ( دلع اسم مينا ) .. مالذي كنت تفعلينه ؟"
مينا :" إسمعي كارلا سأافعل لك ما تريدين فقط لا تخبري أمك بما رأيته لتوك حسنا ؟"
كارلا :" حسناا !"
قالت مينا بينما كانت تغير ثيابها و ترتدي ملابس النوم :" اذا يا كارلا مالذي تريدينه مني ؟"
كارلا بحماس :" النوم مع ميمي !!"
اطلقت مينا ضحكة خفيفة لتحمل كارلا و تدغدغها . " إحزروا من تريد النوم معي إحزرواا ؟" فضحك الاثنتان ليقاطعهما صوت ديما وهي تستيقظ من نومها.
مينا :" يا ويلتي .. كارلا فلتسرعي الي يجب ان ننام!"
هجمت كارلا الى حضن مينا لتدخل الاثنتان في الفراش و تمثل النوم .. وفي هذه الانحاء دخلت ديما غرفة مينا ببطئ لأنها لم تجد كارلا بجانبها .. فقد عرفت أنها ذهبت للنوم مع مينا ،
اطلقت ديما ابتسامة لطيفة لتغطي مينا و كارلا جيدا و تعود خارجة من الغرفة.
أشرقت شمس الصباح تمام الساعة السابعة لتستيقظ مينا وتجد بجانبها تلك الكائن اللطيف الذي يتشبت بها رافضا الرحيل عنها، إنها كارلا الملاك الصغير ما ألطفهااا ، أردفت مينا بصوت خافت.
قبلت مينا جبين كارلا و بقيت تتأمل وجهها الملائكي وهي تلعب بشعرها القصير الحريري. وفي هذه الانحاء بات شخص يرمي الحجارة على نافذة مينا .. فاضطرت النهوض و ابعاد كارلا من حضنها لترى هوية الشخص الذي يطلب خروجها.
فتحت مينا النافذة لتجد شين يلوح لها بيده مع تلك الابتسامة الدافئة في صباح دافئ مثله.
اتكأت مينا على إطار النافذة وقالت :" يوه شين صباح الخير !"
بادر شين :" صباح الخير مينا ! كيف حالك هل نمت جيدا ؟"
مينا :" شكرا لك شين ، أجل لقد فعلت !"
شين :" حسنا إذا لتغيري ثيابك و تنزلي لي للذهاب الى الجامعة "
مينا :" اوه أستوصلني ؟ هذا لطف منك شكراا !"
أغلقت مينا نافذتها بعدما عادت الى غرفتها و تغطي كارلا جيدا ، فتغير ثيابها و تخرج من غرفتها بعدما أغلقت الباب جيدا لتنام النائمة بداخله.
مينا :" صباح الخير عائلتي الصغيرة !" اردفت مينا للحاضرين هناك بابتسامة مشرقة.
ديما و زوجها :" صباح الخير مينا " فأضافت ديما :" كيف حالك أيتها الصغيرة ؟"
أطلقت مينا ضحكة خفيفة وقالت :" على أحسن حال !"
ديما :" اذا فلتأتي وتتناول فطورك "
مينا :" شكرا ولاكنني سأتناول القليل فقط فبات صديق لي ينتظرني خارجا .."
ديما :" اوووه أهو الذي عرفتنا عليه البارحة ؟"
مينا :" أ..أجل .."
ديما :" حسنا إذا لتأخذي له هذا الكعك و تبلغيه سلامنا !!"
مينا :" حسنا لابأس بهذا .. الى اللقاء أنا ذاهبة "
ديما و زوجها :" رافقتك السلامة "
خرجت مينا من المنزل بعدما تفاجئ الجالس بانتظارها مما تحمله فقال :" اوه مينا مالذي تحملينه ؟"
مينا :" إنه كعك لك يا شين .. هدية من اختي "
أمسك شين الكعك الموجود في العلبة و قال :" هذا لطف منكم ! شكرا لكم .."
مينا :" لابأس إنه مجرد كعك .. إذا أنذهب ؟"
شين :" أجل لنفعل ...!"
ركبت مينا دراجة شين رفقته و توجه هذان الاثنان الى الجامعة بعدما لفتا أنظار الطلاب المتواجدين هناك ... أهما ثنائي ؟ .. قال الآخر .. بالطبع إنهم كذلك ...
نزلت مينا من الدراجة بعدما وضعت الخوذة على مكانها فتأتي رونا مسرعة الى مينا لتعانقها و تتسآل عن هوية الواقف أمامهما.
رونا :" هااه اهذا حبيبك ؟"
إحمر كلا من شين و مينا من كلام رونا فنفت مينا الكلام وقالت :" هااهه !! لا لااا لسنا حبيبين ..!"
رونا :" يااﻻأسف ..."
مينا :" اوي رونا اصمتي !"
أطلق شين ضحكة خفيفة لتستدر له مينا بذلك الوجه الخجول فتبادله الضحكة.
رن جرس الجامعة معلنا بداية المحاضرة التي توجه اليها كل الطلاب و من بينهم مينا و شين اللذان قصدا مقعدهما وهما في انتظار حضور المدرس.
________________________
يتبع .....
آسفة لأني مانزلت فصل البارحة ما تفرغت ..
أنت تقرأ
سـحـر روايتـنِـا
Romanceكلمات ثمينة جمعت بين شاعرة و محب لتأليفاتها في أحد رواياتها لتجعلهما يعيشان رواية من نوع آخر..