"أنه لا يتركني، ولا يأتي إليّ"
كنت ارى العالم بألوان باهتة جداً، تتلاشى هذهِ الالوان الى الاسود بين حينٍ وآخر، كما اني اسمع صدى اصوات بعيدة عني واضواء تتحرك.
انا بسيارة، هو يقود..
هذا كل ما ساعدني به عقلي الواعي."لا مشفى"
تمتمت بالقوى المتبقية لدي ولكنه مشغول بالصياح على احدهم.
لماذا لا اشعر بأي طرف من اطرافي؟"لن اذهب للمشفى"
كررت عندما بدأت تتوضح الرؤية أمامي، الاصوات بدأت تقترب."حرّك اللعنة من امامي لا اهتم للاشارة!"
نقف عند اشاره المرور؟
انا ممددّة في المقعد الخلفي بالجيب خاصته التي اركبها لأول مرة.اصوات ابواق السيارات عالية حولي، عكرت عاجباي لأنهض واخاطبه، كل ما اسمعه هو شتمه ولعنه، نظرت لأطراف اصابعي التي تبدو وكأنها محترقة، لابد أنها قضمة صقيع!
"واخيراً! سافل غبي!"
تأوهت عندما حاولت النهوض بنفس اللحظة التي ضغط بها دواسة الوقود.
"توقف.."
اخيراً كان ظهره واضحاً أمامي حيث نظر لي من المرآة الامامية اولاً ثم التفت نحوي يوزع نظره بيني وبين الطريق، تمتزج بعيناه الكثير من المشاعر الغير مفهومة."بماذا تشعرين؟ هل تشعرين بأطرافك؟ وضعتُ تدفئة السيارة لأعلى درجة"
هو قلق؟"اوقف السيارة"
"لن اوقف السياره سنذهب للمشفى"
كلا، هو غاضب."لن اذهب للمشفى خذني للمنزل"
اتكئت على مرفقيّ يداي احاول الجلوس باعتدال.بقيّ ينظر لي بالمرآة الامامية يضغط فوق فكّه ثم عاد ينظر نحو الطريق يزيد السرعة.
ثواني وكنّا امام باب منزلي.
نزل قبلي واتجه نحوي لفتح الباب. سحبتِ قدماي واحدة تلو الاخرى أنزلها للأرض. هو بقي جانباً ينظر لي بينما صليّت بداخلي ألاّ اقع عند وقوفي.الحقيقة أني كنت اشعر بالغثيان، شعور اللسعات والوخز ينتشر بكلا من يداي واقدامي ولكني لم اريد ان اظهر كالضعيفة.
"لابد أن قدمي انزلقت وفقدت الوعي.."
تمتمت بينما حبست نَفَسي اقف خارج السيارة.
فقط بضع الخطوات نورسين، بضع الخطوات.هو لا يرد عليّ. الشعور المؤلم فور ان خطوت كاد ان يجعلني اتأوه لولا ضغطي لشفتاي ضد بعض في اللحظات الاخيرة. من الجيد انه خلفي.
نظرتُ للسُلّم الصغير ذو الدرجات الثلاثة لمنزلي.. بدا كالسلم الخاص بقصر سندريلا.
![](https://img.wattpad.com/cover/192084898-288-k556331.jpg)
أنت تقرأ
"HOME"
Fanfiction"ولأنك وطني ومنفاي، حربِ وسلامِ، ولأنّكَ تضيء قسمات ملامح روحي بذكرك، منزلي سيكون حيث تكون أنتْ"