VI

10.5K 1.4K 1.4K
                                    

"هناك اسطورة يابانية تقول:
أن هنالك خيط أحمر غير مرئي يربط بين المقدر لهما ان يرتبطا، بغض النظر عن الوقت والمكان أو ألزمان.. وربما يتمددّ الخيط او يتشابك.. لكنهُ لا ينقطع بتاتاً"





مشينا بهدوء وسط الغابة، لا شيء يُسمع غير صوت خطواتنا فوق الاوراق والاغصان اليابسة بينما يحاوطني السبعة يترأسهم الشخص الذي داويت جرحهُ.

"قائدي أنا أرى ان اقوم بفحص اصابتكَ مرة أخرى"
قال الشاب الاسمر له، أعتقد أنه الخبير الطبي الخاص بالفريق او ما شابه منذ أنه من قام بتضميد ذراعي وربطها.
"أنا بخير هان سونغ".

"هل تؤلمكِ؟"
نظرت للشاب الذي يمشي قربي.
بشرته البيضاء بالكاد برزت تحت الطلاء الاخضر والاسود الذي غطى به وجهه.
بدى مهتماً بأصابتي.

"قليلاً، لماذا أمشي معكم وألى اين نتجه؟"
سألته.

"في حال أصبح الالم لايطاق أخبريني لأزودكِ بمسكن"
هو غمزَ مُتقدماً عليَّ بخطواته ومتجاهلاً أسئلتي بالكامل.

أنا مُنبهرة...

نحن نمشي وسط الادغال منذ ساعة ولا أحد يعطيني أي معلومات عمّا يحدث. لا شيء بعد تلك الـ "لن تذهبي لأي مكان" خاصة قائدهم. ذراعي خُلعت بشكل سيء اثر سقوطي المفاجئ ولم أِصب بأي شظايا..

القائد فجأة نظر للخلف يلتقي بعيناي وللحظة خفتُ أنه سمع ما فكّرت به!

"سنرتاح لمدة قصيرة ثم نُكمل الطريق"
هو أعلن.

جلست قرب أحد الاشجار، بمعزل عن بقيتهم.
أفكاري أخذتني لصديقتي، لعائلتي وأبي. كيف كل شيء أنقلبَ لهذا الحال بدقائق!

"تحتاجين أن تغيري ملابسكِ. أنتِ سهلة الملاحظة بهذه التي ترتدينها"
فجأة وجدت القائد فوق رأسي.
احتاج أن أعرف اسمه وأكُف عن تلقيبه بالقائد و..

"أحتاج أن تتركني أذهب!"

"لن أكرر ما قلت، تستطيعين التغيير خلف الشجرة تلك"
هو رمى قطع ثياب علي وذهب.
شعرت بدمي يغلي من أسلوبه.

"لماذا أنتَ وقح لهذه ألدرجة! لماذا حتى تبقيني معكم؟ أريد ألذهاب لعائلتي"
البقية بدوا متفاجئين من صراخي نحو قائدهم ألذي توقف عن المشي يُقابلني بظهره.

رأيت صدره يرتفع وينخفض بينما يأخذ نفس عميق وللحظة ندمت لأنّي شتمته. كلا لم أندم!
ألبقية عادوا لأنشغالهم بما كانوا يفعلون.

أستدار وعاد ألي، حاربت كل شيء بداخلي لئلا أعود خطوة للوراء.
وجهه بدا مرعباً.

"HOME"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن