إقتباس ٤

47 28 0
                                    

كانت تركض في جوف الليل بخوف وهلع، وتتلفت حولها بجنون تتجسس إن كانوا يلاحقونها أن أنهم قد إختفوا عن أنظارها الأن؟
إستندت على أحد الحوائط وهي تتنفس بصعوبة وتضع يديها على فمها حتى لايسمع أحد آي صوت يصدر منها

وبعد قليل من الوقت نظرت حولها فوجدت أنها في منطقة سكنية، والأغرب أن السكون يشق المكان كأنها خرابة يعمها الصمت القاتل، ليست منطقة سكنية جيدة العيش

همست لنفسها، لن تظل مدة طويلة هكذا عليها التلصص على أحد الشقق في هذه العمارة الكبيرة
ولهذا أخذت تدرس المكان بسرعه وقلبها أصبح ينبض الان بصورة طبيعية وأصبحت تتنفس بطبيعتها، فوقفت تتأمل العمارة من كل الجوانب، وقررت التلصص على الشقة الأولى

أصدرت أنينا خافتا وكممت فمها بيدها منعا لإصدار صوت حتى لايسمعها أحد
نظرت ليدها لتجدها ملطخة بالدم، شهقت بصوت خفيض لتنظر على نفسها وتشهق ثانية وهي تجد يدها ووجهها بهم جروح وينزف منهم الدم، نزلت دموعها وتحاول حبسها فما حدث لها اليوم قلب حياتها لجحيم كبير وقلب موازينها

لن تفكر كثيرا فيما حدث، عليها الآن الاختباء، حتى لايبحث عنها أحد ثانية

لأحد يعلم ماهو القدر الذي ألقاها في هذا الطريق وأى مجهول يطاردها

إنها تشبهها حد التطابق، ولكن أبعد ماتكون هي نفسها، فهذا مستحيل
نعم إنها تشبهها لكنها مختلفه عنها في المظهر بكثييير

هى كانت محجبة ومحتشمة لكن هذه بلا حجاب وبلا إحتشام، فكيف إذا أن تكون هي؟

قطعت من تنورتها القصيرة وربطت جرحها الذي ينزف في وجهها ولكن لم تستطع ربطه بشكل صحيح فجبينها رغم ذلك ينزف بقوة
وربطت يديها منع نزيف يدها قليلا، ولحظات وكانت تحاول الصعود عبر نافذة الشقة

كانت مشقة كبيرة، وفشلت في ذلك مما أدى إرتطامها بالأرض ووقعت على رأسها ونزف الجرح بشكل جنوني ويدها أخذت تنزف أيضا ووجدت نزيف اخر من قدمها إثر محاولتها الفاشلة في الصعود وجرحت نفسها

وأصبحت ملابسها مغطاة بالدم، والوجع يشتد واهاتها تعلو ونبضها يتباطئ وعقلها متشوش
فلقد رأت منظرا كهذا من قبل لكن عقلها لم يسعفها على تذكر ذلك

نهضت من مكانها بضعف شنيع وحاولت التسلل ثانية، ومع محاولات فاشلة للتسلل طوال الليل ومع ضعفها الذي يزداد وعقلها الذي أزاد عليها الوجع، ماجعلها تتألم بقوة

وأخيرا نجحت في فتح النافذة الصغير بأقل مقاومة فتحت النافذة، واستطاعت التسلل للمنزل، وأغلقت النافذة خلفها بضعف وصوت خفيض حتى لايسمعها احد

وجدت نفسها في مطبخ صغير، اخذت تبحث عن شئ يساعدها في وقف النزيف ولكن ضعفها لم يساعدها بالعكس

كانت تإن أكثر وترتعش بشدة حتى أن عقلها أيضا لم يرحمها فخارت قواها وسقطت أرضا وأغلقت عينيها تدريجيا على شيئ ما أشعل تشوش عقلها مما جعلها لاتملك قوي لمعرفة شئ وبالتالي لم ترا بعد ذلك سوي ظلام دامس وأغمي عليها

*************************************************

حورية.... بصدمة.... عاصم؟
ديفيد... بإبتسامة..... عفوا، أتعرفيني؟ أقصد أعرفكي أنا؟
حورية.... بدهشة... انت عاصم، أنا اه عارفاك
حورية.... يعني إنت عايش؟ وشروق، فين شروق ؟

كان يتكلم ببعض من اللغه العربية المصرية، فلقد كان يحاول ممارستها قبل أن يأتي مصر ولهذا كان يفهمها ولكن صدمته من كلامها كان كفيلا بتصنمه دون حراك مع بعض التشوش في عقله كلما نادته بذلك الإسم (عاصم) ويحس بنبض قلبه كلما ذكرت ذلك الإسم (شروق) ولكنه لايعلم من هي؟

ديفيد.... أنا أدعي ديفيد ماركو
حورية.. بصدمة... نعم؟! ديفيد؟ إنت أستاذ الفرنساوي الجديد؟
ديفيد.... بإبتسامة... نعم. إنه أنا، أتشرف بكى، ماإسمك؟
حاولت حورية أن تكون طبيعية وألا تفعل شئ اخر، وحاولت كبح دموعها التي ترقرقت وتحاول الهبوط على وجنتيها

حورية...بإبتسامة مرعوشة.... إسمي حورية، أستاذة الجغرافيا، لكنك تحتاج لممارسة أكبر للغة المصرية كي تتعامل مع الطلبة

ديفيد... لكنها مدرسة انترناشونال، مدرسة خاصة والطلبة يفهمون اللغات وخاصة اللغه الفرنسية والإنجليزية أليس كذلك؟

حورية... أتفهمك ولكن على الأقل كي تتعايش مع الوضع مع معظم المصريين، هذه نصيحة ليس أكثر

تكلمت معه بنفس لغته بل وبطلاقه مما أدهشه وأثار إعجابه، لكنه لايعلم لما عقله يقول له أنه يعرفها او رآها بمكان ما، وأن كلامها عن الاسمين عاصم وشروق ليس غريبا بالنسبة له

تشوش، إصطدام، تألم
وضع يديه في منتصف جبينه بتألم شديد وتأوه بقوة مما أثار ريبة الجميع ودهشة حورية

فجأة أحس بدوران الأرض وعدم إتزانه فوقع على الأرض وهو يغلق عينينه تدريجيا ويصرخ بأعلى صوته متألما ويديه على منتصف جبينه ولاينطق سوي هذا الاسم الغريب بالنسبة له (عاصم) وقبل أن يغلق جفنيه قال إسمها شرووووق ماتموتيش

صدمة صدمة صدمة تلقتها حورية وهرعت تحاول إفاقته لكن أبي ولم يحدث ذلك لم يفق

شردت بفرحه.... عاصم عايش!
ثم كشرت ببكاء.... بس شرووووق فين؟ ماهو طالما هو عايش المفروض تكون عايشة، فينك يا شروق؟!

تسابيح العشق
الكاتبة الصغيرة
أسماء العمري

قدري الأجمل (متوقفة) Where stories live. Discover now