ولادة زهرة ذابلة
تنوييه : القصة ليست للترجمة و لا النسخ و لا أحلل النقل أو الإقتباس
هل تلحظ الآن أم أنا أتوهم إنها الغيوم السوداء المكفهرّة تبكي بحرقة مبللة صفحاتي بمائها العذب معلنة على أني ظلمت بحقد زهرة متفتحة حديثة الولادة، جميلة لكنني قمت بجعلها تذبل من دون سابق إنذار، بأنانية بالغة لم أسأل الزهرة عن رأيها سواء أرادت الرحيل أو البقاء بعد
دعيني أُعلمك يا من تعاتبين أني من طويت صفحات الألم و تكبدت مشقة الكتابة ، فإشهدي يا أيتها الغيوم الرمادية ، و يا أيتها الأرض الصالحة العاطية ، و يا ريحان و شذى الأيام الماضية ، و سهولا و جبالا و هضابا عالية و يا سفوح المرتفعات الفارعة أني لن أحنث بوعدي المبجل .
و سأزرع براحة بال واسعه، شتلات في المبتل الأخضر تكتشف نقاء روحك و أحلامك الواهية الواعية، ألا رمز السلام و رايته، حلق بهذا الحلم لعلك تنشد أناشيد الحقيقة على مرأى من بعض الخونة.
يا لكلماتي الكثيرة هذا يعيد بعض الذكريات القديمة و لكن المغزى من الحكاية ليس هنا بل في
" تتوارى الأيام و نلتقي " ..........
هلل رجل في الثلاثينيات، بعد أن اتصلت به زوجته الحبيبة مخبرة إياه بأنها ستلد ويتوجب عليه الإسراع للحاقها وهي منزوية في ذلك المنزل بمفردها لا تقوى على الحراك قيد أنملة، وبسرعة لا تخلو من التوتر والارتباك وصل إليها آخذا حقيبة الطفل وحقيبتها الصغيرة إلى السيارة.محدثا إياها على عجل يتلفت إليها تارة وإلى الطريق تارة أخرى خوفا من وقوع حادث : إصبري ناديا رجاء ، سنصل قريبا لا تقلقي.
ابتسمت المرأة طويلا ثم قالت بنفس منقطع وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة لولا تشبثها الرهيب بالحياة كي تقول تلك الكلمات : سامر، أنا أعلم بأني لن أعيش طويلا
قاطعها ذلك الرجل مذهولا غير راغب في سماع المزيد من الترهات وهو ينظر إلى الطريق مركزا اهتمامه فيها : ما هذا الذي تقولينه يا ناديا سنصل إلى المستشفى قريبا، ستلدين صغيرنا و سنعيش معا حياة ملؤها السعادة.
تحدثت وقد لطخت دموعها الشفافة وجهها وهي تعتصر ملابسها من شدة الألم : أنا أعرف..وضعي جيدا ..أرجو أن تست..مع إلي ..رجاء ..إعتني به... لا تحرمه من حنانك و عطفك و كن أمه و أباه و كل شيء... عدني بذلك يا سامر.
قال مجاريا لها كي لا تتعب نفسها، فقد سمع بفرط هرمونات المرأة أثناء الحمل حيث تصبح حساسة في حين غرة وهذا ما تعود عليه في الأشهر السابقة : أعدك أعدك حسنا، فقط لا تتعبي نفسك ها قد وصلنا سأركن هنا.
خرج الزوج من السيارة حاملا شريكة حياته إلى سرير المستشفى حيث أغمي عليها موصلا إياها إلى الوجهة الأخيرة التي لم يستطع تجاوزها وهي بوابة غرفة الطوارئ، لم يكن يدري بأنها ستخضع لولادة قيصرية حتى اللحظة، مما أثار حفيظته وقلقه، ولكنه فكر في عدد النساء اللواتي خضعن لولادة قيصرية بلا أية مشاكل وعشن حياة طبيعية.
أنت تقرأ
توليب (للكاتبة أسماء هارون)
General Fictionكبرت لتنتقم...إنتقاما عسيرا من قلب منكسر منفطر...تلك الشابة ذات الماضي الأسود...الملطخ بالحقد و الكراهية...خطأ غير مقصود...جعل منها عديمة الرحمة و الإحساس...تاجرة المخدرات القوية...المتربعة على عرش السوق السوداء...في مواجهة محتدمة مع أطراف كثيرة داخ...