يوم خارق للعادة
ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس و الترجمة و غيرها.
توليب
كانت لحظة غير عادية، خارقة للعادة حقا...بعد أن انتظرت مجيئ الصباح، للذهاب لاستعادتها و اصطحابها، وجدتها أمامي فجأة! بحقك ! .. من أين ظهرت الآن و كيف و لماذا...؟ أعتقد بأني سأجلسها في غرفة المعيشة و أُجري معها تحقيقا شاملا...لا أصدق بأن شيماء الفتاة الرزينة، تفعل أمرا غبيا كهذا ... و بلا سابق تخطيط، وجدت جسدي يتحرك من تلقاء نفسه إليها.. رفعت يديّ، و قمت بإحاطتها بهما، و عانقتها متجاهلة كل من حولي، و ذلك الشخص الذي معها على الوجه الأخص.
إبتعدت عنها قليلا، و وجدتها تبتسم ابتسامة مشرقة، تدل على أن جميع المشاحنات السابقة قد فضّت الآن و انتهت بكل بساطة، و لكنني لم أفوت تلك الدمعة اللامعة التي لم تنزل من عينيها، كانت و لا تزال جيدة في إخفاء دموعها .. لكن .. ليس أمامي أنا.
و في لحظة ! وجدت نفسي بعيدة ببضع خطوات عنها، نعم، لقد تمّ دفعي، و من حسن الحظ أن من قامت بدفعي هي كوثر و ليست شيماء .. حسنا، سأتغاضى عن هذا للمرة الأولى، فقط لأنني في مزاج جيد، و كان عليّ على كل حال أن أتركها تحظى بفرصتها في عناق شيماء، مع أنها لم تغب طويلا، و لكننا شعرنا، بأن ذلك الوقت كسنوات طوال، سنوات نشعر بأنها تمرّ في كل دقيقة !
سمعت تأوها بسيطا بصوت منخفض و لكنه كان كفيلا بجعلي أسمعه، لأجد كوثر تبتعد عن شيماء و هي تعتذر بحفاوة و سرعة في الحديث: أنا آسفة حقا، لم أقصد الاحتكاك بجرحك، لقد نسيته من فرحتي بكِ.
إبتسمت شيماء تلك الابتسامة الواسعة المشرقة كعادتها، الابتسامة التي تجعلني أفكرُ بالشمس الساطعة من دون سبب،و قالت مطمئنة : أنا بخير، لست سوى بحاجة إلى الراحة.
فقلت بسرعة بعد أن سمعت كلامها : أُدخلي لكي ترتاحي إذا
فأجابت قائلة : حسنا، و لكن قبل ذلك، أريد أن أعرفكم بشخص ما.
قالت ذلك و استدارت إليه ، و بعد ذلك تذكرت الشخص الذي تم تهميشه توا، لدي بعض المعلومات عنه ، و هو نفس الشخص الذي رأيته في كمبيوتر ريان ، إنه ..
ليقاطع صفو أفكاري و تأملي صوت شيماء، و هي تقول بحماس واضح في وجهها و لم يسبق له مثيل : هذا تاي، و هو الشخص الذي ساعدني كثيرا.أمالت كوثر رأسها نحو اليمين، أي من جهتي و نظرت إليّ ثم وجهت نظرها إليه، و وضعت إصبعها السبابة تحت ذقنها، و من الواضح بأنها كانت تفكر، كان وجهها مضحكا جدا، مما جعلنا جميعا ننظر إليها بتمعن و هي تحدق في ذلك الشخص الذي عرّفته لنا شيماء، أردت إطلاق ضحكة عالية، و لكنني كتمتها في آخر لحظة، لا أعلم السبب، و لكني لم أرِد الضحك أمام شخص غريب بتلك الشاكلة، كنت أعلم بأنها تحاول تمييزه، لأنها رأته معي على شاشة حاسوب ريان، و كان من الغباء فعلا أن لا تتعرف عليه، حتى و إن لم تتعرف على وجهه، و لكن .. بالتأكيد .. عليها أن تعرف بأن شيماء لا تحضر أي شخص كان إلى منزلي، لذلك كان عليها أن تعلم بطريقة بدهية أنه نفس الشخص ... و من دون سابق إنذار سمعت ضحكة مدوية عالية، من شيماء ..!، و بعد أن هدأت أمسكت ببطنها، و كان من الواضح بأنها تألمت بسبب اهتزازها من الضحكة، و قالت و لا تزال تشق الابتسامة محياها : إلى ما تنظرين بهذه الطريقة المضحكة؟، هل أضعتِ شيئا ما في وجه تاي؟
أنت تقرأ
توليب (للكاتبة أسماء هارون)
Ficción Generalكبرت لتنتقم...إنتقاما عسيرا من قلب منكسر منفطر...تلك الشابة ذات الماضي الأسود...الملطخ بالحقد و الكراهية...خطأ غير مقصود...جعل منها عديمة الرحمة و الإحساس...تاجرة المخدرات القوية...المتربعة على عرش السوق السوداء...في مواجهة محتدمة مع أطراف كثيرة داخ...