الفصل الرابع عشر

17 3 0
                                    

يوم خارق للعادة

ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس و الترجمة و غيرها.

توليب

كانت لحظة غير عادية، خارقة للعادة حقا...بعد أن انتظرت مجيئ الصباح، للذهاب لاستعادتها و اصطحابها، وجدتها أمامي فجأة! بحقك ! .. من أين ظهرت الآن و كيف و لماذا...؟ أعتقد بأني سأجلسها في غرفة المعيشة و أُجري معها تحقيقا شاملا...لا أصدق بأن شيماء الفتاة الرزينة، تفعل أمرا غبيا كهذا ... و بلا سابق تخطيط، وجدت جسدي يتحرك من تلقاء نفسه إليها.. رفعت يديّ، و قمت بإحاطتها بهما، و عانقتها متجاهلة كل من حولي، و ذلك الشخص الذي معها على الوجه الأخص.

إبتعدت عنها قليلا، و وجدتها تبتسم ابتسامة مشرقة، تدل على أن جميع المشاحنات السابقة قد فضّت الآن و انتهت بكل بساطة، و لكنني لم أفوت تلك الدمعة اللامعة التي لم تنزل من عينيها، كانت و لا تزال جيدة في إخفاء دموعها .. لكن .. ليس أمامي أنا.

و في لحظة ! وجدت نفسي بعيدة ببضع خطوات عنها، نعم، لقد تمّ دفعي، و من حسن الحظ أن من قامت بدفعي هي كوثر و ليست شيماء .. حسنا، سأتغاضى عن هذا للمرة الأولى، فقط لأنني في مزاج جيد، و كان عليّ على كل حال أن أتركها تحظى بفرصتها في عناق شيماء، مع أنها لم تغب طويلا، و لكننا شعرنا، بأن ذلك الوقت كسنوات طوال، سنوات نشعر بأنها تمرّ في كل دقيقة !

سمعت تأوها بسيطا بصوت منخفض و لكنه كان كفيلا بجعلي أسمعه، لأجد كوثر تبتعد عن شيماء و هي تعتذر بحفاوة و سرعة في الحديث: أنا آسفة حقا، لم أقصد الاحتكاك بجرحك، لقد نسيته من فرحتي بكِ.

إبتسمت شيماء تلك الابتسامة الواسعة المشرقة كعادتها، الابتسامة التي تجعلني أفكرُ بالشمس الساطعة من دون سبب،و قالت مطمئنة : أنا بخير، لست سوى بحاجة إلى الراحة.

فقلت بسرعة بعد أن سمعت كلامها : أُدخلي لكي ترتاحي إذا

فأجابت قائلة : حسنا، و لكن قبل ذلك، أريد أن أعرفكم بشخص ما.

قالت ذلك و استدارت إليه ، و بعد ذلك تذكرت الشخص الذي تم تهميشه توا، لدي بعض المعلومات عنه ، و هو نفس الشخص الذي رأيته في كمبيوتر ريان ، إنه ..
ليقاطع صفو أفكاري و تأملي صوت شيماء، و هي تقول بحماس واضح في وجهها و لم يسبق له مثيل : هذا تاي، و هو الشخص الذي ساعدني كثيرا.

أمالت كوثر رأسها نحو اليمين، أي من جهتي و نظرت إليّ ثم وجهت نظرها إليه، و وضعت إصبعها السبابة تحت ذقنها، و من الواضح بأنها كانت تفكر، كان وجهها مضحكا جدا، مما جعلنا جميعا ننظر إليها بتمعن و هي تحدق في ذلك الشخص الذي عرّفته لنا شيماء، أردت إطلاق ضحكة عالية، و لكنني كتمتها في آخر لحظة، لا أعلم السبب، و لكني لم أرِد الضحك أمام شخص غريب بتلك الشاكلة، كنت أعلم بأنها تحاول تمييزه، لأنها رأته معي على شاشة حاسوب ريان، و كان من الغباء فعلا أن لا تتعرف عليه، حتى و إن لم تتعرف على وجهه، و لكن .. بالتأكيد .. عليها أن تعرف بأن شيماء لا تحضر أي شخص كان إلى منزلي، لذلك كان عليها أن تعلم بطريقة بدهية أنه نفس الشخص ... و من دون سابق إنذار سمعت ضحكة مدوية عالية، من شيماء ..!، و بعد أن هدأت أمسكت ببطنها، و كان من الواضح بأنها تألمت بسبب اهتزازها من الضحكة، و قالت و لا تزال تشق الابتسامة محياها : إلى ما تنظرين بهذه الطريقة المضحكة؟، هل أضعتِ شيئا ما في وجه تاي؟

توليب (للكاتبة أسماء هارون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن