الفصل الخامس

28 4 4
                                    


مهمة إنقاذ

ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس أو الترجمة و غيرها.

توليب

حسنا، ها نحن ذا في هذا اليوم الآخر من الحياة المريرة ، كل ما حدث في هذه الأوقات هو أنني كنت السبب في إصابة واحدة من صديقاتي؟ ربما هو كذلك بل هو كذلك حقا . لقد كنت السبب je suis la seule responsable ( أنا المسؤولة الوحيدة ) الحياة تكرهني و تمقتني مذ وطئت قدماي الأرض بل و حتى قبل أن تبصر عيناي النور ، مع ذلك أنا لا أستطيع البكاء ، كل ما يمكنني فعله هو الإنتظار و المزيد من الإنتظار ، و لكن هل ينفع هذا؟ خاصة مع تأنيب الضمير و أيضا بالإضافة لذلك برود الأعصاب الذي يجعلني في نظر الآخرين أكثر من مذنبة ، بل و أيضا مجرمة ، لحظة أنا كذلك ، لأنني أتاجر بالمخدرات ، أشعر فعلا بالتقزز و الاشمئزاز من نفسي ، فقط....... لو لم يكن سامر في حياتي .... فقط.....لو أنني لم أُلد فقط..... عندها ..كانت الأمور ستجري في نصابها العادي .... و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

أردفت كوثر مخاطبة الطبيب بينما كنت أصارع تأنيب الضمير في الخفاء متصنعة عدم المبالاة بأي شيئ، ربما حينها.. كنت و لا أزال أحاول جعل الأمور بخير : سنجد المتبرع لا تقلق

سألت الطبيب: ما هي فصيلة دمها؟
ثم خطر ببالي سؤال: كيف لي أن أكون صديقة لها اسنوات طويلة و أنا لا أعرف فصيلة دمها؟

فأجاب على سؤالي قائلا: إنها فصيلة دم من نوع مومباي، قد اكتشفنا ذلك بعد التحاليل..

قالت كوثر باستغراب شديد، فهي مثلي لم تسمع بمثل هذه الفصيلة من قبل: مومباي؟؟؟

شعرت بشدة أن هذه الفصيلة نادرة، و قد أُكدت هذه الفرضية عندما أجاب الطبيب مفسرا لتلك الكلمة الغريبة: نعم ، و هي أندر فصيلة دم حيث تقريبا خمسة عشر شخصا فقط في العالم يمتلكون مثل هذه الفصيلة و إيجادها كمثل إيجاد إبرة في كومة قش بل و أصعب من ذلك .

تفاجأت من هذا كثيرا، و شعرت بالذعر، بل و حتى استطعت سماع صوت دقات قلبي التي تخفق بسرعة كبيرة كطبول هائجة، لكنني التزمت الصمت و فضلت الذعر مع نفسي، لتقول كوثر و هي تبرز رعبها و خوفها الشديد على حياة صديقتها عكس ما كنت أفعله طوال الوقت: إذا ؟ سندعها تموت بمجرد عدم وجود فصيلة دمها؟ ألست طبيبا ؟ هذا عملك عليك إنقاذها ....

نظرت إليها و لاحظت وجهها الذي أصبح أحمر من احتقان الدماء فيه فلم تكبح جمام غضبها و ذهبت للإمساك به من ياقته و هي تخاطبه بتهديد عهدت سماعه منها، حسنا.. مثل هذه التصرفات ليست غريبة منها: إن لم تفعل شيئا لإنقاذها فستخسر حياتك و عملك

فارتعش الطبيب، و كنت شبه متأكدة من أنه لم يخف منها بل خاف على مستقبل عمله،فأنا أعرف هذا الطبيب الذي مرّ بالكثير ليغدو دكتورا ناجحا، ليس من الهين بالنسبة له أن يذهب جهده سدى كشربة ماء: ح ح حسنا ... آ أنا سأبذل قصارى جهدي ... ل لإنقاذها فقط ....أمهليني بعض الوقت ..س سأجعل قسم الطوارئ ينادي بالميكروفون عن شخص حامل لنفس فصيلة الدم هذه.

توليب (للكاتبة أسماء هارون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن