الفصل الثالث

52 8 5
                                    

اليوم المحتوم

ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس و الترجمة و غيرها

كم يكون الفراق صعبا ، قاهرا ، فتاكا، يعتصر خلايا الجسد خلية بعد أخرى إلى أن ينتهي منها تاركا إياك ضائعا في اللاشيئ ، منصهرا في طيات الوجع و عبق رائحة الخذلان ، و ربما أصعب فراق هو فراق شخص لم تره قط لكنك لا تزال تنتظره.

توليب

سارة: أووه من جاء إلى هنا ، تاجرة المخدرات.

قالتها بصوت عالٍ يا لها من ورطة !!! فحاولت تصنع القوة لأن صديقتي قريبتان منّي و لم أرِد لسري أن ينكشف حتى يحين وقته المناسب: سارة ، أهلا يا لها من صدفة وجودك في مكان كهذا

فأجابت بصوت مزعج جدا و كأنها تستخف بما أقوله ،و قد شعرت برغبة كبيرة في خنقها : أعتقد أن وجودك أنت هو الصدفة لأنني ظننت أن ثرائك الفاحش غير متناسب مع هذا المكان

أكملت تلك المسرحية التي أديتها بتفان أمام كل من يعلم بعملي في المخدرات، مع أنني لم أحبّذ قول مثل هذا الكلام لأي أحد فأنا لا أحب إذلال أي أحد: هذا صحيح فعلى كل حال أنا مليرديرة و أغنى إمرأة في هذا البلد

كان هذا قاهرا ، لكنها تستحق بعد تحديها لي، فلم يكن لدي أي خيار آخر.. وجدت وجههت قد تغير إلى الانزعاج و لكن .. بعد ثانيتين تحول و احتلت ابتسامة واسعة على ثغرها و قد علمت سبب هذه الابتسامة بعد أن  أردفت: إذا كيف حال تجارتك ، أو أقصد تهريباتك .

في هذه اللحظة وصلت كوثر و شيماء إليّ بعد أن كانتا بعيدتين قليلا عني.

كنت أعلم بأن شيماء أو كوثر لم تسمعا آخر حديث بل لاحظتا طريقتها في الحديث معي فقالت شيماء دفاعا عنّي: إسمعي أيتها القزمة البقرة المشترّة ما الذي تتحدثين عنه الآن إن كنت تحاولين تسبيب صداع لنا و نحن في هذا المكان الجميل فأنصحك بالمغادرة.

فأجابت سارة باقتضاب: ما الذي تقولينه ، هذا مكان عام للناس ،لا يمكنك طردي ، هذا أولا ، ثانيا أنت هي البقرة فأنا لم أتجاوز الخمسة و الستين كيلوغراما بعد.

لم أستطع تحمل هذا الموقف المضحك فإنطلقت منّي ضحكة قطعت كلام سارة حاملة معها المعنى الساخر من سارة بقولها الخمسة و الستين كيلوغراما فقلت بعد أن هدأت : يبدو أنك أنت هي البقرة الأكبر هنا مع خمس و ستين كلوغرام هذا أولا ، ثانيا يمكنني طردك من هنا أنت و جميع هؤلاء الأشخاص ، فقط مع تأشيرة واحدة من يدي ستكون كافية بإغلاق هذا المكان فالمال يعالج كل شيئ عزيزتي.

كنت أقلد طريقة سارة في الحديث مع كلمة أولا و ثانيا، مع أن شعور السوء الذي يخبرني بأن ما أقوله سيئ و لكن .. سأعتذر منعا يوما ما .. بعد أن ينتهي عملي هذا، و أقوم بتصفية كل حساباتي الكثيرة ..

توليب (للكاتبة أسماء هارون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن